كدر أحمد: كلنا شركاء
دفع الغلاء الفاحش في أسعار الألبسة والأحذية الجديدة المدنيين في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب، إلى التوجه نحو شراء الألبسة والأحذية المستعملة، والتي باتت ظاهرة منتشرة في المدينة حيث لم يعد هنالك حي في المدينة إلا ويتواجد فيه محال (بالة) لبيع تلك الألبسة والأحذية.
وقال “ازاد”، صاحب أحد محال الألبسة الجديدة، لـ “كلنا شركاء”: “أثر بيع الألبسة البالية بشكل كبيرة على تجارتنا، فهي تباع بأسعار رخيصة جداً، وتناسب أحوال وظروف المدنيين في كوباني، والتي تشهد حالة ركود في العمل”.
وتابع “سعر السترة الجديدة يبلغ حوالي 10 آلاف ليرة سورية، بينما السترة المستعملة ثمنها بحدود 3000 ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة لأسعار الأحذية”.
وعن سبب رواج بيع الألبسة المستعملة في كوباني، قال “أحمد”، وهو أحد سكان مدينة كوباني، لـ “كلنا شركاء”، إن ذلك يعود إلى النوعية الجيدة للبضائع التي تدوم طويلاً، فأغلب ألبسة البالة من ماركات أجنبية، وخاصة مع غلاء أسعار الألبسة والأحذية الجديدة ذات النوعية السيئة، فالحذاء الأوربي المستعمل من ماركة “أديداس” يباع بسعر يتراوح بين 2 و3 آلاف ليرة، بينما الحذاء الجديد ذو النوعية الوطنية يباع بسعر مضاعف، بحوالي 6 آلاف ليرة، وهو لا يدوم شهراً أو شهرين، وكذلك الحال بالنسبة للألبسة، على حد تعبيره.
وعن مصدر الألبسة المستعملة التي تغزو أسواق مدينة كوباني، قال “محمود”، أحد أبناء المدينة، لـ “كلنا شركاء”، إن أغلب هذه الألبسة “مساعدات إنسانية أتت لأهالي مدينة كوباني من قبل المنظمات، ولكن للأسف تم سرقة الكثير منها، وتباع الآن في الأسواق”، مضيفاً “المنظمات هي المسؤولة لأنها لم تقم بتوزيعها على الأهالي بشكل مباشر، والجهات المعنية تعلم بالسرقات التي تتم من المنظمات”.
وأشار إلى أن الأوضاع المادية في المنطقة سيئة جداً، ولا تسمح لهم بشراء الألبسة الجديدة، فأسعار الألبسة المستعملة أخفض من أسعار الجديدة بنسبة 60 في المئة، ولذلك “يلتجأ الأهالي إلى الألبسة البالية، لتيسير أمورهم وستر عوراتهم فقط”، على حد قوله.
ومن جانبه، قال “حسن”، صاحب محل بيع ألبسة مستعملة في كوباني، لـ “كلنا شركاء”، إنهم يجلبون هذه الألبسة من مدينة القامشلي بريف الحسكة، والتي تأتيها الملابس المستعملة من لبنان ودمشق. مشيراً إلى أن الأوضاع المعيشية السيئة جعلت المدنيين يقبلون على شراء الألبسة المستعملة.
المصدر : كلنا شركاء
