مايو 7, 2024

تشرين – نورما الشّيبانيّ:

بات الحصول على السّماد الكيماويّ شبه مستحيل بسبب أسعاره الخياليّة وعدم تلبيته احتياجات المزارعين، وقد بُدئ السّعي ليكون السّماد العضويّ السّائل هو البديل في محاولة لإنقاذ زراعتنا وتخفيف الأعباء عن المزارعين.
من هنا بدأت الفكرة لدى المواطن ضاحي خليل لإنشاء معمل لإنتاج السّماد العضويّ السائل، بالتّعاون مع مجموعة من المهندسين والخبراء.

مصدر السماد السائل
التقت “تشرين” ضاحي خليل صاحب مشروع السّماد العضويّ السّائل في قرية مُجبِر بطرطوس لمعرفة ماهيّة وأهمّيّة هذا السماد، حيث أوضح أنّ هذا السّماد هو خليطٌ مركّب من عدّة أنواع من دبال الحيوانات والطيور، وخاصّة طيور الفرّي الأغنى بالعناصر المغذّية للتربة، كما أنّه خليطٌ من مصدرٍ نباتيّ أيضاً، فالطحالب وقشور الموز وبقايا الخضروات مصادر نباتية، توضع جميعها في مجمّع ضخم وبإشراف مهندسين وخبراء، يسمّى المجمّع بالهاضم الحيوي و يحتوي على محرّكات لتحريك الخليط على مدار السّاعة وعلى أنابيب تسخين دائمة، حيث يتمّ سحب الغاز من الخليط الّذي يبقى ٦٠ يوماً في الهاضم الّذي زُرعت فيه مسبقاً بكتيريا، تساهم بشكلٍ سريع وفعّال في عمليّة التّخمّر والتّحلّل وبتعريض الخليط أيضاً لحرارة عالية؛ بالإضافة للحرارة النّاتجة عن عمليّة التخمر، يتم قتل أي مسبّب للأمراض وفي نهاية المدّة ينتج سائل يصفّى من كل الشّوائب ويقدَّم للمزارع .

نجاح التجربة
وأضاف خليل: قمنا بطرح هذا السّماد بعد اختباره في عدّة أماكن وعلى عدّة محاصيل، و بعد أن أثبتت التّجارب فعّاليّته الإنتاجيّة الاقتصادية، تمّ ترخيصه واعتماده رسميّاً من قبل وزارة الزّراعة الّتي أبدت كلّ اهتمام وقدّمت لنا المساعدة، حيث تمّ تسليمنا الهاضم الحيويّ في حمص بموجب عقد استثمار بعد الإجماع على تفوّق إنتاج المعمل من حيث الجودة والنّوعيّة في خواصّ السّماد بأنواعه الثّلاثة، وبدأ يلاقي إقبالاً متزايداً من قبل المزارعين وأصبح لدينا وكلاء في كلّ المناطق والمحافظات، وهذا يعود إلى النّتائج الممتازة في استخدامه.

تنوع استخدامه
يستخدم على الأشجار المثمرة بأنواعها والزّراعات المحميّة والخضراوات والبقوليّات ونباتات الزّينة وله عدّة أنواع نوعٌ عاديّ بديل ( الزّبل ) ومجذّر ومحرّض، إضافةً إلى مثبّت زهر ومتوازن وعالي آزوت وعالي بوتاس ويستخدم وفق طريقتين، الأولى تسميد أرضي تمتصّه الجذور، والثّانية تسميد ورقيّ وهي الوسيلة الأنجع عندما تكون التّربة غير ملائمة لامتصاص العناصر الغذائية، أو عند وجود مشكلات في المجموع الجذريّ، مثل التّربة المالحة والحمضيّة والقلويّة ومشكلات تعفّن الجذور أو ( النيماتوبا )

من أفضل الأسمدة
استطلعت “تشرين” رأي أكثر من مهندس زراعيّ وخبير في الأسمدة والزراعة، ومنهم المهندس رضوان سلمان علي و المهندسة فدوى هنا والمهندس مهند درغام، الذين أجمعوا على أنّ السّماد العضويّ السّائل هو أفضل الأسمدة للتّربة، نظراً لسهولة امتصاصه، فهو يعمل على تنشيط التّربة وزيادة خصوبتها وزيادة معدّل نمو النبات، لأنّه يحتوي على العناصر الضّروريّة الّتي تنشّط البكتيريا النّافعة للنّبات وتزيد من عمليّة التّحلّل، كالنّتروجين والكربون والماء، كما أنّه يحوي أحماضاً عضويّة و” حديد وفوسفور وبوتاس وكبريت ومنغنيز” ، ويساهم في القضاء على الفطريّات الضّارّة ويمدّ التّربة بالفيتامينات والأنزيمات الّلازمة.

نتائج مبهرة
المزارع محمود محمّد، أكد أنّه بدأ باستخدام هذا السّماد منذ عام على مزروعات الخضار بأنواعها في أراضٍ متوسّطة الخصوبة، متقيّداً بالتّعليمات الصّادرة عن الخبراء والمهندسين الزّراعيّين في المعمل، ونوّه محمّد بأنّ النّتائج كانت مبهرة من حيث الكمّ والنوع،
كما أكّد المزارع عبد الحليم ابراهيم أنّه استخدم هذا السّماد على البيوت المحميّة ( بندورة- خيار- فاصولياء- فليفلة- كوسا ) وعلى أشجار استوائيّة أيضاً، وأنّ هذا السّماد قد أعطى نتائج مذهلة وممتازة وبتكلفة قليلة، حيث لا يتعدّى سعر أغلى نوع من هذا السّماد ٥٠٠٠ ليرة.

صديق البيئة
بإجماع الخبراء والمختصّين الزّراعيّين والبيئيّين، يعتبر السّماد العضوي السّائل صديق البيئة، لأنّه خالٍ من الكيماويّات ويعالج تملّح التّربة ويُغني عن استخدام المبيدات، فهو خالٍ من أيّ بقايا مسرطنة، تسبّبها الأسمدة والمبيدات الكيميائيّة ، كما أنّه خالٍ من أيّ إضافات اصطناعيّة لأنّه عضويّ مئة بالمئة.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك