مارس 19, 2024

بعد اجتياح قوات النظام وميليشياته المحلية والأجنبية مدينة حلب، وسيطرتهم على أحيائها الشرقية أواخر العام الماضي، بدأت تظهر إلى العلن قصص التشبيح والتجاوزات التي تمارسها ميليشيات موالية لنظام بشار الأسد بحقّ أهلها وممتلكاتهم، فباتت “التعفيش” حديث القاصي والداني بحلب، وحكومة النظام تقف مشجعةً ولا يجرؤ أيٌّ من مسؤوليه ولو على الصراخ بوجه مراهقٍ حمل بندقيته ووشم على يده عباراتٍ تميزه بأنه بات شبيحاً.

آخر القصص من حلب، لم يكن أبطالها شبيحةٌ أتوها من حمص أو الساحل أو حماة، ولم يكونوا أيضاً من الشبيحة الذين أفرزتهم المناطق الموالية في المدينة أو ريفها، بل من أشخاصٍ عاشوا سنواتٍ في مناطق سيطرة الثوار، وحين اجتياح النظام، فضلوا أن يكونوا بين المتجهين لمناطق النظام، ولم يركبوا الباصات برفقة عشرات الآلاف إلى إدلب، فباتوا جنوداً للنظام بعد تسوية “الجهات المختصة” للنظام أوضاعهم، فحملوا السلاح ليرهبوا من كانوا بالأمس جيرانهم.

سياسة النظام باتت واضحةً في كلّ المناطق التي سيطر عليها في جذب العامل البشري؛ إغراءاتٌ ماديةٌ وإطلاق يدٍ لشبانٍ أعمى الطمع قلوبهم، يزيد في طمسها “الأمان الموعود” في كونهم سيمارسون تشبيحهم في مناطقهم التي باتت آمنةً نسبياً وبعيدةً عن خطوط التماس، وبعدها بأشهر فقط، يزجّ بهم قادتهم بالشاحنات العسكرية ويضعهم على رأس الحربة في جبهات القتال ليعودوا مكفنين بـ “علم الوطن” إلى ديارهم، تاركين ما نهبوه لشبيحٍ آخر سينهب ما جناه من بات تحت التراب.

مجموعةٌ من “الشبيحة” العائدين حديثاً إلى “حضن الوطن” عادوا إلى حيّ طريق الباب الذي خرج الثوار منه قبل أشهرٍ فقط، ويتزعم هذه المجموعة شخصٌ يدعى “مصطفى دقماق” مع أخيه أحمد، وانضم إليهم بعد ذلك أكثر من خمسين عنصراً من أقربائهم ممن سوّيت أوضاعهم، بحسب ما كشفه مصدرٌ موالٍ للنظام.
وأوضح المصدر أن هذه المجموعة تقوم بأعمال “البلطجة” في الأحياء الشرقية لمدينة حلب عامةً ولحي  الجورة خاصةً، حيث انهم يقومون بانتهاك حرمات المنازل ودهمها بالقوة بحجة التفتيش وأثناء ذلك يقومون بإذلال المواطنين والاعتداء عليهم وعلى حرماتهم بالضرب.

وروت إحدى السيدات عن تصرفاتهم معها شخصياً، وهي ام لست بنات لا معيل لهم بالمنزل إلا الله، تروي مضايقاتهم ودهم منزلهم عدة مرات والعبث بمحتوياته وتوجيه أشنع الألفاظ للسيدة وبناتها لعلمهم أنه ليس لهم رجل يدافع عنهم.

وتضيف السيدة الحلبية أن الدقماق وشقيقه عرضا الزواج على إحدى بناتها ولكنها  رفضت لينهال عليها بالضرب والشتم أمام إخوتها و يتوعدها.

“الدقماق” العائد إلى “حضن الوطن” لتوّه بدأ يوسّع مملكته المالية كغيره من متزعمي الميليشيات بتجارة المخدرات، فقد كشف موالون للنظام أنه أجبر قابلةً قانونيةً على ملئ وصفات طبية لأدوية مهدّئة ومخدّرة واستثمارها وبيعها في السوق السوداء، عدا السرقات التي تطال ممتلكات الحلبيين سواءً الهاربين من منازلهم أو العائدين إليها.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك