مايو 7, 2024

الخيام علامة عصره فارسي مستعرب، جمع الفلك إلى الفقه والطب إلى قراءات القرآن الكريم، والفلسفة إلى علوم اللغة، والشعر إلى الكيمياء، واللاهوت إلى الرياضيات والتاريخ كان عاشقاً للجمال والحياة والحب.

اتخذه الشاعر عبد الوهاب البياتي قناعاً في مجموعته الشعرية «الموت في الحياة»، واستلهم حياته وحولها إلى أسطورة، وخاصة حبه لعائشة، المرأة الأسطورية رمز الحب الأزلي جالس الملوك في عروشهم وتقرب من السلاطين وقد ألبت هذه المكانة التي تبوأها الحساد والخصوم ضده وحاولوا النيل منه بأي طريقة، فطعنوا في عقيدته .

ابداعات الخيام في الرياضيات

الكثير من الناس يعتقدون بأنّ الخيام لم يكن إلا شاعراً. والصحيح انه كان من أكبر علماء الرياضيات في عصره
وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة من الإطلاع على ما وضعه في علوم الجبر والرياضيات ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأنّ القلوب أحبّتها وحفظتها من الضياع. غير أن الخيام كان عالماً عبقرياً وملماً ومبدعاً أكثر بكثير من كونه شاعراً .

ولد العالم المسلم غِيَاث الدِّين أبو الْفُتُوح عُمَر بن إِبْرَاهِيْم الخَيّام النَيْسَابُوْرِيْ المعروف باسم عُمَر الخَيّام في 1038م في الثامن عشر من أيار/ مايو عام 1048 في مدينة نيسابور التجارية الكبرى شمال فارس، إحدى مدن إيران حالياً.

تخصص الخيام والذي يذهب البعض إلى أنه من أصول عربية، في الرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ، ولقب بالخيام لأن والده كان يعمل في صنع الخيام وهو الطبيب الغني إبراهيم الخيامي.

كان الخيام أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط وهو صاحب الرباعيات المشهورة، كما أنه عمل في مطلع شبابه مع والده في عملياته الجراحية وتعلم كل شيء عن الطبابة.

كانت عائلة عمر مسلمة لكنّ والده لم يكن متعصباً للدين وقد وظّف لتعليم عمر عالم الرياضيات باهمانيارين مرزيان الميال للزارادشتية، وهي ديانة فارس القديمة.

مخطوطات الخيام الشعرية

كان باهمانيار طالباً لدى الطبيب الكبير والعالم والفيلسوف ابن سينا، وقد قدم لعمر تعليماً شاملاً في العلوم والفلسفة والرياضيات.

وقام الخواجى الأنباري بتدريس علم الفلك لعمر وتوجيهه من خلال مجسطي بطليموس (هو أطروحة رياضية فلكية باللغة اليونانية من القرن الثاني).

تزوّج الخيام من مغنيّة فارسية تدعى “جيهان”، وأنجب منها ابن واحد وابنة على الأقل.

خُصِّصَ له من قبل السلطان مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام من خزينة نيسابور، مما ضمن له العيش في رفاهية والتفرغ للبحث والدراسة.

عاش معظم حياته في نيسابور وسمرقند، وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخارى وبلخ وأصفهان رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء.

رفض عمر الخيام عرض حاكم الإمبراطورية السلجوقية لحكم مدينة نيسابور بإيران.

قدم الخيام في عمر ال22 دراسة حول مشاكل الجبر والموازنة وألف كتاباً بهذا الخصوص تحت عنوان “دراسة حول مشاكل الجبر والموازنة” وقد صنف هذا الكتاب كأحد أعظم الإنجازات في الرياضيات.

شرح خلال الكتاب كيفية حل المعادلات التكعيبية وأثبت أنه قد يكون لها أكثر من حل واحد، كما قدم فيه حلولاً هندسية للمعادلات التعكيبية.

اعتبر العالم المسلم “غِيَاث الدِّين أبو الْفُتُوح” رائداً في اختراع الهندسة التحليلية، وهو أول من وضع الأساس لاستخدام رمز x دلالة على المجهول في علم الرياضيات.

أدار الخيام المرصد الفلكي لأصفهان لمدة ثلاثين عام وتمكن من قياس طول السنة بدقة، كما ساهم في تطوير التقويم الجلالي والذي تم استخدامه حتى القرن العشرين.

تـ.وفي عمر الخيام عن عمرٍ ناهز ال 83 عاماً في بلدة نيسابور في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1131، ودُفـ.ن في قبـ.ر كان قد اختار موقعه مسبقاً ضمن بستان حيث تتساقط الزهور مرتين في العام.

وكالات

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك