أبريل 26, 2024


نوفل الدواليبي: كلنا شركاء
لم أر في حياتي من مشاركة في شأن عام كما رأيته في الثورة السورية….الجميع شارك فيها ولكن من شارك ؟ وماهي نسبته العددية في هذه المعركة الصعبة التي سيتكلم عنها التاريخ لأجيال واجيال قادمة…شارك فيها الشبيح….شارك بها الوطني ….شارك بها المثقف….شارك بها الحزبي….شارك بها المتطرف…شارك بها المتسلط…شارك بها المجنون ….شارك بها العاقل…شارك بها المنتفع….شارك بها القومي….شارك بها المذهبي…شارك بها من لم يفهم ما يجري…شارك بها المواطن في الداخل…شارك بها المواطن المهجر…شارك بها المجرم الذي رآها فرصة لاجرامه…شارك بها السارق …وشارك بها ….الخ…..
ولكن ما هي نسبة كل نوعية من هؤلاء من الشعب السوري ؟…لا أستطيع أن احدد ما هي النسبة لكل نوعية….ولكن أستطيع أن أقول إن من تحمل المصائب الكبرى هو عامة الشعب السوري ….لأن النسبة الأكبر من الشعب السوري هم الوطنيون الذين يريدون وطنا يعيشون به بسلام وطمأنينة وازدهار…..نعم هؤلاء هم الوطنيون من الشعب السوري وهم الذين قاموا في بداية الثورة لاستعادة حريتهم وكرامتهم وحقوقهم….وهم الذين تم اقصاءهم من الدعم الدولي لتصبح هذه الثورة فتنة يتقاسمها الآخرين لمصالحهم الخاصة وكل منهم له ايديولجيته أو عدم أيديولوجية ولكن حتما ليس أيديولوجية الوطن….وكانت أكبر فرحة للأسد ولاعداء الشعب السوري الذين أرادوا قمع أصوله وتاريخه……
وبعد هذه التجربة القاسية التي دفع ثمنها الشعب السوري بعد أكثر من 5 سنوات من المعاناة….نرى أن بعض النضوج بدأ يظهر في صفوف المقاتلين من الثوار أو من يدعون انهم ثوار ليوحدوا جهودهم في هدف الانتصار على إجرام النظام الاسدي وحلفائه…وبدأت الانتصارات تتحقق وخاصة أن الكثير منهم فهموا اللعبة الدولية ولم يعودوا طاءعين لمن كان يوجهم من جهات خارجية….
هذه هي مرحلة مهمة من الثورة السورية وهي المحطة الثانية المهمة في هذه الثورة ….ولكن لا بد أن نأتي إلى المحطة الثالثة المهمة في هذه الثورة وهي… أن القوى الثورية لا بد من أن تتوحد ليس فقط عسكريا بل سياسيا أيضا برؤية وطنية بعيدا عن اي حزبية في هذه المرحلة، تحترم جميع مكونات الشعب السوري واتجاهاتها الفكرية للتعايش مع بعض بسلام وعدل لبناء هذا الوطن من جديد….هنا يقع مفتاح سورية الجديدة الذي يتوق إليه كل عاقل وكل انسان يخاف الله في أخيه الانسان….فهل سنوصل إلى هذا النضوج الوطني …نعم نستطيع بعون الله وتحكيم ضميرنا….والا سنصبح… أن انتصرنا على الأسد وحلفائه…. ساحة صراع يختلف فيها الجميع لنخسر ما كسبناه…ويخسر الجميع… كما حصل في ليبيا بعد القضاء على القذافي…..ولهذا أتوجه إلى كل مسؤول أن كان صاحب سلاح أو صاحب فكر ان نتحد في هذه الرؤية الوطنية الوحيدة التي تستطيع إنقاذ هذا الوطن الغالي…والله ولي التوفيق.




الخبر كاملا هنا: نوفل الدواليبي: الثورة السورية….ما هي أعمدتها الصلبة؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك