أبريل 27, 2024


رسول طوصون  – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ أن بدأت مقاومة الشعب السوري ضد النظام الدكتاتوري، أعلن التحالف الدولي المعروف باسم أصدقاء سوريا وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية فقدان نظام الأسد شرعيته.
وبالطبع تحول هذا النظام إلى تنظيم إرهابي يقصف مدنه، وقتل قرابة 600 ألف مواطن، وهجّر الملايين من اللاجئين والفارين دون الحديث عن شرعية قيادة كهذه.
حتى أن خطورته تجاوزت خطورة تنظيم داعش!
بالإضافة إلى محاولة كل من روسيا وإيران المسماة للأسف بالجمهورية الإسلامية مساندة هذا التنظيم الإرهابي بهدف حماية مصالحها في المنطقة وتحقيق طموحاتها السياسية المنشودة.  
وبالمقابل عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى حماية نظام الأسد ومساندة تنظيمات إرهابية أخرى (حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الكردية) تحت مسمى إعطاء الأولوية لمحاربة داعش التي تعد نتاج سياساتها الخاصة.
كما شرعت هذه السياسة المعقدة للولايات المتحدة الأمريكية في القيام بحملة دعم لعملية درع الفرات واستنكار كامل للموقف في دير الزور. بالإضافة إلى إظهار مهمة التحالف الذي تولت الولايات المتحدة قيادته في المنطقة بمظهر الحامي لنظام الأسد الذي يعد التنظيم الإرهابي الأكبر تحت ذريعة محاربة داعش. 
أما العالم الغربي فقد سعى إلى تأمين حالة من الاستقرار في سوريا بهدف إيقاف تدفق موجات اللاجئين التي أصبحت تشكل هاجسًا مرعبًا بالنسبة إليه.
أي أن النظام السوري هو عنوان الفوضى في سوريا. علاوة على انشغال الغرب بمحاربة ما يسمى بتنظيم داعش بالتعاون مع نظام الأسد، وليس إقامة دولة سورية تشكل وطنًا مستقرًا بدلًا من هذا النظام!   
وبالتالي محاربة الإسلام بشكل لا شعوري تحت مسمى حماية نظام الأسد!
وبخاصة مع امتلاك الولايات المتحدة الأمريكية سجلًا حافلًا في القصف عن طريق الخطأ. حيث اشتهرت بترديدها عبارة “اعتذر كان خطأً” عقب قصفها المدنيين في أفغانستان وباكستان والعراق وقتلها العشرات منهم.
وفي هذه المرة أقدمت الولايات المتحدة على ضرب قوات تابعة لنظام الأسد في دير الزور مما أدى إلى مقتل 82 عنصرًا من العناصر الموالية له.  
وبالرغم من اعتبار ذلك عملًا صائبًا، غير أنها سرعان ما اعتذرت عنه.
ولكن ممن اعتذرت؟
من نظام الأسد القاتل!
وبناء عليه اتضح لها الآن السبب وراء احتجاج عناصر الجيش السوري الحر على القوات الأمريكية الراغبة بالمشاركة في عملية درع الفرات وطردهم فيما بعد. 
وذلك نتيجة الحماية الأمريكية والغربية الرسمية والفعلية لنظام الأسد.
لأن حماية نظام الأسد تعني بالضرورة حماية الإرهابيين والمجرمين!
وتعد تركيا الدولة الوحيدة التي أكدت ذلك!
مما أدى إلى جعلها العائق الأكبر أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالرغم من حديث الولايات المتحدة الأمريكية عن وجود شراكة استراتيجية مع حلفائها، وكذلك حالة الشراكة النموذجية التي بدأت في عهد الرئيس أوباما!
ولكنها عمدت إلى مساندة عناصر حزب الاتحاد الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية التي سبق ووصفناها بالتنظيمات الإرهابية، وإيواء من تولى قيادة المحاولة الانقلابية الأكثر دموية في تاريخنا، علاوة على مشاركة سفيرها في أنقرة بكل سيناريو يهدف إلى إلحاق الأذى بتركيا.
بالله عليكم ما هذه الشراكة النموذجية؟!
وبحسب تعبير البرفيسور تانر أراباجي: “إن للولايات المتحدة الأمريكية شريكان استراتيجيان، هما إسرائيل وبريطانيا. وربما تضاف كندا إليهم أيضًا. أما بقية الدول يمكن تقييم موقعها بمرور الزمن، وعندما تحين الفرصة ستعمل على توريطها”.
ومما لا شك فيه أننا نعد حلفاء مع الولايات المتحدة على المستوى الدبلوماسي، كما أصبح لدينا شراكة استراتيجية نموذجية معها!
وبالرغم من تأكيد وزير خارجيتنا على وجود مشاكل مع الولايات المتحدة ولكن الحقيقة هي أنها تحولت إلى سبب للمشاكل لنا وللعالم.
في غضون ذلك توجه رئيس الجمهورية إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة! 


المصدر: الاعتذار من نظام الأسد

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك