أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، عزم بلاده تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني (376 مليون دولار)، بينما وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم مرسوما بفرض عقوبات اقتصادية انتقامية على شخصيات ومؤسسات في الدول الغربية.
وفي كلمة أمام البرلمان الأوكراني، أضاف جونسون أن مساعدات بلاده الجديدة لأوكرانيا ستشمل رادارات لتحديد مواقع قصف المدفعية، وطائرات مسيرة ثقيلة وأجهزة رؤية ليلية، وقال المسؤول البريطاني إن بلاده سترسل خلال الأسابيع المقبلة لأوكرانيا قذائف مضادة للسفن وأنظمة للدفاع الجوي.
وكانت لندن قد قدّمت 450 مليون جنيه إسترليني (563 مليون دولار) من المساعدات العسكرية إلى كييف، وتضمنت آلاف الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات، والمركبات المدرعة التي وعدت بها لعمليات الإجلاء والصواريخ المضادة للسفن، وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات.
عربات مدرعة
وفي السياق نفسه، قالت الحكومة البريطانية اليوم إنها ستتبرع بـ13 عربة مدرعة للمساعدة في إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة في الشرق الأوكراني.
وذكر جونسون في كلمته أمام النواب الأوكرانيين أن بوتين “يواصل حملته البشعة وغير القانونية للسيطرة على الأراضي الأوكرانية، وإن جنوده يرتكبون جرائم حرب”، وأضاف أن الأوكرانيين دمروا الأسطورة التي تقول إن بوتين لا يقهر، مؤكدا أن أوكرانيا ستنتصر وتظل حرة.
من جانب آخر، قال رئيس وزراء بريطانيا إن بلاده لا تسعى لإسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل لقيادة العالم لمساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد ما سماه العدوان الغاشم.
وفي سياق متصل، صرحت سفيرة بريطانيا لدى أوكرانيا ميليندا سيمونز عند وصولها للعاصمة كييف بأنه من الواضح رؤية مدى صعوبة محاولة روسيا الاستيلاء على كييف، ومدى سرعة التركيز على ضرب المدنيين ومهاجمتهم، وأعربت السفيرة عن صدمتها لما شاهدته وهي في طريقها لإعادة فتح سفارة بلادها في العاصمة الأوكرانية.
المستشار الألماني
وفي ألمانيا، قال المستشار أولاف شولتز عقب اجتماع عقده اليوم الثلاثاء مع كل من رئيستي وزراء فنلندا سانان مارين والسويد ماجدالينا أندرسون إنه لا يمكن لأحد التكهن بأن روسيا لن تهاجم دولا أخرى، وعبر شولتز عن دعم بلاده لكل من فنلندا والسويد في حال أبدتا رغبة في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وفي باريس، قالت الرئاسة الفرنسية إن المحادثات بين الرئيس ايمانويل ماكرون ونظيره الروسي انتهت واستغرقت ساعتين و10 دقائق. وأضاف بيان الرئاسة الفرنسية أن الاتصال الهاتفي بين ماكرون وبوتين اليوم هو الأول من نوعه منذ 29 مارس/آذار الماضي. وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن هذا الاتصال جرى بمبادرة من الرئيس الفرنسي.
يذكر أن الإعلان عن هذا الاتصال يأتي بعد إعلان ماكرون عن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا خلال محادثاته الهاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأوردت وكالة رويترز أن بوتين أخبر ماكرون في اتصال اليوم بأن الغرب يمكن أن يساعد في “إنهاء فظائع قوات الأمن الأوكرانية”، مشددا على ضرورة إنهاء الغرب تزويد كييف بالأسلحة.
عقوبات روسية
على جانب آخر، وقّع الرئيس الروسي مرسوما بشأن التدابير الاقتصادية الانتقامية في ما يتعلق بالإجراءات غير الودية لبعض الدول الأجنبية. ويحظر المرسوم الرئاسي الروسي إجراء المعاملات والوفاء بالالتزامات تجاه الأفراد الأجانب والكيانات القانونية الخاضعة لعقوبات انتقامية، وكذلك تصدير المواد الخام والمنتجات من روسيا لصالح الأشخاص الخاضعين لعقوبات في روسيا.
وبموجب المرسوم، أصدر مجلس الوزراء الروسي تعليمات بتحديد قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات انتقامية في غضون 10 أيام.
وبشأن العقوبات أيضا، قالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون إن الاتحاد سيعلن اليوم الثلاثاء عن الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا، وأضافت المفوضة “سأقدم خطة لاستبدال ثلثي إمدادات الغاز الروسي للاتحاد بنهاية العام الجاري”.
وفي وقت سابق، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارة إلى بنما “هناك مصارف روسية أخرى ستخرج من سويفت، وفي قطاع الطاقة نعمل على إعداد مقترحات تتيح الحد من واردات الطاقة من روسيا، ولا سيما النفط”.
وكانت مصادر دبلوماسية أوروبية قالت إن “سبيربنك” -أكبر مصرف في روسيا بحصة سوقية تبلغ 37%- سيتم إقصاؤه من سويفت بموجب حزمة العقوبات الجديدة.
اقرأ ايضاً: أفضل اشتراكات القنوات العربية (عالية الجودة)
