مايو 1, 2024


ول ستريت جورنال:ترجمة محمد إبراهيم- كلنا شركاء
منذ ما يقارب العام من تدخل الروس وبشكل رسمي معلن على خط الأزمة السورية واستخدام ترسانتها العسكرية والجوية ومن وراء البحار لمواجهة الثورة السورية، تناولت العديد من مراكز الدراسات العسكرية والاستراتيجية وجود شركات متعاقدة روسية لمرتزقة محترفي الحروب والاجرام حول العالم، يتقاضى أفرادها رواتب مغرية تتجاوز 4000 أربعة آلاف دولار أمريكي للمشاركين في أعمال قتالية خارج حدود روسيا الاتحادية، ولإلقاء الضوء على هذا الجانب، كان التقرير التالي عن شركة خاصة روسية لتأجير المتعاقدين “المرتزقة” تحت وصاية غير مباشرة للحكومة الروسية، وقمت بترجمة النص بتصرف عن مصدره باللغة الإنكليزية:
هي شركة عسكرية خاصة روسية تعود جذور تأسيسها الى فلول”الجيش السلافي”  وهم من بقايا القوة المشاركة في المغامرة الخاسرة في سورية، وأخذت اسمها “Wagner” كرمز نداء أطلقه قائد تشكيل القوة، وهو مقدم متقاعد له خبرة سابقة في الفرقة الخاصة المعزولة الثانية التي كانت متمركزة في مدينة “بسكوف” وعملت الشركة ذاتها تحت مظلة “مجموعة موران الأمنية” حيث تؤدي مهام أمنية بحرية، وكان اول وجود للشركة في سورية في سبتمبر من عام 2013م الى جانب بعض القوات العسكرية المرتزقة السلافية، وسبق لها العمل في أوكرانيا خلال الأزمة الأوكرانية- الروسية الأخيرة والتي انتهت بضم جزيرة القرم من قبل الجانب الروسي، حيث نفذت عملياتها العسكرية هناك، حيث تمثلت أولى مهامهم في القرم كرجال في غاية الأدب، نفذوا مهام قتالية لاحتلال بعض المناطق الأوكرانية ونزع أسلحة بعض قواعد القوات المسلحة الأوكرانية.
قطاع التدريب
هي شركة ذات مهام عسكرية تتميز بدرجة عالية من السرية ولم يسبق لهم الإعلان عن الشركة على مواقع شبكة الانترنت او الإعلان بوسائل الاعلام المحلية الروسية او غيرها، وتستقطب عناصرها من بقايا الجيش “السلوفوني” المنحل “في بلدان أوروبا الشرقية “سابقاً” ومن عسكريين روس سابقين، وبإمكان هؤلاء الالتحاق بالشركة بواسطة الاتصال الهاتفي، وتعتبر السرية من أولويات عمل الشركة وسياستها.
ويبدأ الالتحاق بالشركة من خلال طلب يتم تقديمه وبيانات كاملة عن المتقدم للعمل، مع تقديم لياقة صحية وسيرة مهنية مقبول خلال خدمته العسكرية السابقة مع خلو سيرته من السوابق الاجرامية، وبعد اجتياز المرشح للالتحاق بالشركة لمتطلبات التعيين يتم الحاقه في معسكر تدريبي عسكري الى منطقة “Molkino” في مدينة “Krasondar Krai” لمدة شهر، ومن ثم الحاقهم في كتيبة المهام العسكرية في “Spetsnaz” حيث يوجد في محيطها أيضاً مركز تدريب عسكري، لتأهيل الملتحقين بالخدمة لأداء مختلف المهام القتالية بفعالية.
خلال مرحلة التدريب يتقاضى المتدرب ما يقارب من 80 الف روبل روسي “1100” دولار أمريكي وفي حال عدم اجتياز متطلبات الدورة لن يتقاضى المتدرب أي مبلغ مالي فيما عدا تكاليف عودته الى مدينته التي جاء منها، وبعد اجتياز متطلبات الدورة للمتدربين ينتقلون الى درجة 4 او 5 حسب التصنيف المعتمد، ويتم الزام الملتحقين بالشركة بعدم حيازة أي حسابات خاصة على شبكة الانترنت للتواصل الاجتماعي، والالتزام بعدم نشر أي صور شخصية أو قتالية، حيث يسمح لهم باستخدام الأجهزة المراقبة من قبل الشركة ذاتها فقط، وعلى العاملين في طواقم العمل بالشركة الالتزام بسرية العمل وفي حال افشاء أي من أسرار الشركة يعتبر عقد العمل لاغياً، وعلى المنتسب للشركة الاحتفاظ بأسرار الشركة لمدة 10 سنوات بعد انتهاء عقد العمل.
نظام الرواتب والعلاوات والحوافز
يتم منح منتسبي الشركة راتباً شهرياً يعتمد على مستوى درجة الخطر في المنطقة التي يتم ارساله اليها، والراتب الأساسي من الدرجة الثانية للمنتسب يبلغ ما يعادل 830 دولار أمريكي، اما فئة الدرجة الثالثة يتقاضى المنتسب في مرحلة التدريب ما مجموعه 1100 دولار أمريكي، اما العاملين على فئة الدرجة الرابعة، العمليات الأمنية، حيث نفذوا العديد من المهام القتالية في الأزمة الأوكرانية الأخيرة في مواجهة المعارضة السورية هناك يتقاضى المنتسب 1660 دولار، في حين يتقاضى المصنفون على الفئة الخامسة والمكلفون بمهام قتال ميداني وعمليات عسكرية مرتباً شهرياً يبلغ 3320 دولار أمريكي.
ومن الطبيعي ان قادة المجموعات من رتب أعلى يتقاضون رواتب أعلى من سلم الرواتب المذكور في الفئات الخمسة السابقة ليبلغ راتب قادة المجموعات ما مجموعه 4427 دولار، وفي حال تعرض احدهم للإصابة يمكن منحه 691 دولار تبعاً لدرجة الإصابة وخطورتها، وفي حال مصرع المقاتل في ميادين القتال او التدريب يتم صرف مبلغ 41508 دولار لأهله.
المهام القتالية في سورية
تعاقدت الشركة مع الحكومة السورية لتنفيذ مهام عسكرية وقتالية في سورية، حيث استخدموا خلال تلك المهام سلاح الدبابات من طراز T-90 وأنواع مختلفة من المدافع، وحققت الشركة شهرة كبيرة عند مصرع تسعة من عناصرها اثر قصف مدفعي أصاب موقع تمركزهم  بشكل مباشر في أكتوبر 2015م في ميادين القتال في سورية وبعدها تم تداول تسريبات ان الشركة قامت بسحب عناصرها من سورية.
وعلى اثر مصرع المرتزقة التسعة التابعين للشركة أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً أكدت فيه خلافاً  لما أوردته صحيفة “وول جورنال ستريت ” أن هؤلاء ليسوا من جنود وزارة الدفاع، ولم يتطرق البيان الى وجود مرتزقة روس يقاتلون على الأراضي السورية الى جانب النظام السوري، دون التطرق للموضوع بشكل مباشر او غير مباشر.
إقرار المرتزق
يوقع العنصر المنتسب الى شركة “Wagner” للمرتزقة على إقرار كتابي قبيل توجهه لمهام قتالية  خارجية  ينص على: ( أقر برغبتي وبمحض ارادتي مغادرة حدود روسيا الاتحادية مع علمي وموافقتي على الأنظمة المرعية في قانون الشركة، ولست بمرتزق “مقاتل مأجور” حيث لن أساهم في مهام قتالية او نزاعات مسلحة او عمليات عسكرية، وسوف التزم بالقوانين والأنظمة المتبعة في البلد الذي سأتوجه إليه، ولم تمارس على أي ضغوط من أجل تعييني في الشركة، ولم أتلقى أي تدريبات أو أي مكافآت للمشاركة لقاء أداء أعمال قتالية أو صراعات مسلحة خارج حدود روسيا الاتحادية، وتتلخص مهمتي في الحصول على كم من المعلومات عن الأحداث التي تجري في منطقة النزاع التي نتوجه اليها، ولم أتعرض لأي نوع من الضغوط في قراري وموافقتي على العمل بالشركة، و لا يتحمل غيري مسئولية أي أذى يلحق بي لاحقاً، وكل ما سيترتب عن أي معلومات أو اخبار ذات علاقة بمهمتي لاحقاً في بلد الإقامة هي غير صحيحة، حيث أني أؤدي مهماتي بناء على ايماني وقراري الخاص بمحض ارادتي وبمبادرة مني).
يذكر ان الشركة محظورة العمل داخل الأراضي الروسية مؤخراً فيما عدا “الشركات المصنفة لأداء أعمال أمنية” في حين هناك الكثير من الشركات المماثلة الروسية التي تؤدي أعمالها القتالية المأجورة “مرتزقة” في مناطق الصراع حول العالم، في مناطق يسمونها رمزياً “المناطق الرمادية” وتسجل في تلك البلدان تحت صنف شركات أجنبية أو أفراد، ولذلك يمثل الامر صعوبة من الناحية القانونية للسلطات الروسية لتقديم أي نوع من المساعدات لأي من العناصر التابعة لمثل تلك الشركات في حال التعرض للمخاطر، كونها تؤدي أعمالها بشكل متخفي عن القوانين الروسية في الخارج، لذلك ما يفسر انكار السلطات الروسية الرسمية  لوجود أي مرتزقة يعملون في سورية.

صحفي وكاتب سوري

رابط المصدر: هنا
ملاحظة:
المقال نشر في تاريخ سابق، و(كلنا شركاء) تعيد نشره بعد الترجمة لأهمية الموضوع



المصدر: ول ستريت جورنال: شركة (واغنر) الروسية للمرتزقة وعملياتها في سورية

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك