مايو 16, 2024

خالد عبد الرحمن: كلنا شركاء

عاد النظام ومنذ أكثر من شهر ليجدد معركته التي بدأها قبل أكثر من عام في ريف حماة الجنوبي في أقصى غرب المناطق المحررة بريف حماة الجنوبي، حيث يقوم النظام بتصعيد قوي منذ بداية شهر اذار/مارس الحالي على البلدة المتاخمة للقرى الموالية وعلى بلدة عقرب على وجه الخصوص والتي تعجّ بالمدنيين والنازحين من المناطق الأخرى.

واستهل النظام حملته على بلدة عقرب بقصف من الحواجز المحيطة بها ثم تلتها محاولة تسلل من الجهة الغربية أفشلتها فصائل الثوار المرابطة على تخوم البلدة، مكبدين النظام خسائر كبيرة أجبرته على التراجع، وبعدها انتقل النظام الى أسلوبه -القصف الهستيري- التقليدي في الانتقام، معتمداً على الطائرات الحربية التي تقصف بالصواريخ الفراغية والطيران المروحي الذي يلقي البراميل المتفجرة والألغام البحرية مما أدى لدمار كبير في منازل المدنيين والبنية التحتية للبلدة.

موسى، أحد أبناء البلدة المقيمين فيها والذي اضطر قبل أيام للخروج من بيته ونقل عائلته الى منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي المجاور قال في حديث لـ “كلنا شركاء” إنه سمع بنية النظام الهجوم على البلدة وشعر بالخوف على أطفاله فقام بالنزوح باتجاه الحولة ليلاً على الرغم من اشتداد وتيرة القصف وخوفاً من التطورات الأسوأ.

ويضيف موسى الذي يجلس في مكان نزوحه يراقب تطورات الأحداث المتسارعة في بلدته “ما زلت هنا انتظر عودة الاستقرار لأعود الى منزلي، ففي الوضع الحالي من الصعوبة بمكان أن أعود، الوضع سيئ والقصف شديد والطائرات لا تغادر سماء البلدة”.

بينما فضّل أحمد النازح من بلدة حربنفسه والمقيم في بلدة عقرب منذ مدة البقاء فيها حيث قال في حديث لـ “كلنا شركاء” إن النظام مستعيناً بميليشيات من القرى الموالية يحاولون إفراغ البلدة من السكان وتهجيرهم من بيوتهم بالقصف الشديد والغارات العنيفة المتتالية وخصوصاً القصف الليلي، مشيراً إلى أن البلدة تعرضت منذ أيام لقصفٍ بالبراميل المتفجرة بلغت 12 برميلاً متفجراً دفعةً واحدةً.

وتابع أحمد حديثه متسائلاً ” لا ندري ماذا يريد النظام، هل يدفع باتجاه مشروعٍ طائفيٍ ظاهره المصالحة وباطنه إخراج الناس من بيوتهم؟ أم أنه سيقوم بعملٍ عسكريٍ بريٍ كبير للسيطرة على البلدة وإعادتها لسيطرته لإعادة فتح طريق بعرين- حماة المار من بلدة عقرب”.

بين تطلعات النظام بالسيطرة وصمود الثوار بوجهه ماتزال الحياة اليومية في بلدة عقرب شبه متوقفة، فالمدارس مقفلة والأوضاع الانسانية والصحية تتجه للأسوأ بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع