مايو 6, 2024

رصد: كلنا شركاء
أحمد، شاب حلبي أجبرته الحرب وتحديداً القصف الشديد على الهرب من مدينته “الأخطر في العالم”، التي لم يكن يتخيل يوماً أن يخرج منها، على حد قوله، لكنه اختار مساعدة من بقي من الأهالي بالخبرة التي يمتلكها، باختراع روبوت مهمته جمع القنابل العنقودية، لينقذ أطفال المدينة من مخاطرها.
ويقول عن الروبوت: “أعتبره بصيص أمل على الأرض، بأن تكون لديه قدرة نوعاً ما على حفظ ما تبقى من أرواح”.
ويضيف في حديث لموقع (هافينغتون بوست عربي): استلهمتُ فكرة الروبوت من أبوجعفر، وهو رجل معروف عند الحلبيين، أخذ على عاتقه جمع القنابل العنقودية.
وأبو جعفر فهو مدير الطبابة الشرعية بمدينة حلب، حيث بات يعمل وابنه على نقل القنابل من الشوارع إلى أماكن بعيدة عن المدنيين، “بتنا كلنا نخاف أن نخسره يوماً ما خلال تأديته هذا العمل الخطير”، بحسب قول أحمد.
“التمويل شخصي خاصة أن الائتلاف السوري يعيش في كوكب آخر لا علاقة له بما يجري على الأرض”، هي الكلمات التي أجاب بها أحمد لدى سؤاله عن مصدر تمويله. مضيفاً أنه “على اعتبار أن التمويل شخصي فإننا حتى الآن استطعنا شراء قطعة شهرياً، حيث نجمّع الإلكترونيات من تركيا، أما الهيكل الأساسي فمن الألومنيوم وسيتم تصنيعه في حلب”، مقدراً التكلفة بـ١٠ آلاف دولار أميركي.
ويشرح أحمد عن القنابل العنقودية التي تتساقط على أهالي حلب، حيث يقول إن أغلبها ذات حساسية للحركة تنفجر بعد سقوطها لاحقاً إما بسبب حساس الحركة أو المؤقت.
وتتعرض حلب بشكل يومي لقصف عنيف من الطيران الحربي السوري والروسي بمختلف أنواع القنابل والصواريخ، ومنها العنقودية التي تأتي على شكل أسطوانة كبيرة تحتوي على عدد كبير من القنابل الصغيرة، حيث تفتح هذه الأسطوانة قبل وصولها إلى الأرض وتنشر مئات القنابل الصغيرة التي تنفجر مخلفةً الكثير من الدمار والأضرار وتقتل وتصيب أكبر عدد من البشر، بينما يبقى قسم منها غير منفجر، حيث ينفجر فيما بعد عند ملامسته أو تحريكه.
وعن آلية عمل الروبوت يقول أحمد: “الروبوت مزوّد بتقنية عالية جداً وذكية، حيث إن الحساس الموجود في القنبلة لا يمكنه استشعار الروبوت الذي يبلغ طوله متراً وعرضه 70 سم”، أما التحكم بالروبوت فيكون إما عن طريق شبكة داخلية مداها يصل إلى 3 كم، أو عن طريق الإنترنت من أي مكان في العالم.
وبسبب خطورة هذه القنابل، تسببت بقتل المئات من الأطفال السوريين في حلب وغيرها، كما تسببت بإصابات العشرات من عناصر الدفاع المدني الذين يحاولون إنقاذ الأهالي من خطرها بمحاولة تفكيكها أو نقلها إلى مناطق بعيدة عن المدنيين.

اقرأ:
دعواتٌ ليوم غضبٍ عالميٍ نصرةً لحلب



المصدر: سوري يبتكر روبوتاً لإنقاذ أهل حلب من (العنقودي)

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك