أبريل 29, 2024

دمشق- حسام قره باش:

لم تكن تخلو أعياد السوريين وسهراتهم ونزهاتهم من أصناف متنوعة من الموالح والمكسرات كرفيق لهم في التسلية وموائد الضيافة، إلى أن غاب هذا التقليد الأسري بعد أن أرخى شبح التضخم بظلاله الثقيلة، فانخفضت القدرة الشرائية للمواطن لمستويات كبيرة، وأصبحت الأسعار جحيماً لا يطاق حرمت المواطن من أشياء كثيرة تتوق نفسه لها.

رئيس الجمعية المختصة: تدني نسبة المبيع إلى ما دون 50٪

رئيس الجمعية الحرفية للمحامص عمر حمود أشار خلال تصريحه لـ”تشرين” إلى وجود تضاؤل كبير في البيع بسبب ارتفاع الأسعار كثيراً عن السنة الماضية بنسب تتجاوز الضعف، وبنسبة تراجع في البيع تفوق 60٪، معللاً ذلك برفع أسعار المواد وملحقاتها والكهرباء والمشتقات النفطية المستعملة في تحميص هذه المواد، إضافة إلى تغير سعر الصرف لكون بعض هذه المواد مستوردة وكذلك ارتفاع أجور العمالة والشحن والنقل والتعبئة والتغليف، عدا أنها مرتفعة من بلد المنشأ والارتفاع عالمي وليس محلياً فقط.

من شعبية إلى نوع من الرفاهية

ولجملة الأسباب السابقة رأى حمود أن حرفة صناعة الموالح لم تعد شعبية بل تحولت إلى نوع من الرفاهية، بعد أن كانت حاضرة يتداولها أغلبية الناس في السهرات والاجتماعات والمناسبات الكبيرة والبسيطة، فأصبحت بسبب أسعارها الباهظة بعيدة عن متناول أيدي الجميع، مؤكداً أن  طلب أغلب المواطنين يقتصر اليوم على الأشياء البسيطة منها وشرائها مثل (بزر دوار الشمس والقضامة الصفراء والبزر الأسود وفستق العبيد بقشرته الخشبية)، بحثاً عن أرخص الأصناف وبما يناسب القدرة الشرائية.

وأضاف حمود: إنتاجنا المحلي (البلدي) يقتصر على (البزر الأسود ودوار الشمس والفستق الحلبي واللوز ولوز المشمش) التي تعد اليوم من أساسيات حرفتنا، إضافة إلى ملحقات دخلت للمحامص كـ«الشيبسات» مختلفة النكهات والأشكال وكل إنتاجنا المحلي لهذه المواد البسيطة، لا يكاد يكفي حاجة المنشآت لأن بقية المواد من (فستق حلبي بأنواعه وكاجو وبزر أبيض وبزر كوسا) كلها نعدها ملحقات غير موجودة عندنا، نقوم باستيرادها من البرازيل والهند التي تزرعها وتصنعَّها، لافتاً إلى أن استيرادها متوقف منذ فترة الأزمة والحصار المفروض على بلدنا لكونها تعد من الرفاهيات، والبحث عن الأولويات والمواد الضرورية ولهذا غير مسلط الضوء عليها، علماً أن مادة الكاجو تم استثناؤها سابقاً واستيرادها مقتصر فقط لمصلحة جمعية صناعة الحلويات أما حالياً فتوقف استيرادها بشكل كامل.

110 آلاف ليرة سعر كيلوغرام البزر الأبيض، وكيلوغرام الكاجو المحمص 220 ألفاً والفستق الحلبي 240 ألفاً ليرة وتشكيلات جاهزة تتراوح من 100 إلى 300 ألف ليرة

وذكر رئيس الجمعية أن أسباباً تراكمية أدت إلى زيادة الأسعار، نافياً أن يكون لدى أصحاب المحامص جشع في البيع أو احتكار البضاعة التي تصنع من قبلهم لأنه ليست لهم مصلحة في ذلك، حيث إنها تتلف خاصة في أوقات الصيف وتتعرض لمشكلات مثل الحشرات والعفونة والرطوبة، ولذلك يلجؤون للبيع بأسعار بسيطة حتى لا يخسروا، عدا وجود عدد كبير من الحرفيين غير مالكين لمحامصهم ومستأجرين لها بإيجارات عالية ما يعد سبباً آخر لارتفاع الأسعار، كما قال.

انخفاض الطلب

حمود أكمل حديثه بأن طلبات المواطن على المكسرات بأنواعها انخفضت كثيراً بعد أن كان سابقاً يختار تشكيلة جيدة من كل نوع كيلو أو نصف كيلو، وأصبح اليوم يقتصر على اختيار تشكيلة بسيطة بأرقام قليلة ويشتري بخمسة أو عشرة آلاف ليرة، ولم يعد يطلب أكثر من ذلك حيث يتراوح سعر أرخص صنف من البزر الأسود البلدي والذي يعادل بزر دوار الشمس حوالي 20 ألف ليرة، في حين يبلغ سعر أغلى صنف  الذي يقال له الإكسترا المشكل حوالي 250 ألف ليرة، ولهذا تراجعت نسب البيع إلى أقل من 50٪، وبالتالي تراجعت الحرفة كثيراً رغم أن الجمعية تشمل تصنيع الموالح والمكسرات والبن والتوابل التي يرتفع سعر الكيلو منها تلقائياً بشكل تصاعدي ومستمر.

وبيَّن أنه لا يمكن حصر الكميات التي تباع لوجود مناطق وأسواق شعبية فيها شرائح مجتمعية متفاوتة، مؤكداً عدم وجود تقديرات رقمية للبيع إنما هناك إحجام من المواطن عن الشراء وتراجع واضح وملحوظ.

ولفت إلى وجود مشكلة لدى الجمعية تؤثر سلباً في الحرفة والأسعار، وهي الذين يعملون بالمهنة من خارج نطاق الجمعية وغير المنتسبين لها، حيث لا تملك الجمعية سلطة عليهم لكون أكثرهم يبيع على البسطات وفي محال غير نظامية، وهؤلاء لديهم أسلوب للتحكم بالسعر أيضاً، عدا  مصدر بضاعتهم المجهول، فهذه أمور تؤذي الحرفي الذي يعمل بشكل صحيح وضمير على حد وصفه.

وقال حمود: تواصلنا بهذا الخصوص عبر عدة منابر لمكافحة هذه الظاهرة ومتابعتها، وحلها يكون من الجهات المعنية كمديريات حماية المستهلك لكون الجمعية أضعف نقطة في حل هذه المشكلة، مطالباً على أقل تقدير بأن يكون هؤلاء الباعة خاضعين لوصاية الجمعية التي لها مؤتمراتها وقراراتها التي تعممها على الجميع.

وفي جولة استطلاعية لـ«تشرين» على بعض أسواق دمشق، تتفاوت الأسعار من منطقة إلى أخرى بحيث تتراوح الأسعار وسطياً بالنسبة لكيلوغرام البزر الأبيض حوالي 110 آلاف ليرة، وكيلوغرام الكاجو المحمص 220 ألف ليرة والفستق الحلبي 240 ألف ليرة، وتشكيلات جاهزة تتراوح من 100 إلى 300 ألف ليرة، حسب مكوناتها وجودتها.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك