أبريل 28, 2024

رصد: كلنا شركاء
قال النقيب سعيد نقرش، قائد لواء (شهداء الإسلام) الذي خرج قبل نحو عشرة أيام من داريا، إن ما جرى في المدينة هو جريمة بحق الإنسانية والبشرية، جريمة لا يتحمل مسؤوليتها النظام فقط وانما يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي بأكمله، كونه يعتبر مشاركاً في هذه الجريمة ومتواطئ مع النظام في تنفيذها.
وأشار خلال حديث مع “أورينت نت” إلى أن داريا الآن خالية من سكانها لأول مرة منذ 4000 سنة، وذلك على الرغم من أن المدينة تعرضت منذ ذلك التاريخ لسلسلة من العدوان الخارجي والاحتلال والانتداب، إلا أنها أفرغت من أهلها بفعل العصابة الحاكمة في دمشق وحلفاءها التي هي أسوأ من الاحتلال والانتداب.
وحول الاتفاق بين الفعاليات المدنية والعسكرية في داريا ونظام بشار الأسد، أكد قائد “لواء شهداء الإسلام” أن الاتفاق لم يكتمل بعد؛ فهناك بعض من البنود يماطل فيها النظام ويتهرب من تنفيذها، إذ لم يتم تنفيذ الاتفاق المتعلق بالمقاتلين والعائلات الموجودة في معضمية الشام ولم يحصل أي تقدم في ملف المعتقلات والمعتقلين في سجون ومعتقلات النظام.
وكشف “نقرش” تفاصيل المفاوضات حول مدينة داريا؛ مبيناً أنها استمرت لأكثر من شهرين، وذلك بطريقة غير مباشرة، من خلال التواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ولفت إلى أن المفاوضات أصبحت مباشرة بعيد منح النظام ضمانات بوقف إطلاق النار، ووافق على الخطوط العريضة للاتفاق.
وأضاف أن “لواء شهداء الإسلام” سمح بعد تلك الضمانات بدخول موفدة النظام “كنانة حويجة” إلى داريا، وذلك لوضع آليات تنفيذ الاتفاق، حيث ينوه أن “جو اللقاء كان عادياً”، و” لم نتلق أي تهديدات من النظام خلال التفاوض المباشر”، حيث كنا نركز فقط على الضمانات، بينما أكدت “حويجة” أن لديها ضمانات من أعلى المستويات في النظام ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
يشار هنا أن “كنانة حويجة” هي مذيعة في تلفزيون النظام الرسمي، منذ أكثر من عشر سنوات، والدها اللواء “أحمد حويجة” قائد الفرقة الثالثة سابقاً وقائد الفيلق الثاني حالياً.
وكشف النقيب نقرش أيضاً أنه تم تكليف نائب قائد شهداء الإسلام “مؤيد أبو وائل” ليكون أحد أعضاء لجنة التفاوض عن مدينة داريا؛ حيث وصلت اللجنة إلى إدلب قبل أيام قليلة، وذلك بعد أن بقيت اللجنة في العاصمة دمشق لعدة أيام لمتابعة وإتمام تنفيذ بنود الاتفاق.
ونوه القيادي في الجيش السوري الحر أن أهالي مدينة داريا العالقين في مدينة “معضمية الشام” المجاورة، كانوا جزءاً من الاتفاق، وينطبق عليهم ما ينطبق على الأهالي والمقاتلين القاطنين في داريا، إذ التزم النظام بالشق المتعلق بإجلاء ممن يرغب من الأهالي إلى مراكز الإيواء في الحرجلة، ولكن ما يزال يماطل في الشق المتعلق بإجلاء أهالي الثوار إلى إدلب.
دحض ادعاءات الأمم المتحدة
وفيما كانت الأمم المتحدة على اطلاع مباشر على مجريات المفاوضات والقرارات اللاحقة بما يخص تهجير أهالي داريا، يشدد “أبو جمال”  أن اللجنة المكلفة بالمفاوضات عن مدينة داريا اشترطت وجود الأمم المتحدة كضامن لعملية إجلاء العسكريين والمدنيين من المدينة إلى إدلب، وكمراقب ومشرف على أوضاع من خرج إلى مراكز الإيواء في “حرجلة” بريف دمشق، الأمر الذي يدحض مزاعم كلاً من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا”، الذي ادعى أن الأمم المتحدة “لم تُستشر” في الاتفاق بين النظام والمعارضة لإخلاء مدينة داريا المحاصرة بريف دمشق، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “ستيفن أوبراين” الذي حاول ترويج أن الأمم المتحدة لم تكن على علم مسبق بالخطة، والذي أضاف في لقاء صحفي أن “الاتفاقيات التي ينجم عنها إجلاء جماعي للمدنيين بعد فترة طويلة من الحصار لا تتوافق مع قانون حقوق الإنسان الدولي، وإنه كان ينبغي رفع الحصار، ولا ينبغي أن يكون هناك أي اتفاق يؤدي إلى التهجير القسري للسكان المدنيين”.
5 سنوات من الصمود
ولفت قائد شهداء الإسلام أن ثوار داريا وأهلها صمدوا لمدة خمسة سنوات تحت القتل والمعارك والقصف اليومي بكافة الأسلحة، ورغم ذلك كنا على يقين بأن خروجنا من داريا سيكون نحو تحرير العاصمة دمشق، ولكن في الشهور الأخيرة وبعد اشتداد الضغط العسكري، وعزل داريا عن محيطها الخارجي، ومحاصرة المدنيين في مساحة جغرافية ضيقة جداً، ارتسمت صورة واضحة أمامنا بأن وضع داريا بات محسوماً وليس لدينا خيار سوى وداع المدينة، وخصوصاً بعد الردود السلبية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والفصائل والهيئات الثورية للتدخل وإنقاذ داريا.
الجبهة الجنوبية وداريا
وعاتب قائد لواء شهداء الإسلام عدم تحرك “الجبهة الجنوبية” التابعة للجيش السوري الحر في حوران لإنقاذ مدينة داريا، عبر فتح جبهات ضد نظام بشار الأسد، خصوصاً أن اللواء والذي يعتبر الفصيل الأكبر في داريا يتبع منذ تأسيسه للجبهة الجنوبية.
وقال: لا نعلم في الحقيقة لماذا لم تتحرك (الجبهة الجنوبية) لإنقاذ داريا، عبر فتح الجبهات وتخفيف الضغط عن داريا، ويضيف “لا نعتقد أنها تمتلك المبرر لذلك”، مشدداً في الوقت نفسه ” لقد خسروا خط الدفاع الأول عن مناطقهم وخسروا بقعة جغرافية كانت خاصرة موجعه للنظام وتمثل تهديداً حقيقياً للنظام في العاصمة دمشق.
سيبقى مستقلاً
وحول مستقبل “لواء شهداء الإسلام” بعد وصول جميع مقاتليه وقادته الميدانيين في إدلب، الذين عُرف عنهم بخبرتهم الطويلة والاستثنائية في حروب الشوارع والأنفاق، والتي مكنتهم من احباط مئات المحاولات لاقتحام داريا، ولاسيما فرقة “نخبة الخير” التي تلقت تدريبات خاصة متعلقة بالتكتيك العسكري والاقتحامات وحرب الأنفاق، يؤكد “نقرش” أن اللواء سيحافظ على استقلاليته، وذلك في تكرار منه لنفي الاشاعات التي تحدثت مؤخراً عن اندماج اللواء في صفوف “جيش الإسلام”.
وشدد “نقرش” على أن لواء شهداء الإسلام كان وسيبقى عمله تحت راية الجيش السوري الحر فقط، وسيستمر في مسيرته حتى تحقيق أهداف الثورة، كاشفاً أن “اللواء سيشارك الفصائل الأخرى في المعارك ضد النظام وميليشياته، وسيكون جزءاً من تحرير كامل سوريا”.

اقرأ:
اتفاقٌ ينهي ملف (معضمية الشام) وثوارها يستعدون للرحيل شمالاً
 



المصدر: قائد لواء (شهداء الإسلام) يكشف سير مفاوضات داريا

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك