مايو 4, 2024

زين العمر: كلنا شركاء

جاءت روسيا تفاوض حي الوعر تمسك سكيناً بيدها، جلست إلى طاولة المفاوضات دون أوراق أو أقلام تكتب، “الخروج أو التسوية” كلمتان لم تفارق ألسنة الضباط الروس الذين كانوا الوسيط والمفاوض والضاغط، وقد يكون القاتل بعد وضع سكينه على رقاب لجان الحي، فما عليهم إلا القبول أو فمصيرهم الثالث ينتظرهم، خصوصاً بعد ضرب أمثلة حلب ووادي بردى وغيرها من المناطق.

حمامة السلام الروسية دخلت الأراضي السورية لترعى المصالحات والهدن والحوار السياسي في المحافل الدبلوماسية، وفي حقيقة الأمر قد أتت لتهجير أصحاب الأرض الذين باتوا غرباء عن وطنهم المحتل لتحقيق مصالح تقابل قتلها للشعب السوري والحجة حاضرة “محاربة الإرهاب”.

مصالح روسيا في الوعر والنظام جاهز للتنفيذ

تبعد مصفاة النفط في حمص عن حي الوعر نحو 5 كيلومترات، ويحاول الاحتلال الروسي اليوم التمدد في هذه المناطق برياً، وقد استطاع الروس مؤخراً السيطرة على مصفاة بانياس ووضع جنودا روس داخلها.

كما ويحاذي حي الوعر الكلية الحربية وكتيبة المدفعية إضافة لموقعها الجغرافي المتميز من خلال تشكيلها عقدة مواصلات، بربط الساحل بالوسط السوري إضافة لطبيعة بنائها الحديث وأرضها الصخرية الصلبة.

وقد قام الروس قبل دخولهم في اتفاق حي الوعر بدراسة خرائط الوعر والمناطق المحيطة به بدقة، ومعرفة المكاسب لهم قبل الدخول إليها ووضعوا نصب أعينهم إبعاد المليشيات الشيعية عن هذه المنطقة.

الاحتلال الروسي يحاول تحقيق عدة أهداف من خلال اتفاق حي الوعر المبرم، وأولها إخراج المقاتلين وعائلاتهم من حي الوعر، أي ما عجز عنه النظام والمليشيات الموالية له على مدى سنوات، إضافة لفرض هيمنة الروس على هذه المنطقة التي تضم مصفاة نفط حمص والكلية الحربية والكتيبة المدفعية، إضافة لإبعاد النفوذ الإيراني وميليشياته الموالية عن هذه المنطقة، التي لم يعد من المفترض تواجدهم بها بعد خروج المقاتلين من حي الوعر إلى جبهات أخرى مشتعلة داخل الأراضي السورية، وأخيراً صناعة نصر إعلامي لعملية مصالحات وهمية تظهر إرساء الأمن والأمان في المناطق والجيوب المحاصرة لكنها في نهاية المطاف “تهجير قسري”.

الاحتلال الروسي يستخدم المليشيات الإيرانية والنظام كأدوات

يحاذي ويتداخل مع حي الوعر قرى “المزرعة والزرزورية والرقة” وهي تعد قرى شيعية من أكبر المراكز التشبيحية في حمص، مارست بطشها وقتلها لأهالي المدينة طيلة سنوات الثورة، يشكل أبنائها ما يسمى بـ “لواء الرضا” والذي يتبع مباشرةً لقيادات تتبع لحزب الله اللبناني الذي أرسل لهم غرفة عمليات مجهزة بقيادات يأتمرون بأمرهم وتوجيههم.

باتت هذه المليشيات خارج سيطرة نظام بشار الأسد وهناك الكثير من الوقائع التي تثبت ذلك:

– خرق الهدن واستهداف الحي في فترات التهدئة.

– إشعال جبهات حي الوعر وفتح معارك اقتحام وتبرير عدم توجههم للمشاركة للمعارك الساخنة في ريف حمص الشرقي وغيره وترك منطقتهم.

– منع دخول قافلة المساعدات الإنسانية والاعتداء عليها بعد أن كانت متوجهة إلى حي الوعر رغم حصولها على موافقات أمنية من أعلى رؤوس النظام.

– تمت من قبل النظام محاصرة قرية الزرزورية المسيطر عليها من قبل لواء الرضا المحسوب على إيران، غرب مدينة حمص، من قبل قوات فرع الأمن العسكري وأمن الدولة، يوم الأربعاء الماضي بسبعة دبابات وعشرات الجنود لأسباب مجهولة.

– قيام هذه المليشيات بالتصعيد العسكري المفاجئ مع اللحظات الأولى لإعلان وصول الأطراف إلى اتفاق شفهي تم تعثره بسبب هذا التصعيد ووضع الطرف الضامن الروسي بموقف محرج.

شراسة الأعمال العسكرية الروسية الجوية في ريف حمص الشرق ضد داعش كان مقتصرة على الطلعات الجوية التي تخرج من مطار حميميم أما القوات البرية فقد كانت مقتصرة على المليشيات الإيرانية وقوات النظام التي كانت تقتحم وتقاتل وتقتل الأمر الذي يؤكده سقوط أعداد كبيرة من القتلى الإيرانيين داخل سوريا وروسيا كانت في الفترة الأخيرة تستعد لتجهيز قاعدة عسكرية ضخمة في مطار التي فور العسكري من أجل فرض سيطرتها على حقول النفط في الريف الشرقي للمحافظة.

يذكر أن وفد المعارضة رفض المشاركة في أستانة3 بسبب إصرار روسيا على تنفيذ اتفاق الوعر الأمر الذي سيكلف فشل المحادثات الدبلوماسية السياسية دون أن تأبه روسيا لها والمكاسب التي ستحققها من هذا الاتفاق.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك