مايو 5, 2024

كلنا شركاء: موسكوفسكي كومسمولتس- ترجمة د.محمود الحمزة- اتحاد الديمقراطيين السوريين

تقف روسيا وتركيا من جديد على أعتاب نزاع حقيقي.

وبرز ذلك بجلاء من خلال استدعاء الخارجية التركية للدبلوماسيين الروس في أنقرة حيث قدموا لهم احتجاجا على مقتل جندي تركي على يد قناص كردي سوري وهناك أسباب أخرى للخلافات.

تسربت معلومات عن اجتماع الرئيسين بوتين وأردوغان في موسكو في 10 مارس، بأن المباحثات لم تكن ممتازة لأن الرئيس التركي أصر على توقف موسكو عن دعم الميليشيات الكردية (قوات صالح مسلم) لأنها إرهابية أيضاً بنظر القيادة التركية إلى جانب داعش، ولكن هذا الطلب رفض بالمطلق من قبل الرئيس بوتين. وبالرغم من تصريح الرئيسين بأن العلاقات بين البلدين عادت إلى وضعها الطبيعي تماماً، إلا أن الوقائع تقول غير ذلك. أي أن المسألة الكردية عكرت الأجواء بين البلدين.

وأكثر من ذلك فإن ممثلي الفصائل الكردية وقعت اتفاقا مع الخبراء الروس لتعليم المقاتلين الأكراد “الطرق الحديثة للقيام بعمليات حربية”.

ويتوقع ممثلو قوات الحماية الشعبية (صالح مسلم) أن يصل عدد قواتهم الى 100 ألف في أواسط عام 2017، بينما كان العدد 60 ألف في نهاية 2016 حسب وكالة رويتر.

وبالفعل وصلت قوات روسية فيها خبراء واسلحة ومعدات تقنية عسكرية إلى مدينة عفرين. وتزامن ذلك مع تصريحات أدلى بها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي خلال وجوده في دمشق بأنه من الضروري تشكيل مناطق ذات حكم ذاتي وهو يقصد بالدرجة الأولى حكم ذاتي للأكراد. ولذلك أصبحت واضحة لأردوغان ما ترمي إليه روسيا.

وجاءت ردة الفعل التركية سريعة. ففي 23 مارس استدعت الخارجية التركية القائم بالأعمال الروسية في أنقرة بسبب مقتل جندي تركي على يد قناص كردي سوري.

والغريب أن هذا الحادث استفز الاتراك علما انه مثلها يحدث كثيرا في مناطق الحدود التركية السورية. ولم تتوقف الامور عند الخطوات الدبلوماسية بل قامت تركيا بإيقاف الرحلات البحرية بين اسطنبول وشبه جزيرة القرم من أواسط مارس الحالي.

وأعلنت أنقرة في 18 آذار/مارس بأنها لن تعترف بضم جزيرة القرم لروسيا لأن ذلك انتهاك للقانون الدولي وستستمر تركيا بتقديم الدعم للسكان التتار ذوي الاصول التركية في الجزيرة.

ومن جهة أخرى حدث في استانا ما يعكر مزاج الروس بدعم من أردوغان.

فوفد المعارضة السورية لم يحضر نهائياً إلى أستانا وبالتالي فأنقرة أفشلت المفاوضات في أستانا وعطلت مبادرات الرئيس بوتين الذي بنى آمالاً كبرى على مفاوضات أستانا حول سوريا.

وليس ذلك فحسب بل قامت أيضاً تركيا بشكل مفاجئ برفض استيراد القمح والذرة من روسيا حيث وضعت ضرائب بنسبة 130 %.

علماً أن تركيا تأتي في المرتبة الثانية بين مستوردي القمح الروسي بعد مصر. وهذه ضربة أخرى لروسيا لأنها تأتي في موسم تصدير القمح ومن الصعب إيجاد بديل لتركيا بسرعة.

وتكمن المشكلة في أن العلاقات بين البلدان لا تنطلق من المصالح المتبادلة بل من الحيثيات السياسية.

وحتى الآن يتظاهر الرئيس بوتين بأن الامور جيدة في العلاقات مع تركيا ولكن النار مشتعلة بين البلدين ويمكن تأجيجها بأي حجة صغيرة.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك