مايو 2, 2024

المحامي بسام طبلية: كلنا شركاء

عُقد اليوم المؤتمر الدولي حول سوريا وعنوانه: سوريا – ستة أعوام من الهدم إلى الإعمار (مؤتمر لمدة يومين) والذي قام به ونظمه المركز الأوربي للدراسات المتشددة والذي كان من المفروض أن يحضره من جهة النظام السوري السيد أحمد حسون ( المفتي) وكلا الوزيرين علي حيدر وزير المصالحة ووزير السياحة بشر اليازجي.

اعتذر السيد حسون عن الحضور، وغدا سيتبين فيما اذا كان الوزيرين سيحضران أم لا ( هناك اشاعة من المعارضة انه تم رفض اعطاء الوزيرين الفيزا لدخول بريطانيا ).

حضر المؤتمر عدة اعضاء من البرلمان البريطاني والكونغرس الأمريكي وعدة سفراء منهم – على سبيل المثال لا الحصر – السفير البريطاني السابق الى سوريا والسفير الايراني و الكثير من الدبلوماسيين و الأكاديميين والصحفيين وووو والعبد الفقير (المحامي بسام طبلية).  تم عقد الجلسات باللغة الانكليزية.

اعتذر احد الأشخاص عن الحضور وتم استئذاني فيما اذا كنت ارغب بالمشاركة، فأجبت بالإيجاب شريطة أن أتكلم ما أريد عن الثورة السورية وجرائم النظام. فتم اخباري بأن لي الحرية المطلقة.

اللورد الدكتور روان ويليام كان أول المتحدثين و للأمانة كان معتدلا جدا بكلامه و متحفظا و ذكر مجزرة الكيماوي.

كنت أول المتحدثين بعد اللورد روان حيث بدأت الحديث – و بشكل ارتجالي و حماسي- عن الثورة والتي تحولت في مرحلة لاحقة إلى نزاع أو إلى حرب أهلية و أن لهذا الموضوع ثلاثة أبعاد.

البعد الداخلي: قلت أن النظام قبل أذار 2011 فشل في التطوير السياسي والاقتصادي والاجتماعي واستخدم القبضة الأمنية في السيطرة ومنع منظمات المجتمع المدني ونشر الفساد ووو وعندما أتت احداث درعا جوبهت الناس (المدنيين) برصاص الأمن العسكري…

البعد الثاني هو البعد الإقليمي وأن الحرب بالوكالة مابين السعودية وايران وتركيا….

البعد الثالث هو البعد الدولي وبالتالي النزاع الروسي الأمريكي وان روسيا تحاول ان تكون دولة عظمى ولاعب اساسي وان هناك نزاع مابين هاتين الدولتين ووو

تكلمت عن اجرام الأسد وكيف تطلبون منا أن نتحاور مع مجرم وذكرت مجزرة الكيماوي قبل يومين في خان شيخون ومجزرة الغوطة وأن الأسد هو من قام بها ورددت على شخص (انكليزي الذي توجه لي بالسؤال) انه لايوجد دليل على اقتراف الأسد، ورددت عليه ان المعارضة لاتملك التكنولوجيا اللازمة لاستخدام الكيماوي واذا كان يعتقد ان المعارضة هي من قامت بذلك فأبو القعقاع هو مثال الجهادي المحرض على القتل ليتبين لاحقا انه الحارس الشخصي للأسد وبالتالي الاسد يلعب لعبة خبيثة قذرة من خلال اعطاء مخابراته السلاح الكيماوي واطلاقها من جهة المعارضة لالصاقها بالمعارضة.

قلت ايضا ان هناك الكثير من المعتدلين ولا تقوموا بفرض احد الحلول علينا إما الأسد أو الارهابيين، اذ أن هناك حلول اخرى وهي دعم المعتدلين.

تكلمت عن فشل الامم المتحدة وان الدول غير جدية في ايجاد حل لسوريا.

تكلمت عن أهمية استقبال أعداد أكبر من اللاجئين و توفير الحماية الدولية و لو مؤقتا – لأن الغاز الكيماوي ينزل عليهم من السماء و لا مخرج لديهم و كذلك عن فرض منطقة عازلة شمال سوريا لإيواء الناس, و أن هذه الكارثة الإنسانية سوف تنعكس عليهم إذا لم يبادروا و يقوموا بالتدخل فهاهم اللاجئين يأتون إلى أوربا.

وضعت رؤيتي للحل وهي تنفيذ مقررات جنيف وتشكيل هيئة السلطة الانتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا بما فيها رقم ٢٢٥٤ وارتأيت أن الحل يكون بالجلوس على طاولة المفاوضات سوريا سوريا ولكن ليس مع الصف الأول من النظام إذ ان هؤلاء يجب محاكمتهم.

وقلت اننا نريد الدولة المدنية، دولة القانون، دولة ديمقراطية.

وايضا دعوت الدول للمشاركة والبدء بإعادة اعمار سوريا ( طبعا بعد الوصول لحل في سوريا) ومنها بناء المدارس والمستشفيات.

تكلمت عن أن محاربة الإرهاب تعني محاربة من يستخدم السلاح الكيماوي (الأسد) أيضاً وليس محاربة الارهابيين فقط.

السفير البريطاني السابق الى سوريا تكلم عن دعم الحكومة البريطانية اللوجستي والاتصالاتي ( ولكن غير عسكري) للمعارضة وان الحكومة لا تريد البدء الآن في المساعدة في اعادة الاعمار كي لايستفيد الاسد منها ويجب ان نكون منطقيين في طلباتنا واحلامنا في موضوع اعادة البناء.

عضو الكونغرس الامريكي دينيس كوسينتشي:

تكلم عن الجانب الانساني واننا يجب ان نعيش كعائلة وان السعب السوري هو من يقرر ويختار من يحكمه.

(بشكل منفرد اخبرني السيد دينيس انني صاحب قلب انساني وشجاع وانني اخوه في الانسانية في هذه النقطة- ويقصد الجانب الانساني) و أخبرني و سمح لي بنشره – أن رؤيته للحل تكون سوريا سوريا و لكن ليس هناك مايمنع من اقتراح الحل من الخارج ولكن السوريين أنفسهم هم أصحاب القرار, و ارتأى أن يكون هناك عفو عام بين الجميع و أن يكون هناك مصالحة مع وضع الجروح و الألام على الطاولة (يقصد ان يكون هناك تعويضات لمن عانى و خسر من هذه الأزمة) وأن على الدول أن تدعم فكرة الإنسحاب و التوقف عن الدعم.

بشكل عام كان هناك بعض الأصوات الداعمة للأسد و أصوات أخرى معتدلة ,كنت أنا و الدكتور وائل العجي نتكلم بشكل واضح و بدون مواربة عن جرائم الأسد و ضرورة استبداله, الأمر الذ أعطى المؤتمر صفة الإعتدال و المناقشة الحامية بين الأطراف.

السفير الأيراني حميد تكلم عن أن بعض الدول دعمت داعش و يجب على الدول الأوربية أن تتعاون مع ايران في محارية الإرهاب إن لم تكن ترغب بدعم الأسد, و قال انه دائما نقول لأصدقائنا انه لا يوجد حل عسكري لسوريا و انه لا يوجد إرهابي أفضل من إرهابي أخر (برأيي انه يقارن مابين داعش و القاعدة و الفصائل الاسلامية) و أنه يجب أن نشجع السوريين أن يذهبوا إلى طاولة المفاوضات و إيجاد حل.

توجهت بسؤال استنكاري للسفير الايراني بشكل مباشر له – يبدو انني كنت في حالة حماسية أو غاضب من كلامه الخيالي و الغير منطقي – و قلت له: نشكركم على دعوة السوريين الى الجلوس الى طاولة المفاوضات, لكن كيف لإيران أن تلعب دور في هذه المفاوضات و أنتم ترسلون مليشياتكم و جيشكم لتقتل الشعب السوري بشكل طائفي. أنا أتفهم أن تكون دولة ديمقراطية تقوم بالدعوة للعب دور وسيط مثل انكلترا أو دولة لم تتدخل في الملف السوري, و لكن لا أتصور من دولة مثل ايران التي تقتل العرب في الأهواز أن تقوم بلعب دور في الملف السوري.

جواب السفير: أنا لا افهم لماذا المتحدث/ السائل (و يقصدني) غاضب/ عصبي فنحن لدينا ناصحين للحكومة السورية في سوريا و نتمنى أن يغادروا بسرعة. (طبعا بعدها غادر السفير – برأيي انه كان منزعج -).

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك