مايو 1, 2024

حمص- إسماعيل عبد الحي:

على مساحة 82 دونماً و128 عاملاً، كان يمكن لشركة إسمنت الرستن أن تربح ملياراً لو أنها زرعت شعيراً، ومنذ تحريرها قبل ست سنوات لا تزال تعمل بالحدود الدنيا لأسباب تتعلق بتوريد مدخلات الإنتاج، وأهمها مادة الكلينكر، وسبق لإدارتها أن تعاقدت مع الشركة السورية لصناعة الإسمنت ومواد البناء في حماة لاستجرارها بمعدل ثمانية آلاف طن شهرياً وما حصل هو توريد القليل فقط، ما ضيّع على العمال، حسب رأي الإدارة، الحوافز الإنتاجية، والشركة الهرمة نسبياً أقلعت خلال النصف الثاني من عام ٢٠١٨ بعد إجراء الصيانات اللازمة وبعد سنوات من التوقف بسبب ظروف الحرب في الريف الشمالي لمحافظة حمص.
وحسب مدير عام شركة إسمنت الرستن المهندس أحمد بيرقدار، أنه تم إيقاف الفرن الدوار وتوابعه لأنه يعمل بالطريقة الرطبة، ما يستهلك كمية فيول كبيرة مقارنة مع الطريقة الجافة نظراً لارتفاع سعر مادة الفيول، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع تكلفة سعر المنتج.
المعمل اليوم متوقف عن العمل لأسباب تتعلق بعدم توريد مادة الكلينكر وجل ما يقوم به العاملون هناك هو إجراء صيانات على الآلات ريثما يتم التوريد وتدور عجلة الإنتاج من جديد، ولدى الشركة ثلاث مطاحن، الأولى وهي مطحنة إسمنت وتعمل بطاقة ٢٠ طناً في الساعة وتتم التعبئة والبيع لـ”عمران”، أما مطحنتا المواد الأولية فهما متوقفتان عن العمل بسبب توقف الفرن الدوار، وسبق أن قامت شركة الرستن بمخاطبة المؤسسة العامة للإسمنت لإجراء تعديل على إحدى المطحنتين لتحويلها إلى مطحنة إسمنت، وهذا له منعكس على العملية الإنتاجية ويحقق ريعية مناسبة. ولوجود كميات من الفيول مخزنة في الشركة قامت “إسمنت الرستن” ببيعها إلى شركة إسمنت حماة بناء على توجيهات وزير الصناعة واليوم نتيجة الحصار الجائر على بلدنا، يقوم العاملون في شركة إسمنت الرستن وبجهودهم بتصنيع مساند محاور حركة للمطاحن وصيانة كاملة لمضخة الإسمنت وتبديل غرفة توزيع الهواء و”الفالات” وغرفة تجميع الإسمنت والقميص الطويل والحلزون والرولمانات والمساند، إضافة إلى تبديل بلايط المدخل في مطحنة الإسمنت وتبديل التالف منها في الغرفة الأولى مع إصلاح عطل كهربائي ٦ ك ف في قسم المحطة الكهربائية وتركيب حساسات الحرارة في علبة سرعة المطحنة رقم ٢ وتركيب قفل كهربائي للتشغيل وصيانات طارئة لآلة التعبئة.
ونوه بيرقدار  بأن صناعة الإسمنت لا تزال خاسرة حتى الآن وأن الطن الواحد من الإسمنت المعبأ يخسر 300 ألف ليرة تقريباً نظراً لارتفاع سعر المازوت وتكاليف نقل الكلينكر، مبيناً أن كيس الإسمنت الفارغ أصبح سعره خمسة آلاف ليرة، ومع وجود خبرات لا يستهان بها في هذه الصناعة إلا أنه ما باليد حيلة .
يذكر أن أرباح الشركة للعام الفائت بلغت 600 مليون ليرة وفي تموز الماضي كان الميزان التجاري خاسراً.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك