مارس 19, 2024

بشار الحاج علي: كلنا شركاء

بمناسبة ذكرى إنطلاق ثورة الكرامة التي فجرها أطفال درعا و تداعى لها الجسد السوري وصدحت لها حناجر الشرفاء من حوران هلت البشاير ، بالروح بالدم نفديك يادرعا ، تلك الإنتفاضة التي أيقظت الشعور بالكرامة الإنسانية والتوق للإنعتاق من العبودية والخنوع ، الإنتفاضة السلمية التي تحولت إلى ثورة سيكون تأثيرها ليس على مساحة الوطن السوري فحسب بل على المستوى السياسي العالمي وعلى النظام العالمي القائم منذ الحرب العالمية الثانية .

بمناسبة ذكرى إنطلاق ثورة الكرامة التي فجرها أطفال درعا و تداعى لها الجسد السوري وصدحت لها حناجر الشرفاء من حوران هلت البشاير ، بالروح بالدم نفديك يادرعا ، تلك الإنتفاضة التي أيقظت الشعور بالكرامة الإنسانية والتوق للإنعتاق من العبودية والخنوع ، الإنتفاضة السلمية التي تحولت إلى ثورة سيكون تأثيرها ليس على مساحة الوطن السوري فحسب بل على المستوى السياسي العالمي وعلى النظام العالمي القائم منذ الحرب العالمية الثانية .

الثورة السورية ليست ثورة تقليدية بل ثورة ذات خصوصية للحديث عن تفردها لابد من تسمية الأشياء بمسمياتها و تعريف الثورة والأزمة والحرب الأهلية والصراع الدولي بشكل مقتضب:

الثورة السورية ليست ثورة تقليدية بل ثورة ذات خصوصية و تميز، وللحديث عن تميزها لا بد هنا من تسمية الأشياء بمسمياتها وبالتالي تحديد الفرق بين الثورة – الأزمة – الحرب الأهلية والصراع الدولي بلمحة سريعة…

 أولاً: الثورة هي الإرادة والعمل على التغيير السياسي – الإجتماعي الشامل وبالقوة للنظام القائم واستبداله بنظام آخر يلبي تطلعات و متطلبات الأفراد أو الجماعات الثائرة .

 ثانياً:الأزمة السياسية : هي عبارة عن حدوث خلافات بين أحزاب أو تنظيمات معارضة مع السلطة الحاكمة تؤدي إلى تعطيل الحياة السياسة و مؤسسات الدولة وغالباً ماتحل سياسيا بالإستجابة لبعض المطالَبأاو التسوية بين القوى السياسية.

ثالثاً:الحرب الأهلية : إندلاع صراع مسلح بين مكونات المجتمع الواحد على أساس عرقي أو ديني أو طائفي ونادراً مايحدث على أساس سياسي أو إقليمي ، و ينتهي إما بالتقسيم – أن أمكن- أو التسوية والمصالحة و الإتفاق على عقد إجتماعي جديد.

رابعاً:الصراع الدولي : تحول دولة ما أو إقليم إلى ساحة منافسة بين دول إقليمية أو عالمية للسيطرة على مقدراتها ووضعها تحت نفوذها إما بالمواجهة العسكرية المباشرة أو غير المباشرة عن طريق إستخدام مكونات البلد البشرية وينتهي غالباً إما بإنتصار طرف على آخر أو تبادل المصالح في مناطق أخرى .

فالحرب الأهلية بالتعريف هي صراع مسلح بين مكونات المجتمع الواحد على أساس عرقي أو ديني أو طائفي و ينتهي إما بالتقسيم أو التسوية والمصالحة و بالتالي الإتفاق على عقد إجتماعي جديد.

أما الصراع الدولي فهو تحول دولة ما أو إقليم إلى ساحة منافسة بين دول إقليمية أو عالمية للسيطرة على مقدراتها ووضعها تحت نفوذها إما بالمواجهة العسكرية المباشرة أو غير المباشرة عن طريق إستخدام مكونات البلد البشرية وينتهي غالباً إما بإنتصار طرف على آخر أو تبادل المصالح في مناطق أخرى .

وأما الأزمة السياسية فهي عبارة عن حدوث خلافات بين أحزاب أو تنظيمات معارضة مع السلطة الحاكمة تؤدي إلى تعطيل الحياة السياسة و مؤسسات الدولة وغالباً ماتحل سياسيا بالإستجابة لبعض المطالَب أو التسوية بين القوى السياسية.

لكن الثورة فهي بالتعريف الإرادة والعمل على تغيير سياسي – إجتماعي شامل وبالقوة للنظام القائم واستبداله بنظام آخر يلبي تطلعات و متطلبات الأفراد أو الجماعات الثائرة ، وهي غالباً ما تنشأ كرد فعل يؤدي إلى انفجار شعبي ..

ماالذي حصل في سوريا ؟ وفِي درعا بالتحديد عام ٢٠١١؟ رد فعل شعبي عفوي دفاعا عن الكرامة الانسانية و إمتهان أدنى حقوق الإنسان وهو إعتقال الأطفال ، وإهانة أهاليهم عند المطالبة بالإفراج عنهم ، إذاً هي إنتفاضة شعبية سلمية ضد نظام القمع والسلطة الأمنية بدأت بدرعا البلد ثم إشتعلت في حوران فزعة وتضامناً ومالبث أن كسر الشعب السوري حاجز الخوف لتتحول إلى إنتفاضة شعبية عامة ، تطالب بإسقاط نظام سلطة الأجهزة القمعية وتسلطها على مقدرات الدولة وتسخيرها لخدمتها. وبهذا المعنى فهي ثورة ذات خصوصية مميزة لم تنطلق بناء على دعوة حزب أو تنظيم سياسي لم تكن لها قيادة سياسية و لاتنظيمية لم تتبع لأي أيديولوجيا فهي نادت بقيم إنسانية عامة (الحرية -الكرامة – إلغاء قانون الطوارئ – رفع يد الأجهزة القمعية عن الحياة العامة ……) ماذا حدث بعد انتشار الثورة ؟ تمت محاولة تصفيتها ، أولا بالتسليح ، ثانياً بالأسلمة، ثالثاً الأدلجة رابعاً الإرهاب ، خامسا التدخل الدولي . إلا إنها بقيت وستبقى ثورة الكرامة لن تستطيع قوى التآمر العالمي القضاء عليها على الرغم من التوافق الدولي على وأدها من قبل (الأصدقاء والأعداء) كلاً حسب رؤيته ، ليكون الشعب السوري عبرة لمن يعتبر . وهكذا نرى الصراع الدولي ليس سبباً في الثورة بل نتيجة لتعنت النظام القمعي ورفضه الإستجابة لإارادة الشعبية الوطنية ، و الإستعانة بالدول و المليشيات الأجنبية بعد أن جرب كافة أنواع الإجرام بمختلف الأسلحة التقليدية والغير تقليدية ، بمافيها الكيماوية . هذه ثورة الكرامة التي ننتمي إليها وهي ليست حرب أهلية وليست أزمة ونحن لسنا معارضين نحن ثوار ضد الظلم وضد القمع ست سنوات وكل قوى الظلام تسعى لوأدها، ومحاصرتها، وحتى هذه اللحظة لم تنطفىء ولم تخبو جذوتها ، يكفي أعدائها قبل أصدقائها بيانا معركة المنشية الدائرة في ذكراها السادسة ، كيف لثورة شعارها الموت ولا المذلة أن تُهزم ؟. 18-آذار-2011 بشار علي الحاج علي دبلوماسي سابق متخصص بالدراسات السياسية وإدارة الأزمات

وهذا ما كان في درعا بداية العام  2011 من رد فعل شعبي عفوي دفاعا عن الكرامة الانسانية وإمتهان أدنى حقوق الإنسان (اعتقال الأطفال) وإهانة أهاليهم عند المطالبة بالإفراج عنهم، وهي بالتالي إنتفاضة شعبية سلمية ضد نظام قمع وسلطة أمنية اشتعلت في حوران ومالبث أن كسر الشعب السوري حاجز الخوف لتتحول إلى ثورة شعبية تطالب بإسقاط نظام سلطة الأجهزة القمعية وتسلطها على مقدرات الدولة وتسخيرها لخدمتها، لهذا فإنها ثورة ذات خصوصية مميزة لم تنطلق بناء على دعوة حزب أو تنظيم سياسي و لم تكن لها قيادة سياسية و لاتنظيمية لم تتبع لأي أيديولوجيا، وقد نادت بقيم إنسانية عامة (الحرية -الكرامة – إلغاء قانون الطوارئ – رفع يد الأجهزة القمعية عن الحياة العامة ……)

لكن و بعد انتشار الثورة قامت عدة محاولات لتصفيتها  إن بالتسليح أو بالأسلمةأو الأدلجة أو وصمها بالإرهاب . إلا إنها بقيت وستبقى ثورة الكرامة التي لن تستطيع قوى التآمر العالمي القضاء عليها على الرغم من التوافق الدولي على وأدها من قبل (الأصدقاء والأعداء) كلاً حسب رؤيته ، ليكون الشعب السوري عبرة لمن يعتبر، وهكذا يكون الصراع الدولي القائم اليوم في سوريا ليس سبباً بل نتيجة لتعنت النظام القمعي ورفضه الإستجابة للإارادة الشعبية الوطنية ، و الإستعانة بالدول و المليشيات الأجنبية بعد أن جرب النظام كافة أشكال الإجرام عبر مختلف الأسلحة التقليدية والغير تقليدية ، بمافيها الكيماوية . هذه هي ثورة الكرامة التي ننتمي إليها وهي ليست حرباً أهلية ولا أزمة ونحن لسنا معارضين بل ثوار ضد الظلم وضد القمع .

ست سنوات وكل قوى الظلام تسعى لوأدها، ومحاصرتها، وحتى هذه اللحظة لم تنطفىء ولم تخبُ جذوتها ، يكفي أعداءها قبل أصدقائها بيانا معركة المنشية الدائرة في ذكراها السادسة ، كيف لثورة بدأت بشعار الموت ولا المذلة أن تُهزم ؟

. 18-آذار-2011 بشار علي الحاج علي دبلوماسي سابق متخصص بالدراسات السياسية وإدارة الأزمات

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك