أبريل 28, 2024

رمضان آخر يحل على طالب طعيمان وهو بعيد عن منزله، ولم يعد الشهر الفضيل يحمل ذات المشاعر التي فقدها الشاب العشريني قبل 7 سنوات.

وأُجبر طعيمان مع أسرته على النزوح من منزلهم في قرية الزور بمديرية صرواح، غربي محافظة مأرب، عقب توسع المعارك بين قوات الحوثيين والقوات الموالية للحكومة مطلع عام 2015.

وتسببت الحرب التي تدخل عامها الثامن بنزوح 4.2 ملايين شخص، وفق أحدث إحصائية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير/كانون الثاني الماضي.

ورغم الدعوات المتكررة لتقديم الدعم للنازحين في اليمن، قالت المفوضية إنها لم تتلقَّ سوى 9% فقط من التمويل اللازم لمساعدة العائلات النازحة في اليمن خلال العام الجاري، وهو ما قد ينذر بأزمة إنسانية للآلاف الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

فرحة بديلة

ويبذل طعيمان قصارى جهده لصناعة بدائل تنسيه مع أسرته لحظات الأسى التي يعيشونها في ظل افتقادهم للفرحة التي كان يحملها قدوم رمضان، وقال للجزيرة نت إنه يفتقد لروح الألفة والتكافل والتعاون بين الأهالي في قريته ووسط أسرته.

ويضيف “كانت لرمضان أجواء احتفالية مختلفة، نستعد لها منذ منتصف شعبان، ونبدأها بالتنافس في تزيين المنازل والأحياء، وترتيب جلسات الذكر في المساجد، لكننا نفتقد كل ذلك، فقدوم رمضان أصبح عبئا، خصوصا أننا نصوم نهاره وسط المخيمات في حر الصحراء القائظ”.

واشترى طعيمان مع أفراد أسرته أخشابا وأغطية بلاستيكية لبناء خيم أخرى لأسرته، من شأنها أن تضمن عدم تسرب هواء المكيف الصحراوي البارد.

لكن الأمر الذي أسعد طعيمان والنازحين الآخرين في مخيم النقيعا، أنهم سيقضون للمرة الأولى منذ 7 سنوات ليالي رمضان في وجود التيار الكهربائي الذي وعدت السلطات المحلية بمده للمخيم. ويقول “مدونا بالتيار الكهربائي من إحدى المحطات، وإن شاء الله تظل الكهرباء مستمرة حتى انتهاء شهر رمضان”.

ويعد مخيم النقيعا واحدا من المخيمات الرئيسية في محافظة مأرب، التي تحوي 195 مخيما، يسكنها قرابة نحو 243 ألف نازح، وهم جزء من مليونين و200 ألف نازح في المحافظة، وفق ما تقول الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية.

ولا يحبذ طعيمان أن يتذكر منزله وقريته وتفاصيل رمضان هناك، ويقول “ما عاد بنرجع (لا نظن أننا سنرجع إلى) البلاد (قرانا)، الحرب بتبقى (ستبقى) هكذا ولن تتوقف”.

وتسيطر جماعة الحوثيين على مديرية صرواح منذ 2015 وتمثل طريق إمداد رئيسيا لها إلى صنعاء، وهو ما جعلها منطقة حرب منعت السكان من العودة إلى منازلهم.

رمضان وسط الأهل

ومع حلول الشهر الكريم يقاوم علي الظفري لحظات الحنين، إذ يقضي أول شهر رمضان بعيدا عن أسرته التي بقيت في مديرية العبدية.

وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، سيطر مسلحو جماعة الحوثي، على مركز مديرية العبدية جنوب محافظة مأرب، بعد حصارهم لها لأكثر من 3 أسابيع، وشنوا حملة مداهمات واعتقالات ليضطر العشرات للنزوح، من بينهم الظفري.

ويقول للجزيرة نت، بنبرة منهكة، إن قدوم شهر رمضان أضفى عليه حزنا كبيرا لغياب أسرته التي تركها خلفه في القرية، بينما فاقمت حالة النزوح والتشرد من معاناته، خصوصا في ظل غياب الخدمات وارتفاع الأسعار.

ويمني الظفري نفسه أن يقضي شهر رمضان في منزله ووسط أولاده، ويقول “كانت لرمضان روحانية خاصة، تتمثل في مجالس الذكر، واللقاءات بين أبناء القبيلة، والإفطار الجماعي، ولقاءات الأهل في ليالي رمضان”. ويضيف “جاءت الحرب ونزحنا، ومنذ ذلك الحين لم نلتقِ بأولادنا”.

ويخشى الظفري أن تطول معاناته كبقية النازحين الذين صاروا مشردين منذ اندلاع الحرب، وقال “أتمنى أن تفضي مشاورات الرياض إلى هدنة أو حل، كل يوم ندرك أن صناع وتجار الحروب يصيرون أكثر جشعا وطمعا”.

وشهدت العاصمة السعودية الرياض مشاورات يمنية – يمنية تنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بحضور المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن، وتغيب عنها جماعة الحوثي التي ترى أنها تدور في بلد “غير محايد”.

فقدان كل شيء

في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، يحاول عبد القادر حيدر التأقلم مع المدينة الصحراوية، رغم وصوله إليها منذ 6 أعوام فارا من ملاحقة الحوثيين كونه قياديا في حزب الإصلاح.

ويقول للجزيرة نت إن حالة من الكآبة تسيطر عليه حين يحل شهر رمضان وهو بعيد عن أسرته الكبيرة، إذ اعتاد أن يقضي أيام الشهر الفضيل وسط عائلته الكبيرة التي كانت تتجمع غالبا في منزل والده.

ويضيف “كان منزلنا مقصدا للصائمين الراغبين في الإفطار، وكانت السعادة تملأ منزلنا وحينا، أما الآن فنحن نازحون في مدينة غريبة علينا”.

مزيد من الأخبار http://www.qamishly.com

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك