أبريل 24, 2024

محمد كساح: كلنا شركاء
لا يزال 20 مصاباً بقصور كلوي في بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق ينتظرون العلاج المناسب، في ظل وضع مأساوي يعاني منه المستشفى الميداني في البلدة، وسط فقدان معظم الأدوية.
حاصرت قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب اللبناني بلدة مضايا في حزيران/يوليو من عام 2015، ونشرت قوات حزب الله حواجز على منافذ البلدة إضافة للأسلاك الشائكة وآلاف الألغام الفردية، ما منع الدخول والخروج من البلدة بشكل تام.
ويعتبر الشاب “علي غصن” أول حالة سجلت في بلدة مضايا المحاصرة للإصابة بالقصور الكلوي. وقال الطبيب “محمد درويش” من مستشفى مضايا الميداني، والذي أشرف على المصاب، إن “غصن” تعرض لارتفاع كبير في ضغط الدم منذ ستة أشهر تقريباً، وبعد التحليل تبين أن معه قصور كلوي، حيث بدأت رحلة العلاج المتواضعة مثل الحمية ومدرات البول وخافضات الحرارة.
ومع أن أطباء المستشفى طالبوا باستمرار بخروجه من البلدة لكن مناشداتهم لم تلق آذنا صاغية، في حين كانت حالة “غصن” تسوء يوماً بعد يوم، حتى توفي في نهاية المطاف، منذ عشرة أيام.
وأدى الحصار إلى ظروف مأساوية، حيث يعاني 40 ألف نسمة من سوء التغذية وانعدام فرص العلاج في ظل ندرة الأدوية الضرورية للمرضى.
وقال “درويش” في تصريح خص به “كلنا شركاء”، إن قرابة 20 حالة قصور كلوي لا تزال تنتظر العلاج المناسب، ومع أن جميع هذه الحالات تعتبر أخف من حالة “علي غصن”، ولا تزال تحت السيطرة، إلا أن الوضع السيء للمستشفى قد يؤدي إلى نتائج كارثية، على حد قول الطبيب “درويش”.
ولا يعتبر “غصن” الذي وافته المنية بسبب ندرة العلاج وضعف إمكانيات المستشفى، الحالة الوحيدة التي توفيت، حيث أكد “درويش” أن هناك حالتا وفاة حدثتا خلال الأسابيع الماضية، مشيراً إلى أن سبب الوفاة هو عدم تلقي مرضى القصور الكلوي علاجاً مناسبا، وأن حالاتهم كانت متطورة عن باقي الحالات، ما أدى لوفاتهم.
وقال “درويش”: “لدينا قرابة 20 حالة قصور كلوي في مضايا. لا نزال نساعدهم على قدر الإمكان من خلال الحميات والمدرات وخافضات الحرارة”.
ومنذ تسجيل أول حالة قصور كلوي، طالب نشطاء وأطباء البلدة الأمم المتحدة وجميع المنظمات العاملة على الأرض السورية بالضغط على الموفد الإيراني الذي يعتبر طرفاً في اتفاق المدن الأربعة (الزبداني ومضايا مقابل كفريا والفوعة)، لإدخال جهاز غسيل الكلى إلى بلدة مضايا، وذلك من أجل إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أجل البقاء.
ويؤدي فشل الكلى في أداء وظائفها إلى إصابة المريض بالقصور الكلوي، حيث يصاب باختلال عام، وفي حال لم يخضع لجلسات غسيل كلى منتظمة سيخسر المريض حياته.
حتى (السيتامول) مفقود
ويعتبر الوضع في المستشفى الميداني لمضايا سيئاً للغاية، خاصةً وأن الأدوية لم تدخل عن طريق الأمم المتحدة منذ 4 أشهر إلى البلدة، مع شدة احتياج المستشفى للأدوية بسبب تزايد أعداد الجرحى في ظل القصف اليومي على البلدة.
وقال “درويش” إن “الأدوية المفقودة أكثر من أن تحصى”. وتابع قائلا “على مستوى المسكنات مثلاً لا يوجد لدينا سيتامول. أيضا نضطر لإعطاء المرضى الكبار شراب البروفين الذي كان يعطى للصغار. أدوية الالتهاب وأدوية الضغط مفقودة. المميعات وأدوية الأمراض المزمنة كذلك الأمر. للأسف الأدوية المتبقية هي أدوية الالتهاب البسيطة، ونحاول على قدر الإمكان استخدامها كبدائل”.
وأضاف “نحن في المستشفى ثلاثة أطباء، طبيب بيطري متخرج، وطبيبا أسنان ليسا متخرجين، إضافة لبعض الشباب غير المختصين يساعدوننا كممرضين”.
وفي نهاية عام 2016 أوقف “درويش” وزملاؤه عمل المستشفى بسبب ضعف الإمكانيات ورفض إخراج المصابين والمرضى من مضايا. لكن سرعان ما عاد الجميع للعمل ضمن إمكانيات بسيطة للغاية، وعلق درويش قائلا “استأنفنا عمل المستشفى بسبب الاحتياجات الضرورية للأهالي”.



المصدر: 20 حالة قصورٍ كلويٍ في (مضايا) تنتظر العلاج ومستشفاها خالٍ من الأدوية

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك