أبريل 28, 2024

تكلفته 21.7 مليار دولار مدعوما بطاقة شمسية قدرتها 7 غيغا واط وطاقة رياح قدرتها 3.5 غيغا واط ..ماذا تعرف عن مشروع المغرب لبناء أطول خط كهرباء في العالم؟

بات أطول خط كهربائي بحري في العالم قاب قوسين بين الحقيقة والخيال, والذي من المقرر أن يصدر الكهرباء المغربية إلى المملكة المتحدة.

وحسبما نشره موقع موروكو ورلد فقد أعلنت شركة أكس لبنكس انضمام رئيس مجموعة رولز رويس السابق بشكل رسمي إلى إدارتها.

وتُعدّ شركة إكس لينكس -المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة ومقرها المملكة المتحدة- المسؤولة عن المشروع الضخم الذي يربط المغرب والمملكة المتحدة عبر أطول خط كهرباء بحري في العالم طوله 3 آلاف و800 كيلومتر.

من هو إيان ديفيس؟

حاز إيان ديفيس على درجة الماجستير في السياسة والفلسفة والاقتصاد من كلية باليول في جامعة أكسفورد.

وشغل رجل الأعمال البارز العديد من المناصب، فبالإضافة إلى رئاسة مجموعة رولز رويس، يعمل مديرًا غير تنفيذي لشركة “جونسون آند جونسون”، وشركة ماجد الفطيم القابضة.

وعلاوة على ذلك، كان ديفيس شريكًا في شركة الاستشارات الإدارية الأميركية “ماكنزي” لمدة 31 عامًا.

وخلال عام 2019، حصل على لقب فارس تقديرًا لمسيرته المتميزة في قطاع الأعمال داخل المملكة المتحدة.

أطول خط كهرباء بحري في العالم

تصدّر المشروع الجديد الذي يربط بين المملكة المتحدة والمغرب عناوين الصحف العالمية في الأشهر الأخيرة، نظرًا إلى كونه أطول خط كهرباء بحري في العالم.

فتكلفة المشروع تصل إلى 21.7 مليار دولار أميركي، ويشمل تطوير منشأة لتوليد الكهرباء مدعومة بالطاقة الشمسية بقدرة 7 غيغاواط وطاقة الرياح بقدرة 3.5 غيغاواط، إلى جانب مرفق تخزين الكهرباء في بطاريات.

وستُنقل الكهرباء من المغرب إلى بريطانيا من خلال 4 كابلات تحت البحر بسعة تصل إلى 3.6 غيغاواط.

وبذلك، سيوفر أطول خط كهرباء بحري في العالم الكهرباء النظيفة لأكثر من 7 ملايين منزل في بريطانيا بحلول 2030.

ومن خلال هذا المشروع، تأمل شركة إكس لينكس أن تستفيد السوق البريطانية من الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة في المغرب.

الطاقة المتجددة في المغرب

في نوفمبر/تشرين الثاني، أشارت الإذاعة البريطانية إلى شهرة المغرب بقدرته الاستثمارية في الطاقة المتجددة، ووصفته بأنه يحظى بسمعة يستحقها عن جدارة بوصفه رائدًا في مجال المناخ.

المغرب ينجح في زيادة إنتاج الكهرباء بدعم من مصادر الطاقة المتجددة

وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت الحكومة المغربية التزامها بزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 80% بحلول عام 2050.

وقالت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة إن الانخفاض المستمر والسريع في تكلفة الطاقة المتجددة والتخزين يثبت التوجه الذي يتبناه المغرب، ويسمح باعتماد إستراتيجيات طموحة لإزالة الكربون من خلال التركيز على إنتاج الكهرباء الخضراء والهيدروجين.

صحيفة فرنسية: المغرب سيصبح منجم طاقة خضراء لأوروبا ..الطاقة المتجددة في المغرب والتصدير إلى أوروبا

توقّع تقرير حديث لصحيفة فرنسية أن يصبح المغرب بمثابة “منجم طاقة خضراء” تعتمد عليه أوروبا في المستقبل القريب، نظرًا للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها.

وأشارت صحيفة جون أفريك -أول مجلة أفريقية ناطقة بالفرنسية، مقرّها الرئيس في باريس- إلى القدرات التي يتمتع بها المغرب في الطاقة النظيفة، ومدى اهتمام أوروبا بالاستفادة منها، نظرًا لقرب الموقع الجغرافي.

وأوضحت محررة التقرير، الصحفية ماري تولموند، أن أوروبا تسعى إلى الحصول على الهيدروجين المُنتج من طاقة الرياح والشمس، وتبحث عن مصادر له في القارّة الأفريقية، خاصة المغرب.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قدّم الاتحاد الأوروبي “حزمة” من التدابير التي تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول عام 2030، وتمّ تقديم الهيدروجين “منخفض الكربون” بوصفه الأولوية.

وحسب تقرير جون أفريك، تتوقع الخطة الأوروبية -من أجل الوصول إلى هدفها- الاعتماد على المغرب وأوكرانيا في نصف إنتاج الهيدروجين.

المغرب شريك مثالي

سلّط تقرير موقع جون أفريك الضوء على الطاقة المتجددة في المغرب، وأيضًا مدى أهمية المغرب العربي لأوروبا بالنسبة لإنتاج الهيدروجين.

وقال: “نظرًا لقربها الجغرافي، وكون موارد الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، ووجود خطوط أنابيب الغاز، فإن شمال أفريقيا هي الحل الأكثر كفاءة وتنافسية بالنسبة لأوروبا، إذ لا يزال إنتاج الهيدروجين الأخضر أغلى من الوقود الأحفوري 4 إلى 5 مرات نقريبًا”.

وأضاف أن بلدان الاتحاد الأوروبي ليست وحدها الراغبة في استغلال هذه الظروف، “بل هناك نحو 10 مشروعات بقيادة كبرى شركات قطاع النفط والغاز الأوروبية، مثل إيني الإيطالية، وهي موجودة في المغرب والجزائر ومصر”.

بالنسبة للأوروبيين، تبدو الرباط الشريك المثالي مع وفرة مواردها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب أهدافها المناخية الطموحة، إذ ستنتج 52% من مزيج طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030، حسب تقرير الصحيفة الفرنسية.

الطاقة الشمسية في المغرب

يبدو أن المغرب يسير بخطوات ثابتة وحثيثة إلى أن يصبح رائدًا في سوق الطاقة الشمسية، إذ يتمتع بمكانة جيدة في هذا المجال.

ويعتمد المغرب في إستراتيجيته على التركيز في تصدير الطاقة، إذ وقّع اتفاقيات تعاون مع ألمانيا والبرتغال على التوالي في يونيو/حزيران 2020 وفبراير/شباط 2021، لتطوير قطاع الطاقة الشمسية وتخزين الهيدروجين، تمهيدًا لنقله إلى أوربا.

وهذا الاتفاق ليس الاستثمار الكبير الوحيد في الطاقات المتجددة الذي يجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي، حسب تقرير جون أفريك.

مجمع نور ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب

يأتي ذلك في إشارة إلى مشروع نور ورزازات الضخم في منطقة أغادير، والذي يعدّ أكبر محطة للطاقة الشمسية المركّزة في العالم، والأول من نوعه بالنسبة للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وذلك ضمن مجموعة من مشروعات التطوير في مجمع ورزازات للطاقة الشمسية منذ عام 2013.

ومن المتوقع أن يتحول هذا المجمع إلى حديقة شمسية تنتج 500 ميغاواط، لتضم عدّة محطات تستخدم تقنيات شمسية متنوعة، أمّا المحطة الأولى في هذا المجمع فهي مشروع ورزازات للطاقة الشمسية المركّزة، مع قدرة تخزين عالية.

الأمونيا في المغرب

تواصل الصحيفة الفرنسية إلقاء الضوء على الطاقة المتجددة في المغرب، إذ ترى أن المملكة هي البلد الوحيد في شمال أفريقيا الذي يتوفر لديه خط للإمداد يربطه بالشبكة الأوروبية.

وتأمل الرباط أيضًا بالاستفادة من المكاسب الإضافية في قطاع إنتاج الأسمدة النيتروجينية، “إذ يمكن لهذا البلد الذي يعتمد اليوم على واردات الأمونيا -وهي المادة الخام للأسمدة النيتروجينية- إنتاجها محليًا باستخدام الهيدروجين”.

ففي 26 من يوليو/تموز من هذا العام، أعلن المغرب مشروع “هيفو أمونيا” باستثمارات تصل إلى 850 مليون دولار، بالشراكة بين “فيوجن فيول غرين Plc”، وشركة تكنولوجيا الهيدروجين الخضراء -مقرّها في أيرلندا- ومجموعة المقاولين الموحدة (سي سي سي)، وشركة إنشاءات عالمية، إلى جانب فيتول الرائدة في قطاع تجارة الطاقة والسلع.

ومن شأن هذا المشروع العملاق تصدير 180 ألف طن يوميًا من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2026.

نعمة أم نقمة؟

في خضمّ التصريحات الأوروبية التي تحتفي بأهمية تزويد القارّة بالطاقة الخضراء الموجودة بوفرة في الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وحماسة الحكومة المغربية لتوقيع وتنفيذ المشروعات العملاقة، يبدو الأمر قاتمًا بالنسبة لسكان الجانب المغاربي.

فمن النادر أخذ التكاليف الاجتماعية والبيئية لهذه المشروعات في الحسبان، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية المتعلقة بالاستيلاء على الأراضي وإدارة موارد المياه في البلدان التي تعاني من ضغوط المياه، حسب تقرير الصحيفة.

“في المنطقة المغاربية، يُترجم هذا إلى استعمار أخضر، أكثر من البحث عن انتقال في قطاع الطاقة بحيث تستفيد منه الفئات الأكثر حرمانًا”، حسبما قال الباحث في شؤون الطاقة حمزة حموشين.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك