أبريل 29, 2024

مضر الزعبي: كلنا شركاء
(طفل الهبيط)، صورة جديدة تضاف إلى ألبوم يوميات المأساة السورية، لم تكن الأولى وعلى الأرجح لن تكون الأخيرة في ظل “الهلوكوست السوري”. سيتعاطف الإعلام وستبث كل المحطات صور (عبد الباسط)، كما فعلت مع “إيلان” و”عمران”، وبعد أيام سترسل الصور إلى الأرشيف، وكأن شيئاً لم يكن، سيتباكون على أطفال سوريا الذين لم يعودا يبكون.
(شيلني يا بابا… يا بابا شيلني)، كلمات صرخ بها الطفل (عبد الباسط طعان الصطوف) أبكت السوريين، ولكنها لم تبكِ ذلك الطفل.
نزح “عبد الباسط” مع عائلته من “زور الحيصة” في ريف حماة، إلى بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، ظاناً أنه وجد منزلاً جديداً ربما يكون أكثر أمناً من القديم، لكن، ولأنه لا مكان آمن في بلدي، استهدفت طائرات النظام المروحية منزله الجدي ظهر أمس بالبراميل المتفجرة، ليتهدم منزله، فاستشهدت والدته وشقيقته وابنة شقيقته على الفور، وأصيب والده، وبترت ساق شقيقته الثانية. أما هو فقد شاهده كل العالم وهو يجر ما تبقى من ساقيه ويصيح بكلمات هزّت جثة “إنسانية” ماتت مع أول شهيد سقط في سوريا (بابا شيلني,,,!).
وقبل أشهر كانت صور الطفل (عمران) الصادمة، وعلى الرغم من قساوة تلك الصور لكن أكثر ما يثير الاهتمام فيها هو أن الدموع جفت في مقل أطفال سوريا، لم يبكِ عمران كما يبكِ عبد الباسط.
وعلى هذه الأرض وهذا الكوكب العفن، ما يميز الأطفال هو بكاؤهم، فإن فرحوا يبكون، وإن حزنوا يبكون، وإن أرادوا شيئاً يبكون، إلا أطفال سوريا، حتى جراحهم لم تعد تبكيهم، فأي كارثة هذه، وأي مصيبة، وأي قهر هذا، وهل على هذه الأرض ما يستحق الحياة بعد أن فقد الأطفال في سوريا دموعهم.
ست سنوات من القتل اليومي كانت كفيلة في إفقاد أطفال سوريا دموعهم، وسلبهم طفولتهم، ست سنوات كانت كفيلة بتعرية العالم أمام أطفال سوريا، وكأن لسان حالهم يقول لهيئات ومنظمات وجمعيات الأمم “وفروا دموع التماسيح، فلسنا بحاجتها، وسيبقى القهر هو قهرنا وحدنا، صار بوسعكم الآن رفع رايات النصر، فأطفالنا لم يعد لديهم دموع، وجراحهم لم تعد تبكيهم، فليشرب هذا العالم نخب أطفال سوريا”.




المصدر: (يا بابا شيلني)… فلترفع رايات النصر فلم يعد لأطفال سوريا دموع

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك