مايو 3, 2024

كلنا شركاء: الجزيرة
تعمل الأمم المتحدة على جمع آلاف الوثائق التي نقلها سوريون مجازفين بأرواحهم في بنك معلومات يضم أدلة على ارتكاب جرائم حرب في سوريا.

واجتمع في لاهاي (الخميس) أكثر من 150 خبيرا ودبلوماسيا إضافة إلى ممثلين عن منظمات غير حكومية ومدعين عامين في عدد من الدول، ووجهوا نداءً لدعم “الآلية الدولية المحايدة والمستقلة لسوريا ” وهي عبارة عن بنك معلومات أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي لمواكبة التحقيقات والملاحقات الجارية ضد مرتكبي جرائم حرب في سوريا.
وقال وزير خارجية هولندا برت كوندرز، الذي دعا إلى عقد هذا الاجتماع حول بنك المعلومات، إن هناك ملايين الصفحات وكميات هائلة من المعلومات المخزنة إلكترونيا، هي عبارة عن أدلة وشهادات جمعها محققون وتحتاج للجمع والتنظيم والتحليل.
وأضاف الوزير الهولندي أن بنك المعلومات هذا سيتيح إعداد ملفات موثقة “بحق مرتكبي أسوأ الجرائم التي يمكن تخيلها” في هذه الحرب التي أوقعت حتى الآن أكثر من 300 ألف قتيل وتسببت بنزوح وهجرة ملايين السوريين.
وتابع الوزير الهولندي أن هذه الوثائق تم جمعها ونقلها من سوريا بواسطة “أبطال مقاومين” كانوا “يدركون بأن أعمالهم لن تعيد الحياة إلى أي ضحية، إلا أنهم كانوا واثقين بأن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها يوما”.
وقال الوزير الهولندي إن ضابطا في الشرطة العسكرية السورية تمكن من الفرار من بلاده بعد أن أخفى في جواربه مفاتيح يو إس بي تتضمن 28 ألف صورة لجثث أشخاص قتلوا في سجون نظام بشار الأسد.
وأضاف الوزير أن “موظفا سوريا ألصق على جسده نحو ألف صفحة تمكن من إخراجها من سوريا، وهي تضم صورا عن أوامر صادرة عن سلطات عليا تدعو إلى استخدام العنف الأعمى، كما تمكن محققون من إخراج أدلة كثيرة على ارتكاب جرائم حرب، عبر الكثير من حواجز النظام وأحيانا في سلال من الموز”.
وأشار الوزير الهولندي إلى أن إنشاء بنك المعلومات يحتاج إلى “13 مليون دولار خلال العام الأول وحده داعيا المشاركين لتقديم المساهمات المالية والمساعدات والخبرات.
وبدأت المعلومات حول حصول جرائم حرب بالخروج من سوريا منذ سنوات الحرب الأولى فقد قام سوري يعرف باسم “قيصر” بنقل 55 ألف صورة مرعبة لجثث أشخاص تعرضوا للتعذيب في سجون النظام.      
وكان عمله يقتصر على تصوير الجثث لحساب وزارة الدفاع السورية قبل وبعد اندلاع الأحداث، ويمكن ملاحظة جروح عميقة وآثار حروق وخنق على هذه الجثث.
وخلص الوزير الهولندي إلى القول “في حال تمكنا من تشغيل هذه الآلية نكون قد خطونا خطوة إضافية نحو تحقيق العدالة” وأضاف “هذا أقل ما يمكن عمله”.

المصدر: 28 ألف صورة وصفحات مهربة .. وثائق جديدة تدين النظام السوري إلى لاهاي

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك