مايو 4, 2024


مضر الزعبي: كلنا شركاء
صعّدت قوات النظام والميليشيات المساندة لها حملتها العسكرية على مدينة داريا في الغوطة الغربية منذ منتصف شهر أيار/مايو الماضي، في محاولة منها للسيطرة على المدينة المحاصرة منذ قرابة الأربع أعوام، وتمكنت القوات المهاجمة من التقدم باتجاه المناطق المحاصرة، وتضيق الخناق على الأهالي، حيث ركزت قوات النظام هجومها على المناطق الزراعية ومصادر المياه في المدينة.
وللحديث عن وضع مدينة داريا، أجرت “كلنا شركاء” مع الناطق باسم لواء شهداء الإسلام في مدينة داريا “تمام أبو الخير” الحوار التالي:
في البداية ماذا عن وضع مدينة داريا بعد حملة قوات النظام والميلشيات المساندة؟
في 27 شباط/فبراير دخلت مدينة داريا في حالة من الهدوء بعد أن تم الإعلان عن بدء العمل باتفاق وقف الأعمال العدائية، واستمر هذا الوضع لمدة سبعين يوماً تقريبا، تخللها عدد كبير من الخروقات من قبل قوات النظام، تسببت بارتقاء عدد من الشهداء وإصابة أخرين.
تلا تلك الفترة انهيار مفاجئ لاتفاق وقف الأعمال العدائية في مدينة داريا، وذلك بتاريخ ١٤ أيار/مايو، بعد أن بدأت قوات النظام والميليشيات المساندة لها حملة عسكرية كبيرة لاتزال مستمرة حتى اليوم، حيث تستهدف هذه الحملة كافة المناطق التي تصلح للزراعة، وتضيق الحصار المستمر على المدينة منذ أربعة سنوات تقريباً، تزامنت هذه الحملة بقصف عنيف بالبراميل المتفجرة استهدفت كافة الأراضي الزراعية والأحياء السكنية في المدينة.
واستخدمت قوات النظام والميليشيات المساندة لها قوة عسكرية كبيرة تضمنت عدداً كبيراً من عناصر المشاة وعدد من الدبابات وكاسحات الألغام المصفحة، كما استخدمت تقنيات جديدة للاستطلاع تستخدم لأول مرة، وبإشراف ضباط وخبراء روس، تمكنت من خلالها قوات النظام البرية والميليشيات المساندة لها مدعومة بالقصف العنيف والعشوائي من المدفعية المتمركزة في محيط المدينة ومنصات إطلاق صواريخ الأرض-أرض والطائرات الحربية والمروحية من التقدم والاستيلاء على عدة نقاط كان الثوار يتمركزون فيها سابقاً، مما أدى إلى خروج كافة الأراضي الزراعية عن الخدمة وخسارتها واحتراق عدد من المحاصيل الاستراتيجية واستهداف أخرى بالقناصات.
وماذا عن خسائر قوات النظام والميلشيات المساندة لها؟
دمّر الثوار في مدينة داريا خلال تلك المواجهات دبابتين بشكل كامل، وأحرقوا ثلاث كاسحات مصفحة للألغام، كما قتلوا ١٥٠ عنصراً تقريباً لقوات النظام، وأسقطوا طائرتي استطلاع، وأعطبوا حوالي عشرة آليات ثقيلة.
وماذا عن معنويات ثوار المدينة؟
رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها أبطال الجيش الحر في المدينة في مواجهة القوة العسكرية وآلة التدمير التي يمتلكها النظام وحلفائه، إلا أنهم لازالوا يبذلون الغالي والرخيص في مواجهة هذه القوة ويكبدونهم خسائر فادحة تحت وابل من القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة.
كيف انعكست انتصارات حلب على ثوار مدينة داريا؟
ما حدث في حلب يعتبر في أسوأ أحواله دفعة معنوية كبيرةً جداً للمحاصرين في المدينة، ينبئ أن هناك أمل يوماً ما أن نرى إخوتنا في درعا على أبواب داريا يطرقونها بطهر دماء شهدائهم، ويختلط عرقهم بطهر تراب هذه الأرض التي اشتاقت لجحافلهم هي وسكانها.
وما هو حال الأهالي داخل المدينة المحاصرة؟
المدنيون في داريا يعانون أوضاعاً صعبةً من الممكن أن تنذر بكارثة إنسانية قريبة في حال استمر الوضع على ما هو عليه، فلا مساعدات دخلت ولا أراض زراعية بقيت دون أن يحرق النظام محاصيلها ويهجر أهلها.
لماذا تطالب بعض الأطراف الدولية بهدنة بحلب وتتجاهل داريا المحاصرة؟
بالنسبة لمطالبة أطراف دولية بهدنه تخص حلب وتستثني داريا، فالجميع يعلم أن النظام العالمي يتعامل بمنطق القوة ولا يفهم إلا لغتها، فلم يطالبوا بهدنة حلب إلا لأنهم استشعروا خطر سقوطها الوشيك بيد قوات الجيش الحر، وهو ما تخشاه روسيا والدول التي تدعم النظام، أما الوضع في داريا فهو يقتصر على الدفاع، لأن الجميع يعلم عن ضعف الإمكانيات المتوافرة لدينا، وهذا هو سبب تجاهل الدول للمدينة أو استثنائها من الحلول المطروحة حاليا.
اقرأ:
من داريا إلى ريو… هذه قصة البطلة الأولمبية يسرى مارديني



المصدر: الناطق باسم لواء شهداء الإسلام لـ (كلنا شركاء): 150 قتيلاً للنظام خلال حملته الأخيرة على داريا

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك