مايو 3, 2024

برنامج المواهب هو برنامج يقوم على فكرة استحواذ وجلب المواهب الفريدة والمميزة ونظراً لجمال الفكرة انتشر هذا البرنامج بعدة لغات في مناطق مختلفة من العالم منها النسخة العربية والنسخة الأمريكية وعدة نسخ أوربية بمختلف لغات أوربا.

وفي إحدى النسخ الأوربية وقفت الرسامة المبدعة كورين سوتر ذات الموهبة المتميزة في الرسم والتي يكمن تميزها بطريقة رسمها للوحاتها بطريقة رسم مختلفة عن كل الرسامين.

اختارت كورين سوتر عنصر المفاجأة وعمدت إلى رسم اللوحة بشكل مقلوب فتعاملت معها لجنة الحكم بالكثير من الغباء.

فعندما بدأت سوتر باستعراض موهبتها بالرسم أمام لجنة التحكيم التي تسرعت في الحكم على الفتاة و إبداء عدم الإعجاب بموهبتها, حيث ضغطت عضوة اللجنة الأولى على الزر الأحمر, وليس هذا فقط بل أخذت تقنع باقي الأعضاء أن يحذوا حذوها ويضغطوا على الزر أيضاً, بحجة عدم مضيعة الوقت وبالفعل نجحت وأقنعت كل الأعضاء واحد تلو الآخر وجعلتهم يضغطون على الزر الأحمر وهنا اعتماداً على قوانين البرنامج أجبرت سوتر على التوقف.

وكانت المفاجأة

بعض بضع ثوان حيث أنهت الفتاة رسم لوحتها وقلبت الصورة لتخرج منها لوحة غير متوقعة لأحد أعضاء اللجنة, والمذهل أنها بدأت برسم عضو أخر من اللجنة وعندها اكتشف أعضاء اللجنة كم كانوا أغبياء بتسرعهم عليها ,وذلك وسط تصفيقات وذهول الجماهير.

لم تتحكم الفتاة في عواطفها مما أدى إلى بكائها أمام اللجنة و التي بدورها نهضت لمعانقة الفتاة وسط احراج شديد وحاول الأعضاء مواساتها والاعتذار منها.

اقرأ أيضاً: بائعة الكبريت من أجمل القصص العالمية بدأت في الدانيمارك وأثرت في نفوس البشرية ..فما سر هذه الرواية؟

لا يمكننا أن ننكر أن للقصص أثرها الفعال في تكوين وتقويم شخصية أطفالنا الصغار والكبار أيضا حيث لها فوائد جمة لا يمكننا التغاضي عنها ولا تجاهلها.

فمن منا لم يسمع أو يقرأ قصة بائعة الكبريت التي حفرت في قلوبنا قبل عقولنا وكيف لنا أن ننساها والتي بكينا عليها صغارا” وكبارا” والتي تروي قصة فتاة صغيرة بائسة عانت طوال حياتها ولم تشعر بالراحة ولا الأمان وأسفرت معاناتها عن موتها ليلة رأس السنة بسبب البرد الشديد والذي كان سببا ” في رحيلها عن عالمها القاسي .

هي قصة خيالية أدبية للشاعر والكاتب الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، بالدنماركي: Den Lille Pige med Svovlstikkerne، وتعني “الفتاة الصغيرة ذات أعواد الثقاب”، نُشرت القصة التي تدور حول أحلام طفلة تحتضر وآمالها في نهاية العام، لأول مرة في عام 1845.

وقد تم تكييفها مع وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك أفلام الرسوم المتحركة وأفلام الحركة الحية والمسرحيات الموسيقية التلفزيونية وألعاب الفيديو.

حمل عنوان The Little Match stick Girl أيضًا إحدى الحكايات الخيالية المفضلة لدينا. كريستيان أندرسن وهو يجسد موهبته وقدرته الأدبية الواسعة، تعتبر القصة تذكير لطيف بقيمة الرحمة والإحسان. دليل Little Match Girl Study هو مصدر للمعلمين والطلاب.

قصة بائعة الكبريت

تبدأ القصة أحداثها في ليلة كانت شديدة البرودة حيث تساقطت الثلوج، وكانت الشوارع شبه مظلمة تمامًا، وفي آخر مساء من العام في هذا البرد والظلام سارت في الشارع فتاة صغيرة فقيرة عارية الرأس وعارية القدمين، عندما غادرت المنزل كانت ترتدي حذاءً ولكن لم يكن هذا الحذاء نافعاً لأنّه كان حذاءً كبيراً جدًا حيث كانت والدتها ترتديه.

وفجأة تدحرجت عربتين بسرعة مخيفة تجاه الفتاة المسكينة مما جعلها تفقد حذائها، وبعد بحث طويل عن الحذاء لم تعثر عليه في أي مكان، تم رأت قنفذاً كان قد قبض على فردة من الحذاء وركض فيها، نظرت الفتاة بابتسامة للقنفذ حيث فكرت أنّ ذلك الحذاء سيفيد القنفذ بشكل كبير وربما يستخدمه كمهد عندما ينجب أطفالًا في يوم من الأيام.

لذلك سارت الفتاة الصغيرة بقدميها العاريتين، اللتين كانتا حمراء تمامًا من البرد، وكانت تحمل كمية من أعواد الثقاب في مئزر قديم، وكانت تحمل في يدها حزمة منها أيضاً حيث لم يشتري منها أحد طوال اليوم، ولم يعطها أحد فلساً واحدًا مقابلها. زحفت مرتعشة من البرد والجوع حيث غطت قشور الثلج شعرها الطويل الفاتح الذي سقط بشكل مجعد على ظهرها بشكل جميل حول رقبتها، وحين كانت تجر نفسها كانت تلاحظ الشموع المتلألئة من جميع النوافذ، وكانت رائحة الإوز المشوي المنبعثة لذيذة للغاية فالجميع يحتفل بليلة رأس السنة.

وفي زاوية مكونة من منزلين، أحدهما متقدم أكثر من الآخر جلست وانكمشت على نفسها، اقتربت من قدميها الصغيرتين، لكنها أصبحت أكثر برودة وتجمداً، ولم تغامر بالعودة إلى المنزل لأنّ والدها سيضربها لأنها لم تبع أي أعواد ثقاب ولم تستطع إحضار الكثير من المال، وبالتأكيد كان الجو باردًا في المنزل أيضًا لأنّه لم يكن يوجد فوقها سوى السقف الذي كانت تهب الريح من خلاله على الرغم من قيامها بسد أكبر الشقوق بالقش.

كانت يداها الصغيرتان مخدرتين بالبرد تقريبًا، فقررت أن تتجرأ فقط على إخراج واحدة من الحزم لتدفئة أصابعها بها ثمّ سحبت واحدة أشعلتها وبدأت النظر إليها كانت شعلة دافئة ومشرقة، مثل شمعة، وهي تضع يديها فوقها كان ضوءًا رائعًا وبدا الأمر حقًا للصغيرة كما لو كانت جالسة أمام موقد حديدي كبيرىحيث ارتفعت درجة حرارتها بشكل جعلها تبدو سعيدة. ونشأت في مخيلتها مباريات بين الأضواء تظهر أمامها كأنّها حقيقية، وفي شعلة المباريات ترى سلسلة من الرؤى المطمئنة، موقد دافئ، وليمة، عطلة، وعائلة سعيدة، وشجرة عيد الميلاد.

ترى في السماء نجمة شهاب، أخبرتها جدتها الراحلة أنها تعني أن شخصًا ما في طريقه إلى الجنة وفي شعلة المباراة التالية ترى جدتها، الشخص الوحيد الذي عاملها بالحب واللطف. للحفاظ على رؤية جدتها حية لأطول فترة ممكنة، تضيء الفتاة مجموعة أعواد الثقاب بأكملها.

كانت الفتاة قد بسطت قدميها بالفعل لتدفئتهما أيضًا لكن انطفأ اللهب الصغير، واختفى الموقد ولم يكن لديها سوى بقايا عود الثقاب المحترق في يدها، وفركت أخرى بالحائط لقد اشتعلت النيران بشدة، وسقط الضوء على الحائط ثمّ هناك أصبح الجدار شفافًا مثل الحجاب، حتى أنها أستطاعت أن ترى الغرفة التي خلف الجدار من شدة شفافيته ورأت داخل الغرفة هناك على الطاولة مفرش ناصع البياض كانت عليه صحون البورسلين الرائعة، وكانت الأوزة المشوية مليئة بحشو التفاح والخوخ المجفف. وفجأة نزلت الإوزة من الطبق، ولفّت على الأرض وفي صدرها سكين وشوكة حتى وصلت إلى الفتاة الصغيرة المسكينة، ثمّ خرجت الإوزة من المباراة ولم يبقى أي شيء سوى الجدار السميك البارد الرطب.

عندها أشعلت عود ثقاب آخر وكانت هناك الآن جالسة تحت أروع شجرة عيد الميلاد حيث كانت لا تزال أكبر وأكثر زخرفة من تلك التي رأتها من خلال الباب الزجاجي في منزل التاجر الغني.

كانت الأنوار تحترق على الأغصان الخضراء، وكانت الصور ذات الألوان المبهجة، مثل التي رأتها في نوافذ المتاجر، تنظر إليها بازدراء، مدت الفتاة الصغيرة يديها تجاههم، عندها خرجت المباراة، وارتفعت أضواء شجرة عيد الميلاد أعلى فأعلى، ورأتهم الآن كنجوم في السماء حين سقط أحدهم وشكل أثراً طويلاً من النار أمامها.

يبدو أنّه مات شخص ما، فهذا ما أخبرته بها جدتها العجوز قبل أن تموت حين قالت لها أنه عندما يسقط نجم، تصعد الروح إلى الله ثمّ قامت برسم مباراة أخرى على الحائط، لقد كان الضوء مرة أخرى، وفي البريق هناك شاهدت الجدة وقد وقفت العجوز، مشرقة ولطيفة جدًا. بكت الصغيرة لرؤية جدتها وقالت لها: خذيني معك! فذهبت الفتاة بعيدًا عندما أحترقت أعواد الثقاب، تختفي مثل الموقد الدافئ، مثل الإوزة المشوية اللذيذة ومثل شجرة عيد الميلاد الرائعة! وفركت حزمة أعواد الثقاب بأكملها بسرعة بالحائط ، لأنها أرادت أن تكون متأكدة تمامًا من إبقاء جدتها بالقرب منها.

وأعطت المباريات ضوءًا ساطعًا لدرجة أنها كانت أكثر إشراقًا مما كانت عليه في وقت الظهيرة ثمّ رأت أنّ الجدة لم تكن في السابق جميلة جدًا وطويلة جدًا كما هي الآن حيث حملت الفتاة الصغيرة على ذراعها، وطارتا في السطوع والفرح عالياً جدًا.

لكن في الزاوية في ساعة الفجر الباردة، جلست الفتاة المسكينة ذات الخدين الوردية وفمها المبتسم، متكئة على الحائط وقد استيقظت من حلمها، مجمدة حتى الموت في آخر مساء من العام، حيث جلست الطفلة هناك قاسية وصلبة مع أعواد الثقاب التي احترقت حزمة منها، حيث تجمع الناس حولها وقالوا: ربما أرادت أن تدفئ نفسها، ولم يكن لدى أحد أدنى شك في الأشياء الجميلة التي رأتها لم يحلم أحد حتى بالروعة التي دخلت فيها مع جدتها في أفراح العام الجديد.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك