أبريل 29, 2024

محمد كساح: كلنا شركاء
بعيداً عن كل التوجهات والنقاشات التي تدور داخل المطابخ السياسية، يقودنا المقدم “عمار عيسى” الناطق العسكري باسم المجلس العسكري لدمشق وريفها، نحو منعطفات العمل العسكري في الغوطة الشرقية متحدثاً حول الوضع الراهن وما ينبغي عمله وتجهيزه للمستقبل على صعيد الحرب المستعرة منذ نهاية عام 2011 مع النظام في الغوطة الشرقية.
يقول “عيسى” خلال لقاءٍ مع (كلنا شركاء) إن أساس العمل العسكري في الغوطة هو الدفاع. لافتا إلى أهمية الأعمال الهجومية في بعض الأحيان تبعا للموقف المحتمل على الأرض. وطالب “عيسى” بتنسيق الجهود في جميع مناطق المعارضة في سوريا ضمن غرفة عمليات مركزية تضم كافة الخبرات، وقال إن “هذا ما يعمل عليه المجلس العسكري في الوقت الحالي”.
ويذكر أن المجلس العسكري لدمشق وريفها أعلن عنه في 30 آذار/مارس من عام 2015 حيث انضم مباشرة للقيادة الموحدة التي كانت تقود عمليات الثوار في ذلك الوقت.
وفيما يلي نصّ الحوار الكامل مع المقدم عمار العيسى:
اسمح لنا أن أبدأ معك بهذه النقطة … عند تشكيل المجلس العسكري في بداية 2015 قال القائد الراحل لجيش الإسلام “زهران علوش” إن الأوان قد حان للاستعانة بالضباط المنشقين، هل لمستم تحقق هذا الأمر فعليا؟ 
نعم استطاع الشهيد زهران علوش تحقيق ذلك على مستوى جيش الإسلام ونأمل من باقي الفصائل أن تقوم بنفس هذا الأمر
 بقية الفصائل متباينة في الاعتماد على الخبرات المتوفرة من الضباط لكن في نهاية المطاف لابد من اللجوء إلى العمل العسكري المنضبط والمنظم مع الاستفادة من الخبرات المكتسبة لدى المقاتلين خلال السنوات الست السابقة من عمر الثورة.
كيف تقيّم الوضع العسكري في غوطة دمشق بشكل عام؟
ميزان القوى في الغوطة الشرقية شبه متوازن فالنظام وأعوانه يمتلكون السلاح النوعي والطيران بالإضافة للاستعانة بالميلشيات الرافضية، أما المجاهدون فيتمتعون بالإيمان بالله والعزيمة الصلبة والعتاد المتوفر ما جعلهم يصمدون في المعركة، حسب رؤيتنا فإن الزمن لصالحنا في حال اعتمدنا أساليب العمليات الناجحة في الإعداد وخوض الأعمال القتالية وفقا للظروف الراهنة.
ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم على جبهات المدينة وكيف تتمكنون من التغلب عليها سواءً في السلاح أو العتاد أو خطوط الإمداد؟
كلّ عملٍ عسكريّ يتطلب جهداً وبذلاً للدماء وعند تحقيق الإنجاز يكون النصر، فبالإعداد الجيد والتخطيط وتحديد الهدف ودعم إرادة القتال تتلاشى كل الصعوبات ويمكن التغلب على التفوق النوعي بالسلاح لدى الطرف الآخر بالتفوق النوعي للمقاتلين عندنا.
بالنسبة للخطط العسكرية فهي متباينة وفقا لاتجاه الهجوم وللموقف العام والتبدلات الطارئة على أرض المعركة.
ما هي أبرز الجبهات المشتعلة في الغوطة، وهل ترتاحون لنوعية الأعمال العسكرية التي تقوم بها الفصائل المقاتلة لردع النظام أم لديكم آراء أخرى كخبراء؟
لا يمكن تقسيم قطاعات الغوطة إلى جبهات لأنه من الجهة المقابلة لدينا عدو واحد يحاصر الغوطة عسكريا وبشكل دائري ويقوم بنقل اتجاهات هجومه وفقاً للموقف المتشكل بما يخدم الفكرة العسكرية والحرب النفسية، ويحاول العدو استثمار نجاحاته في حال وجودها على المحاور لذلك لابد من تنظيم التعاون بين الفصائل المدافعة عن الغوطة واستخدام المناورة لصد أي هجوم على أي محور دون أن تتأثر بقية القطاعات.
هل ينحصر العمل العسكري في الغوطة الشرقية على الدفاع فقط أم تتخلله أعمال هجومية؟
نعلم أن أساس العمل العسكري في الغوطة هو الدفاع، طبعا مع التحضير الدائم للهجوم المعاكس والمباغت، وهذا يتطلب صمودا في الدفاع مع التنبؤ بنوايا العدو والتخطيط والجيد للأعمال الهجومية على كافة المحاور التي نراها مناسبة.
بم تنصح غرف العمليات العاملة في الغوطة لتجنب الضغط على الغوطة أو رضوخها لمطالب النظام؟
المهمة الأساسية للقيادة الميدانية هي الإشراف وقيادة الأعمال القتالية حصرا ولا نهتم ولا نفكر بما يحصل في الكواليس السياسية ويجب أن نبعد أذهان المقاتلين عن الخدع التي يقوم بها العدو من حرب نفسية وتوجيههم نحو الصمود ومجابهة العدو في الميدان فقط وعدم الالتفات لأي إشاعة أو أخبار مغرضة يمكن أن تؤثر على إرادة القتال لديهم
 
كناطق باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها، ما الذي تطلبه من الفصائل العاملة في الجنوب والشمال السوري؟
المطلوب الآن في الحد الأدنى هو تنسيق الجهود وإشغال النظام وإنهاكه على كافة الجبهات بوقت واحد وبطرق وأساليب مختلفة، يمكن أن يتم هذا الأمر عبر مقر عمليات مركزي يقوده ضباط أكفاء لهم خبرتهم الكافية في تنسيق هذه الجهود العسكرية.
يقولون إنكم الممثل الوحيد عن المنشقين في الغوطة الشرقية، هل هذا صحيح أم يوجد منشقون داخل أجسام أخرى؟
القول شيء والفعل شيء آخر والواقع والنتائج على الأرض تدل على أن المجلس العسكري في دمشق وريفها هو الممثل الوحيد للضباط المنشقين في المنطقة وإنجازاته تدل على ذلك. المجلس يضم الضباط التابعين للفصائل والضباط المستقلين وأولئك الذين يعملون تحت إمرة المجلس العسكري. أما الأصوات النشاز والمنفردة فهي طبيعية لكن ليس لها أي تأثير على أرض الواقع، نحن على كل حال نعمل بمضمون الآية الكريمة “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
ماذا تنصح ثوار برزة والقابون لتجنب تكرار سيناريو داريا والمعضمية؟
من الناحية العسكرية الدفاع والصمود المحكم مع التنظيم السليم لبعض الأعمال الهجومية إضافة للتركيز على الروح المعنوية العالية. ومن الأمور المهمة محاولة التنبؤ بنوايا العدو الهجومية والاتجاهات المحتملة والمناورة على الاتجاهات الأكثر خطورة لإيقاع أكبر الخسائر في صفوف العدو بالإضافة الى الحساب الدقيق لاحتياط الذخائر.
أخيراً … بعد التسويات الأخيرة في العديد من المناطق، هل ستنتهي الثورة في دمشق وريفها؟
لن تنتهي ثورة شعبٍ إلا بنهاية الطاغية فقوة هذه الثورة تنبع من أنها خرجت من صفوف الشعب والحقيقة أن القوة الكامنة في الغوطة الشرقية كفيلة بتغيير ميزان القوى لصالح الثورة في سورية عامة وهذا ما نعمل عليه كمجلس عسكري، نحن نعي أن مهمتنا هي توجيه الدفة العسكرية نحو بوصلة النصر ولا نلتفت للألاعيب السياسية والمصالحات المذلة ولا نشك في قدرة الثوار على تحقيق النصر ولو تكالبت علينا قوى الشر، النصر قادم بإذن الله على الرغم من العثرات التي تعرضنا لها في الفترات الماضية.
المصدر: الناطق باسم المجلس العسكري لـ (كلنا شركاء): القوة الكامنة في غوطة دمشق كفيلة بقلب الموازين

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك