اقتصاد-
هل يمكن تسمية المشافي الحكومية والمستوصفات المنتشرة على كامل الأرض السورية، بالقطاع الصحي، وبالتالي يستحق التباكي على الخسائر التي تعرض لها والتي قدرتها جهات حكومية مؤخراً بأكثر من 44 مليار ليرة..؟!
بحسب الدكتور لؤي الويس، والذي كان يعمل في أحد هذه المشافي ثم انتقل للعمل بنفس المهنة في المشافي الأوروبية، يقول أن المقارنة ظالمة بين سوريا وبين أفقر دولة أوروبية فيما يتعلق بالقطاع الصحي، على الأقل من ناحية البنية التحتية، لكنها جائزة ومحقة عندما تكون المقارنة مع دولة مثل لبنان أو الأردن..
وفي هذه الحالة، يتابع الدكتور الويس في تصريح خاص لـ “اقتصاد”، أن القطاع الصحي في سوريا لم يكن غنياً وقوياً سوى بكوادره فقط، أما من ناحية المشافي والمنشآت والتجهيزات ومن ناحية النظام الإداري، فإنه كان الأسوأ على مستوى العالم ولا يمكن أن تجد له شبيهاً سوى في بعض الدول الأفريقية التي لا تزال تعتاش على الصيد وفي الغابات..!!
ويوضح الدكتور الويس أن ما يسميه النظام السوري قطاعاً صحياً ويتباكى عليه، إنما يقصد مباني المستشفيات التي تعرضت لدمار جزئي، وهو يعتقد بأنه بإعادة ترميم هذا الدمار وكأنه يعيد الحياة للقطاع برمته، لكنه لا يتباكى على الخبرات الطبية التي كانت هي أساس القطاع الصحي في سوريا، والتي تعرضت للقتل والاعتقال والتهجير بأعداد تقدر بأكثر من 5 آلاف طبيب وصيدلي، فهذه الخبرات بحسب قول الويس، هي التي يجب أن يتباكى عليها النظام لأنه من الصعب تعويضها، أما الأجهزة والمباني فيمكن في أي وقت توفيرها.
ويختم الدكتور الويس بالقول: “للأسف لم يقم النظام عبر خمسين سنة ببناء مؤسسات دولة يمكن الاعتداد بها والتباكي على خسارتها، وما ينطبق على القطاع الصحي ينسحب على باقي القطاعات”، مشيراً إلى أنه كان أمام النظام فرصة لكي يبني قطاعاً صحياً في سوريا هو الأفضل على مستوى المنطقة بسبب الخبرات البشرية التي كان يمتلكها، وكان من الممكن لهذا القطاع أن يكون سبباً في نوع آخر من السياحة وهي السياحة العلاجية التي تعتاش منها اليوم الكثير من الدول في المنطقة وتدر عليها أرباحاً كبيرة كالأردن ولبنان..
وكان مدير التخطيط في وزارة الصحة التابعة للنظام، قد أعلن أن الخسائر المباشرة التي لحقت بمنشآت الوزارة تجاوزت الـ 25 مليار ليرة، والخسائر غير المباشرة تقدر بأكثر من 19 مليار ليرة.
اقرا:
ذهب سوريا الأسود.. كيف نُهب، ويُنهب؟
المصدر: 44 مليار ليرة خسائره.. ما هو القطاع الصحي في سوريا..؟
