مايو 5, 2024

تشرين– ماجد مخيبر– ابراهيم غيبور:

محاولة جديرة بالاهتمام والتقارب بهدف التشبيك بين قطاع التأمين والإعلام بعد حقبة دامت لحوالي 17 عاماً انطوت فيها شركات التأمين الخاصة على نفسها وبنت جداراً منيعاً بينها وبين وسائل الإعلام، اليوم وخلال الندوة الحوارية التي أقيمت في مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر وبرعاية كل من  وزير المالية كنان ياغي والإعلام بطرس الحلاق وتحت عنوان (التأمين والإعلام)،  وجمعت  كلاً من قطاعي الإعلام والتأمين على طاولة واحدة، المشاركون أجمعوا على أهمية أن تنفتح شركات التأمين على الإعلام وتفتح أبوابها أمام الصحفيين وأن تقدم المعلومة الصحيحة والدقيقة أملاً في نشر رسائل الوعي للجمهور بأهمية التأمين وما يمكن أن يقدمه من خدمات مجتمعية تنعكس إيجاباً على جميع أطراف عقد التأمين.
البداية لم تكن موفقة كفاية، فالمحاضرات التي شملها جدول الندوة ابتعدت كثيراً عن مبدأ الحوار، واقتصرت على معلومات فنية واستراتيجيات وهموم ومعاناة مؤسسات التأمين، وهو جانب لا يمكن إغفال أهمية مناقشته، ولكن كان من الأفضل أن يبقى على طاولات الاجتماعات الخاصة بتلك المؤسسات.

نجاح الإعلام بالمعلومات
معاون وزير الإعلام أحمد ضوا لفت في بداية الندوة إلى أهمية الإعلام التخصصي والأهمية تنبع من جانبين، الأول إدراك هيئة الإشراف أن هناك فجوة لدى زبائن سوق التأمين والثاني أن وسائل الإعلام لها الدور الأساسي في ردم هذه الفجوة علماً أنه كان هناك في السابق صفحات متخصصة للتعاطي مع قطاع التأمين، والفجوة المعرفية لدى الإعلاميين بالقطاع التأميني والمصرفي سببها المؤسسات ودائماً هناك مشكلة في المعلومات.
ودعا جميع المؤسسات وعلى رأسها هيئة الإشراف إلى تقديم المعلومات للصحفيين، ونجاح الإعلام في دوره مرتبط بما تقدمه المؤسسات من معلومات وقطاع التأمين أصبح الآن أداة تفرض من خلالها السياسات وهو قطاع اقتصادي مهم جداً ويلعب دوراً اجتماعياً عميقاً.
أما مدير عام مؤسسة الوحدة أمجد عيسى فطلب أن يتم توجيه مسار الحوار بما يخدم الغاية من الندوة، أي باتجاه العلاقة بين التأمين والإعلام وكيفية الوصول إلى صيغة تعاون مثمر وحقيقي.

بدوره مدير عام هيئة الإشراف على التأمين رافد محمد قدم مداخلة تطرق فيها إلى أهم التحديات التي تواجه قطاع التأمين، ومن أهمها ضعف فرص وخيارات إعادة التأمين، مع امتناع شركات الإعادة الخارجية عن التعامل مع السوق السورية والتحدي الآخر هو التضخم وآثاره السلبية كارتفاع قيم الممتلكات، تكاليف الخدمة الطبية، مصاريف الاستحواذ، والمصاريف الإدارية والمستوى المعيشي وأولويات المواطن، إضافة إلى صعوبات التوسع الجغرافي وتكاليفه وضعف توافر إحصائيات وبيانات ضرورية لتطوير العمل التأميني، أو عدم دقتها.

صعوبات عديدة
الأمين العام للاتحاد السوري لشركات التأمين نزار الهيبة أوضح أن تسويق التأمين رغم إيجابية مختلف المؤشرات إلا أن هناك عدة أسباب تحد من التوسع الأفقي للتأمين، منها وجود ضعف بالثقافة التأمينية واختلاف الأولويات لاحقاً تبعاً لشدة الأزمة وتطورها ودرجة تخريبها، والتضخم وتدني القدرة الشرائية للعملة الوطنية، ووباء كورونا (كوفيد19) وتأثيره على مصداقية الشركات.
إضافة إلى نمو الحاجة إلى التأمين الصحي والصعوبات التي تعانيها الشركات نتيجة التضخم وزيادة تكاليف التشغيل والحصار الجائر وأثره على التواصل مع الأسواق الخارجية وخاصة معيدي التأمين، وهجرة الكوادر الشابة وفقدان الكثير من الكوادر المؤهلة، وضعف خيارات الاستثمار والحرمان من عائدات مساندة لإنتاج الشركات، وعدم اللجوء مبكراً لفكرة المجمعات التأمينية والمصرفية للتصدي للواقع الحالي وعدم طرح منتجات تأمينية شعبية بمتناول شريحة كبيرة من المواطنين وعدم تشجيع الإلزامية بالتأمين.

مقاربة جديدة
مدير عام المؤسسة العامة السورية للتأمين أحمد ملحم نجح في تقريب المشهد كثيراً من الإعلاميين وبشيء من الشفافية والهدوء، ولفت في عجالة، إذ لم يسمح الوقت بالإسهاب أكثر، إلى أن هناك مقاربة جديدة للعمل التأميني في المؤسسة على المدى القريب، وهي رفع مستوى الأداء الإداري من خلال تأهيل الكوادر لاتخاذ القرارات الداعمة للعمل الفني لقطاع التأمين وبالتنسيق مع وزارة التنمية الإدارية، وتعزيز ملاءة المؤسسة مالياً، من خلال استثمار أموالها في قنوات استثمار مدروسة لضمان العائد الأكبر من الاستثمار لتكون رافداً إضافياً لزيادة محفظتها المالية وتوظيف هذه الموارد في مشاريع ذات جدوى اقتصادية، إضافة إلى التوسع  الأفقي بعمل التأمين من خلال التواجد في المدن الصناعية بمقرات دائمة تمكن أصحاب الأعمال من الاطلاع على كل المنتجات التأمينية وتسويق عقود التأمين وأهمها التأمين الصحي للقطاع الاقتصادي.

وأشار ملحم إلى أن أهم أنواع التأمين التي تقدمها المؤسسة.. هي التأمين ضد الحريق والتأمين الهندسي وتأمين النقل وتأمين الحوادث العامة (مسؤولية مدنية وحماية أسرة) والتأمين الصحي وتأمين السفر، تأمين الائتمان (تأمين القروض) والتأمين الزراعي وإعادة التأمين.

ندوة للتشبيك
رئيس تحرير صحيفة تشرين ناظم عيد خلال مداخلته حول كيفية تعامل الإعلام مع قضايا التأمين ومدى الاستجابة أو التقصير في ذلك، رأى ضرورة ألا تكون الندوة فنية بقدر ما تكون فرصة للتشبيك بين قضايا التأمين ووسائل الإعلام، بغية خلق منظومة تعاون تكاملية تقوم بإيصال الرسائل المطلوبة مع أهمية دور التأمين في الحياة المجتمعية.
وحمّل عيد شركات التأمين المسؤولية لأنها لم تقم بهذه المبادرات علماً أن الإعلام جاهز لتبني هذه الرسائل وهو في حالة البحث الدائم عن المعلومة، والأسئلة تدور حول أداء شركات التأمين  ونشر الثقافة التأمينية هو بحد ذاته استثمار ولا سيما في سوق ناشئة، واعتبر أن الشركات مقصّرة بحق عملها، وهناك الكثير من التساؤلات التي يصمت عنها الإعلاميون تقديراً لظروف الحرب التي عاشتها وتعيشها البلاد وهناك الكثير من  الأسئلة وعلامات الاستفهام التي تتعلق بأداء شركات التأمين.

أما باسل عبود مدير الشركة السورية العربية للتأمين فيرى أن التحدي الذي يواجه قطاع التأمين  هو بالدرجة الأولى  تحدٍّ عالمي ويتمثل بتركز الأخطار، وأنه لا بد من حل مشكلة إعادة التأمين، ومعالجة آثار التضخم  الذي هو الخطر الأكبر الذي يواجه شركات التأمين.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك