مايو 3, 2024

منير الربيع: المدن
برزت أخيراً معلومات عن مفاوضات بين حزب الله وبعض الفصائل السورية، تقوم على أساس عودة عدد من اللاجئين السوريين في عرسال إلى قرى القلمون. وإذا كان تأكيد مسار هذه المفاوضات، وأهدافها وخلفياتها، غير ممكن حتى الآن، فإن السؤال الذي يُطرح هو عن سبب ذهاب حزب الله إلى مثل هذه المفاوضات، وما الذي يجعله يسمح بعودة السوريين إلى قراهم بعد هذا الوقت، وبعد الخسائر التي تكبّدها في منطقة القلمون وقراها وجرودها للسيطرة عليها؟
وتشير المعلومات إلى إن حزب الله عرض على عدد من المشايخ السوريين ووجهاء القلمون، عدداً من البنود للتفاوض على أساسها، بهدف عودة اللاجئين إلى قراهم، مقابل إنسحاب المقاتلين من الجرود، وترك خط آمن لتمرير المواد الطبية والغذائية إلى تلك القرى. على أن يتسلم الحزب زمام الأمور العسكرية والأمنية في تلك المناطق، بالتنسيق مع فصيل عسكري يطلق على نفسه إسم سرايا أهل الشام، الذي سيكون مجرداً من سلاحه.
وفي عرسال، يؤكد عدد من اللاجئين السوريين هذه المعلومات من دون أن يملكوا أي تفاصيل. ويقول مسؤول أحد المخيمات لـ”المدن” إن نحو 70% من المواطنين يؤيدون هذا الطرح ويتحمسون له، فيما يتخوف آخرون من أمر ما، أو من تهجير ثان. وتفيد المعلومات بأن من يقود هذه الاتصالات والمفاوضات هو شخص يدعى أبو طه، من مدينة عسال الورد، لديه علاقات جيدة بكل الأطراف، بما فيها حزب الله والجيش السوري.
لكن أبو طه، ينفي في اتصال مع “المدن” علاقته بالأمر، مؤكداً أن هناك مفاوضات لكنه لا يملك أي معطيات حولها، معتبراً أن لا شيء محسوماً بعد. فيما تعتبر مصادر أخرى أن الرجل ينفي صفته التفاوضية بعد رمي قنبلتين بالقرب من منزله، احتجاجاً على دوره هذا ورفضاً للتفاوض مع النظام.من جهته، يؤكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ”المدن” تداول هذه المعلومات، لكن لا شيء ملموساً حتى اللحظة، ولا بوادر أو تحضيرات لانتقال اللاجئين من البلدة إلى قراهم.
واللافت أن الكلام عن هذه المفاوضات، يأتي بالتزامن مع إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تأييد الحزب لأي إتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. مع الدعوة إلى التحقق من أن لا تغيير ديمغرافياً يجري في سوريا. وهنا بيت القصيد. فالحزب يريد من خلال هذه المفاوضات، والثناء على المصالحات، والتأكيد أنه لا يغيّر الواقع السوري.وتعتبر مصادر قريبة من حزب الله أنه من المستحيل أن يسلّم القلمون والخط الموازي للحدود اللبنانية بسبب موقعها الاستراتيجي. وهذا ما أكده نصرالله أكثر من مرة. لكن إثارة الموضوع والصمت السلبي أو الإيجابي حوله، يكفيه لتحقيق عدد من الأهداف. أولها، شق صفوف المعارضين واللاجئين، بين مؤيد ومعارض. وثانياً، تكريس نفسه مفاوضاً أساسياً على أرض الواقع، وأنه القوة التي تسمح بفرض حلول في مناطق أساسية.


المصدر: منير الربيع: حزب الله والقلمون- عرسال.. ماذا يفعل أبو طه؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك