أبريل 28, 2024

مضر الزعبي: كلنا شركاء
أُعلن يوم الخميس الماضي (29 كانون الأول/ديسمبر) عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين فصائل الثوار وقوات النظام برعاية تركية روسية مشتركة، ولم يكن هذا الاتفاق الأول من نوعه، فقد سبقه اتفاق بتاريخ 27 شباط/فبراير الماضي برعاية أمريكية روسية، لكنه لم يصمد طويلا.
بين الهدنة الأولى نهاية شهر شباط/فبراير الماضي، والهدنة الجديدة، تغير المشهد السوري بشكل كبير، فمحافظة درعا وعلى الرغم من هدوء جبهاتها خلال الأشهر الماضية، إلا أن قوات النظام اتبعت خلال الفترة الماضية سياسة “القضم” مستغلةً هدوء الجبهات بالتزامن مع تفعيل لجان المصالحة المحلية.
قضم المناطق المحررة
بعد سيطرة قوات النظام على بلدة عتمان على مدخل مدينة درعا الشمالي مطلع شهر شباط/فبراير الماضي، توقفت قوات النظام وحلفاؤها عن شن أي عملية واسعة في محافظة درعا، لتبدأ باتباع أسلوب جديد يعتمد على قضم المناطق المحررة.
وقال القيادي في الجيش الحر أحمد الزعبي لـ “كلنا شركاء”، إن قوات النظام عمدت عقب تهدئة الجبهات إلى ابتاع سياسة القضم من أجل تأمين المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في محافظة درعا، فكانت أولى عمليات قوات النظام مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عندما سيطرت على الكتيبة (المهجورة) شرق بلدة إبطع بريف درعا.
وأضاف أنه عقب سيطرة قوات النظام على الكتيبة المهجورة عملت على التمدد باتجاه المزارع الواقعة بين بلدة إبطع ومدينة داعل، وبناء ساتر ترابي يبعد عن الأوتوستراد الدولي مسافة 3 كم، من أجل ضمان عدم شن تشكيلات الجيش الحر أي هجوم على الأوتوستراد الذي يعتبر شريان الحياة الوحيد لقوات النظام في محافظة درعا.
وأشار الزعبي إلى أن سياسة قوات النظام بقضم المناطق المحررة استمرت، فسيطرت قوات النظام وبدعم من الميلشيات مطلع الشهر الجاري على بلدة الفقيع شمال درعا، حيث سيطرة في البداية على الكتيبة المهجورة في محيط البلدة قبل أن تتمكن من السيطرة على البلدة.
الحصار لإتمام المصالحات
اعتمدت قوات النظام خلال القترة الماضية سياسة التجويع لإتمام المصالحات، حيث كانت تسابق الزمن خلال الأيام الماضية لإتمام المصالحات، وقال الناشط هاني العمري لـ “كلنا شركاء” إن قوات النظام عملت منذ مطلع الشهر الجاري على إتمام المصالحات المحلية في ثلاث مناطق وهي (الصنمين – محجة –غباغب)، وجميع هذه المناطق محاصرة من قبل قوات النظام ولها أهمية استراتيجية، كون مدينة الصنمين و بلدة غباغب تقعان على طريق دمشق – درعا القديم، بينما تقع بلدة محجة على أوتوستراد دمشق – عمان الدولي، والنظام يسعى لتأمين هذين الطريقين قبل الوصول لأي وقف لإطلاق النار.
وأشار إلى أنه بعد إتمام مصالحة مدينة الصنمين يوم الأحد الماضي 25 كانون الأول/ديسمبر، ورفض ثوار وأهالي بلدة محجة للمصالحة، وجه رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا العميد (وفيق الناصر) تهديداً بأنه سيحرق البلدة إذا استمر الأهالي في رفضهم لعروض المصالحة مع قوات النظام.
وبدروه قال الناشط عبد الرحمن الزعبي لـ “كلنا شركاء” خلال الفترة الممتدة بين الهدنة الأولى والثانية كان ملاحظاً تراجع الغارات من قبل الطيران الروسي على المحافظة، فناشطو المحافظة كانوا قد أحصوا أكثر من 2000 غارة منذ مطلع العام الجاري وحتى تاريخ اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 شباط/فبراير، بينما تم توثيق قرابة 200 غارة منذ تاريخ وقف الأعمال العدائية الأول وإلى مساء يوم الخميس 29 كانون الأول/ديسمبر.



المصدر: كيف كانت درعا بين الهدنتين؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك