أبريل 26, 2024

وصفت المنظمة الاوروبية لحرية العراق، سفير إيران الجديد المعين في العراق عميد الحرس الثوري الايراني “ايرج مسجدي، بأنه “مجرم حرب تجب محاكمته”، واتهمته بالإشراف على تنفيذ عمليات إرهابية في العراق وسوريا، ودعت مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل الفوري لمنع استقرار مسجدي سفيراً لإيران في بغداد.

ونقلت صحيفة “إيلاف” عن المنظمة الاوروبية لحرية العراق، برئاسة الدبلوماسي الاوروبي استيوارت استيفنسن، أن وسائل الإعلام الإيرانية اعلنت عن موافقة الحكومة العراقية على تعيين عميد الحرس الثوري ايرج مسجدي، أحد كبار مستشاري قائد فيلق القدس قاسم سليماني، سفيرًا للنظام الإيراني في بغداد، في وقت تعتبر هذه السفارة واحدة من المؤسسات الاستراتيجية الايرانية الرئيسية في الخارج واختيار السفير لها أمر بالغ الأهمية.

وكان مسجدي قد أكد في يناير 2017 أن الخطوط الأمامية لإيران هي دمشق وحلب في سوريا والموصل والفلوجة في العراق. واشارت المنظمة الى انه “بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 والخطأ القاتل الذي ارتكبته الولايات المتحدة في فتح أبواب العراق على مصراعيه أمام الديكتاتورية الدينية في إيران، فقد أصبح العراق قاعدة لتصدير الإرهاب وزعزعة استقرار دول المنطقة، ولذلك فإن السفراء الإيرانيين في العراق كلهم كانوا من قادة فيلق القدس السابقين”.

واشارت المنظمة الى ان المهمة الرئيسية لمسجدي في بغداد هي تعزيز وتوسيع الهيمنة الإيرانية على العراق، أهم نقطة لتصدير الأزمات وانعدام الأمن في المنطقة.

واوضحت ان مهمات السفير ستكون استخدام العراق للتدخل في الدول المجاورة، حيث ان إيران تسعى بشكل خاص الى أن تكون لها القدرة على التدخل في المملكة العربية السعودية من خلال العراق في أي تطور محتمل في المنطقة. ومن المهمات الاخرى لمسجدي في العراق توسيع هيمنة الحشد الشعبي والميلشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في العراق وسيطرتها على المؤسسات العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية العراقية، فإيران ترغب في استنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني في العراق.

كما سيعمل السفير الجديد على الالتفاف على العقوبات الدولية على إيران من خلال الاستفادة من مؤسسات داخل العراق، ولا سيما عن طريق استخدام البنك المركزي العراقي.. اضافة الى العمل على سيطرة الحرس الثوري على موارد العراق النفطية والمشاريع الاقتصادية.

ونوهت المنظمة الى انه في مقابلة مع وكالة الطلبة الإيرانية للانباء، يوم 8 مارس الحالي، فقد اعترف مسجدي ببعض تلك الأهداف، وقال فيما يتعلق بانتخابات 2018 في اشارة الى القوى الوطنية “نحن نشجع الفصائل الشيعية، ولكنه يجب منع وصول الأفراد المشكوك بهم الى السلطة “.

وثيقة سريّة

وتطرقت المنظمة في تقريرها إلى وثيقة سرية كشف عنها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عام 2005 تتعلق بالحرس الثوري، وتضمنت لائحة بأسماء 32 ألفاً من العراقيين الذين يتقاضون مرتبات من الحرس الثوري الإيراني في العراق. وكان هؤلاء الأفراد قد دخلوا عام 2003 الى العراق بطريقة منظمة وتحت إشراف ورقابة مباشرة من قادة الحرس الثوري الإيراني بمن فيهم قاسم سليماني، وايرج مسجدي، وأحمد فروزنده، وحامد تقوي، وتوغلوا في الأجهزة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في العراق. وتضمنت الوثيقة معلومات عن أرقام الحسابات في البنوك والرواتب، وتاريخ تجنيدهم من قبل الحرس الثوري في إيران، واسم الوحدة التي كانوا يخدمون فيها والرقم التسلسلي للأفراد.

وقد لعب ايرج مسجدي دورًا فاعلاً في تشكيل المليشيات العراقية المسلحة وقد تولى منذ إنشاء قوة القدس قيادة الفيلق الأول فيها، حيث كانت مهمته تنفيذ العمليات الارهابية في العراق .

مجرم حرب

واعتبرت المنظمة الاوروبية مسجدي “مجرم حرب دون أدنى شك وتجب محاكمته”.. وقالت إن وجوده في العراق بصفته الدبلوماسية ليس فقط انتهاكًا واضحًا للمعايير والأعراف الدبلوماسية المعترف بها، بل عامل رئيسي على تفاقم الأزمة والإرهاب في العراق. ودانت بشدة “تعيين مجرم الحرب هذا سفيرًا، وتطالب مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهم يتحملون المسؤولية عن الوضع في العراق، بالتدخل الفوري لمنع استقرار مسجدي سفيرًا لإيران لدى العراق”.

من هو مسجدي؟

يعمل مسجدي في الحرس الثوري الإيراني منذ 35 عامًا وأنشطته السرية في العراق وسوريا. وبرزت شخصية مسجدي من خلال ولائه الشديد للولي الفقيه علي خامنئي وطائفيته، وقال في تصريحات حول معركة الفلوجة (إن دخول الحرس الثوري الإيراني بضباطه في معركة الفلوجة كان من أجل أن تبقى إيران مركزًا للتشيّع في العالم، كما أننا نعتبر هذه المشاركة دفاعًا عن إيران وحدودها).

وبعد احتلال العراق في عام 2003 كان مسجدي أحد القادة الكبار لقوة القدس وعلى ارتباط بالعراق وكان يتردد باستمرار على بغداد والمدن العراقية الأخرى مثل الناصرية والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء مشرفًا على الأعمال المسلحة ضد القوات الاميركية في العراق مثل زرع القنابل في الطرق ومنها على طريق القيادة العليا للقوات الأميركية في 20 يناير عام 2007 في كربلاء واختطاف 5 من الرعايا البريطانيين في بغداد في 29 مايو 2007 تم تحت اشراف مسجدي.

كما ظل مسجدي يوجه المليشيات الشيعية لتنفيذ عمليات قصف واعتداء ضد معسكر مجاهدي خلق في أشرف شمال شرق بغداد عبر عملاء عراقيين تابعين لقوة القدس في مناصب سياسية وعسكرية في محافظة ديالى العراقية، ومنهم باسم عدي خدران قائمّقام مدينة الخالص، حيث كان قد اشترك بشكل نشط في تحشيد وتنظيم المليشيات للهجوم على أشرف في مقاطع زمنية مختلفة، كما أن 5 هجمات صاروخية على مخيم ليبرتي الذي نُقل اليه اعضاء المنظمة بالقرب من مطار بغداد الدولي نفذت تحت قيادته .

وبعد هجوم القوات العراقية باوامر من رئيس الوزراء سابقًا نوري المالكي على الاعتصامات الشعبية في محافظة الأنبار في عام 2013 دخل مسجدي مع عدد من قادة قوة القدس العراق ورسم مخططات قتل وتهجير أهل السنة لهذه المحافظة.

ثم اصبح مسجدي منذ مارس2014 مسؤولاً عن ملف العراق في قوة القدس، وكان حسن دانايي فر سفير ايران وقتها في العراق يعمل تحت اشرافه وكانت احدى مهمات مسجدي العمل على التجديد للمالكي لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة، لكن محاولاته باءت بالفشل نظرًا لان طهران كانت تخوض مباحثات دولية مهمة مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي ولم تكن تريد خلق مشاكل مع واشنطن التي عارضت التجديد للمالكي، حيث لم ترغب ان يكون اصرارها على المالكي عائقًا امام توقيع الاتفاق النووي.

وقد لعب مسجدي الدور الرئيسي في تشكيل الميليشيات العراقية ودخولها الى مناطق السنة وقتل الأبرياء وتهجيرهم باشراف منه. . كما كان وراء ارسال الميليشيات العراقية الى سوريا للقتال دفاعًا عن نظام بشار الاسد.

المصدر : كلنا شركاء – رصد

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك