مايو 7, 2024

كثفت روسيا -اليوم الأربعاء- عملياتها العسكرية في أنحاء مختلفة من أوكرانيا. وفي وقت اختلفت فيه مواقف الدول الأوروبية بشأن حظر استيراد النفط من روسيا، أعلنت واشنطن أن شحنات الأسلحة التي ترسلها لكييف تصل إلى وجهتها وتحدث تغييرا كبيرا في الميدان.

وقد شنت القوات الروسية هجوما بالدبابات والمشاة على مجمع آزوفستال لصناعة الصلب، آخر جيب يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول (جنوبي شرقي أوكرانيا).

وقال عمدة ماريوبول فاديم بويتشينكو -اليوم الأربعاء- إن قتالا عنيفا يدور في مجمع آزوفستال، وأضاف أن الاتصالات انقطعت مع المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين بالمجمع.

في المقابل، نفى الكرملين اقتحام القوات الروسية المجمّع، غير أن قوات دونيتسك الانفصالية المدعومة من موسكو نشرت صورا لقصفها آزوفستال بالدبابات وراجمات الصواريخ.

وكانت القوات الروسية أعلنت -أمس الثلاثاء- أن طائراتها ومدفعيتها بدأت الهجوم على آزوفستال بتدمير مواقع إطلاق النار، وذلك بعد أسابيع من الحصار والقصف المكثف.

ويشن الجيش الروسي هذه العلميات بمساعدة من قوات ما تسمى “جمهورية دونيتسك الشعبية” وهي المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الأربعاء- أن ماريوبول تخضع لسيطرة القوات الروسية، وأن من تبقى من المسلحين الأوكرانيين في آزوفستال “محاصرون تماما”.

ولا تزال القوات الروسية تركز هجماتها شرقي أوكرانيا حول منطقتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس بعد أن أوقفت هجومها على العاصمة كييف نهاية مارس/آذار الماضي.

كتائب وغارات

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث استخباراتي نشرته عبر تويتر اليوم الأربعاء، إن روسيا نشرت 22 كتيبة تكتيكية قرب بلدة إيزيوم، في مسعى للتقدم على طول المحور الشمالي لدونباس.

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية تنوي -على الأرجح- التقدم إلى ما بعد إيزيوم، والاستيلاء على كراماتورسك وسيفيرودونيتسك.

ونقلت مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن روسيا تشن 50 غارة يوميا، يستهدف معظمها القوات الأوكرانية بدونباس وماريوبول.

وأطلقت روسيا صواريخ على أهداف عديدة في أنحاء مختلفة حتى لفيف (قرب الحدود البولندية) ومنطقة ترانسدنيستريا الجبلية (قرب المجر) التي كانت حتى الآن في منأى عن الحرب.

وقالت رئاسة الأركان الأوكرانية -صباح اليوم الأربعاء في تدوينة على فيسبوك- إن الجيش الروسي يواصل هجومه شرقي أوكرانيا “للسيطرة بشكل تام على منطقتي دونيتسك ولوغانسك والحفاظ على ممر بري مع شبه جزيرة القرم المحتلة”.

وجاء في البيان “من أجل تدمير منشآت النقل في أوكرانيا أطلق العدو صواريخ على بنى تحتية في مناطق دنيبروبتروفسك وكيروفوغراد ولفيف وفينيتسا وكييف وترانسدنيستريا وأوديسا ودونيتسك”.

أسلحة أميركية

من جانبه، قال مسؤول رفيع في البنتاغون إن بلاده لم تر أي مؤشرات على عرقلة أو استهداف المساعدات الأجنبية التي وجهت إلى أوكرانيا.

وأضاف أن أكثر من 90% من مدافع “هاوتزر” (howitzer) المخصصة لأوكرانيا وصلت إليها مع ذخيرتها.

وقال إن “جميع الأوكرانيين الذين دربناهم في ألمانيا عادوا إلى ساحة القتال في أوكرانيا”، وإنهم مستعدون لتوسيع عمليات تدريب القوات الأوكرانية، وفقا للحاجة.

ومن جانبه، تباهي وزير الدفاع الأميركي بالدعم الذي تقدمه بلاده لكييف، قائلا “يمكن للعالم بأسره أن يرى الفرق في ساحة المعركة بعد الدعم السريع الذي قدمناه لأوكرانيا”.

أعداد القتلى

وأعلنت الأمم المتحدة -اليوم الأربعاء- أن 3238 مدنيا قتلوا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من شهرين.

وأكدت البعثة الأممية لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، في بيان، “مقتل 3238 مدنيا، وإصابة 3397 آخرين في أوكرانيا، منذ بدء الهجوم الروسي على البلاد في 24 فبراير/شباط الماضي”.

وأضافت أن “معظم الخسائر المدنية المسجلة نتجت عن استخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق، بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، والغارات الصاروخية والجوية”.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها تعتقد أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير، حيث “تأخر تلقي المعلومات من بعض المواقع التي دارت فيها أعمال قتالية مكثفة”.

مرتزقة إسرائيليون

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الروسية -اليوم الأربعاء- أن “مرتزقة إسرائيليين يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب كتيبة آزوف التي تصفها موسكو بأنها ’نازية‘”، وكانت تصريحات روسية رسمية تحدثت عن أن دم هتلر كان “يهوديًا” أثارت جدلا عنيفًا.

وكتيبة آزوف الأوكرانية -التي شكلها عام 2014 نشطاء من اليمين المتطرف قبل دمجها في القوات النظامية- أثبتت نفسها أشرس خصم للقوات الروسية التي تشن هجومًا عسكريًا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن مرتزقة من إسرائيل يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف في أوكرانيا.

وأضافت زاخاروفا -في تصريح لإذاعة سبوتنيك- أن السياسيين الإسرائيليين قاموا بتضخيم الحملة الإعلامية ضد بلادها في الآونة الأخيرة، واستبعدت أن تجهل إسرائيل وجود مرتزقة لها يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف الأوكرانية، مؤكدة أنها شاهدت صورا وتسجيلات مصورة توثق وجودهم.

النفط يفرّق أوروبا

وحول فرض المزيد من العقوبات على موسكو، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين -اليوم الأربعاء- إن الولايات المتحدة في محادثات مستمرة مع شركائها بشأن مزيد من العقوبات ضد روسيا وقد تتخذ “إجراءات إضافية” للضغط على موسكو لوقف حربها في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن -اليوم الأربعاء- إنه سيناقش عقوبات “إضافية” محتملة ضد روسيا هذا الأسبوع مع دول مجموعة السبع.

لكن دول أوروبا اختلفت فيما بينها بشأن مقترح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فرض حظر تدريجي على النفط الخام الروسي خلال 6 أشهر، والمنتجات المكررة حتى نهاية 2022.

وأعلنت سلوفاكيا -اليوم الأربعاء- موافقتها على أي قرار أوروبي من شأنه حظر واردات النفط الروسي، شرط منحها فترة انتقالية لتطبيقه، في حين عارضت ذلك المجر، وأبدت ألمانيا مخاوفها.

وطلبت سلوفاكيا فترة انتقالية مدتها 3 سنوات لتفعيل الحظر الأوروبي على النفط الروسي.

وقالت الحكومة المجرية إن مقترح المفوضية الأوروبية لحظر النفط الروسي تدريجيا لا يقدم أي ضمانات لأمن الطاقة المجري.

وقال وزير الخارجية بيتر سيارتو -في رسالة بالفيديو على فيسبوك- إن المقترح “لا يمكن دعمه بشكله الحالي، وبكل مسؤولية لا يمكننا التصويت لصالحه”.

وأوضح المكتب الإعلامي للحكومة أنه “بناء على المقترحات الحالية، لا نرى خطة توضح كيفية النجاح في إنجاز فترة انتقالية، ولا ما قد يعطي ضمانات لأمن الطاقة المجري”.

وبهذه الخطوة، أحبطت المجر إرادة الاتحاد الأوروبي بحظر واردات النفط الروسي وفرض عقوبات جديدة على موسكو.

وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت فرض حظر تدريجي على النفط ومشتقات النفط الروسية ردا على الحرب في أوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -اليوم الأربعاء- في ستراسبورغ “سنتخلى تدريجيا عن شحنات النفط الخام الروسي في غضون 6 أشهر، والمنتجات المكررة بنهاية العام”، موضحة أن الحظر سيتم تنفيذه بطريقة تسمح بإيجاد شبكات إمداد أخرى، في وقت يمثل فيه النفط الروسي نحو ربع واردات الاتحاد الأوروبي من الذهب الأسود.

وفقًا لعدد من المسؤولين والدبلوماسيين الأوروبيين، ينص المشروع على إعفاء المجر وسلوفاكيا، وهما دولتان غير ساحليتين تعتمدان كليًا على شحنات تسلم عبر خط أنابيب “دروجبا”، وستتمكنان من مواصلة عمليات الشراء من روسيا عام 2023.

وقد أعلنت بريطانيا حزمة جديدة من العقوبات -اليوم الأربعاء- تشمل فرض حظر على تزويد روسيا خدمات مثل المحاسبة والاستشارات، فضلا عن تجميد أصول وحظر دخول أراضيها، وتستهدف خصوصا مراسلي الحرب الروس الذين يرافقون قوات الكرملين.

اقرأ ايضاً: أفضل اشتراكات القنوات العربية (عالية الجودة)

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك