بالرغم من احتضان قرى( طليلين وقيصما وبهم وتل اللوز والشعاب) لأكثر من ١٠٠ ألف رأس من الأغنام والأبقار والماعز، إلا أن تصريف إنتاجهم من الحليب ومشتقاته مازال لا يتعدى حدود هذه القرى، باستثناء قيام بعض المربين ببيع إنتاجهم للتجار وبأسعار زهيدة، فمثلاً مبيع كيلو الحليب للتجار لا يتعدى ٥٠٠ ليرة ليقوم التاجر ببيعه للمستهلك بـ ٦٥٠ ليرة.
و أشار عدد كبير من المربين لـ(تشرين) إلى أن التصريف المتدني لإنتاجهم الكبير من الحليب والموازي للتحليق المستمر لأسعار الأعلاف دفع بمعظمهم لبيع قسم من مواشيهم, لذلك طالبوا – وبهدف الحفاظ على هذه الثروة – بضرورة إحداث معمل للألبان و الأجبان في هذه المنطقة، يستطيعون من خلاله تصريف إنتاجهم من مادة الحليب، وبالتالي التخلص من استغلال التجار لهم.
وأضاف المربون :إن معاناتهم لم تتوقف عند حدود قلة التصريف، فمعاناتهم الأكبر تكمن بالتحليق الكبير والمستمر للمادة العلفية، وخاصة أن سعر كيلو العلف/ أراسكو/ تجاوز الـ٦٠٠ ليرة، علماً -ووفق المربين- أن المقنن العلفي المقدم من مؤسسة الأعلاف لمواشيهم قليل وغير كافٍ لها , عدا عن ذلك- وعلى حد قول أحد مربي الماشية في قرية قيصما -أنهم منذ /١١/ عاماً لم يحصلوا على المقنن العلفي لمواشيهم، فضلاً عن ذلك وهذا الأهم إن تّوفر المقنن سيكون استجراره من مستودع نبع عرى وهذا سيرغمهم على دفع ٣٥ ألف ليرة أجرة نقل المادة ، لكون مستودع أعلاف صلخد متوقفاً عن أداء مهمته الخدمية منذ أكثر من عام، إضافة لانزعاجهم أيضاً من غلاء أسعار الأدوية البيطرية , فسعر علبة الدواء الواحدة الخاصة بالالتهاب تتجاوز ١٨ ألف ليرة , ناهيك بارتفاع أسعار القشات الخاصة بالتلقيح ، والمضاف إليها أجور الأطباء البيطريين و خاصة أن الفحص يفوق ١٠ آلاف ليرة.
مدير فرع أعلاف السويداء – المهندس وائل الشوفي أوضح لـ(تشرين) أن المقنن العلفي يقدم وفق الدورة العلفية، وهي كل شهرين مرة، مضيفاً أن توقف مستودع أعلاف صلخد عن توزيع المقنن العلفي يكمن بوجود نقص كبير بالملاك العددي للفرع، إضافة لذلك فإن «على أمين مستودع أعلاف صلخد تقريراً تفتيشياً وغير مسموح تسليمه أموراً مالية».
وأضاف: حالياً ننتظر الإعلان عن أسماء الناجحين في المسابقة التي قامت بها المؤسسة مؤخراً ليصار إلى تعيين أمين مستودع.
وقال رئيس مكتب الثروة الحيوانية في اتحاد فلاحي السويداء – عدنان النمر: بالفعل يعاني المربون في تلك المنطقة من قلة تصريف إنتاجهم, لذلك باتت إقامة معمل للألبان والأجبان في هذه المنطقة ضرورة ملحة، علماً أن هذا المعمل تمت المطالبة به من قبل المربين كثيراً، مضيفاً أن هناك عدداً كبيراً من المربين بدؤوا ببيع مواشيهم من جراء عدم توافر سوق لتصريف مادة الحليب .
من جانبه قال مدير زراعة السويداء – المهندس أيهم حامد: يبلغ إنتاج المحافظة من الحليب أكثر من ٥٠ ألف طن سنوياً , مع العلم أن تصريف هذه الكمية يحتاج لإحداث معمل للألبان والأجبان، مشيراً إلى أن تربية الثروة الحيوانية تتركز في تلك المنطقة، مع العلم أن ساحة المحافظة تحتضن حوالي ٤٣٠ ألف رأس من الأغنام والماعز وحوالي ١٠ آلاف رأس من الأبقار.

طباعة