أبريل 25, 2024

كلنا شركاء: محمد المذحجي- القدس العربي

كتبت موقع مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية أن الصدمة قد اقتربت بالنسبة لإخراج إيران من سوريا، واستند بمثل شهير روسي يقول «إن لم تكن طرفاً على الطاولة ستكون فوقها»، بالإشارة إلى استخواذ الأطراف الأخرى على مصالح طهران في سوريا.

وأشار موقع «الدبلوماسية الإيرانية» إلى الاجتماع الثلاثي في أنطاليا الذي جمع رؤساء أركان الجيوش التركية والروسية والأمريكية، وصمت طهران الملفت، وأكد أن هذا الاجتماع دليل آخر على تهميش الدور الإيراني في الملف السوري والتمهيد لحذف طهران من هذه الساحة.

ولفت النظر إلى المثل الروسي الشهير، قائلاً «إيران لم تكن إطلاقاً على طاولة أنطاليا، ونأمل أنها لم تكن فوق تلك الطاولة».

وأوضح أن الظن بأن روسيا تحافظ على مصالح إيران على طاولة أنطاليا غير مقنع وغير مقبول، وأنه ينبغي تفسير استعادة النظام السوري للمناطق الشرقية في مدينة حلب من خلال دور محوري روسي وقبول الولايات المتحدة الأمريكية بذلك، بأنه أدى إلى تقليص دور إيران في سوريا.

وتطرق المقال إلى تصريح السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة حول ضرورة إخراج القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من سوريا، بينما تهدد وتطالب تركية وبقوة بدخول قواتها إلى منطقة منبج، ولفت إلى انه يجب أن تُدرس هذه الحالة بدقة وبعمق.

واعترف «الدبلوماسية الإيرانية» أن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة إلى موسكو هي جزء من النشاط الدبلوماسي القوي لتركيا التي تعتبر طهران أن سياساتها فشلت في المنطقة، لكنها تفاوض دولة عظمى كروسيا على ملفات حساسة مثل ملفات العراق وسوريا والأكراد وشراء منظومة أس ـ 400 للدفاع الصاروخي الأكثر تطوراً في العالم، واصفاً تحليل المسؤولين الإيرانيين الذين يصورون سياسة تركيا في سوريا بأنها فاشلة والسياسة الإيرانية بأنها أنجزت أهدافها، بأنه ليس إلا آمال وأوهام.

وأكد «النظرة العميقة إلى ما يجري في سوريا تظهر أنه إذا لم تحقق أنقرة أهدافها في سوريا، فإنها استطاعت أن تفسد المعادلات التي كانت لصالح إيران، وحوّلت الظروف هناك إلى ظروف تضر بالمصالح الإيرانية».

وأضاف أن رهان إيران على الخلاف الناجم بين أنقرة وواشنطن حول الملف الكردي بأنه رهان خاسر، لأن العاصمتين بإمكانهما أن تحلا هذا الخلاف كما سبق وانتهى الخلاف حول ملف أكراد العراق، ويستقبل الرئيس التركي الآن رئيس إقليم كردستان العراقي، مسعود بارزاني، في أنقرة دون مشكلة.

وأكد الموقع المقرب من الخارجية الإيرانية أنه ليس مستبعداً أن تقبل أنقرة بثاني إقليم كردي هذه المرة في شمال سوريا من خلال التفاوض مع واشنطن، لكن الأخيرة تعتبر طهران عدوها الأول بحيث أصبح محاربة تنظيم الدولة هدفاً فرعياً للوالايات المتحدة.

واستطرد المقال إلى أهداف اجتماع أنطاليا قائلاً إن هذا الاجتماع حدد موقعية إيران المستقبلية في الملف السوري، وإن واشنطن وموسكو تأخذان المصالح التركية بعين الاعتبار في المرتبة الثاثلة بعد مصالحهما، وإنه لا يهمهما المصالح الإيرانية من الأساس.

وأضاف «لم نحضر اجتماع أنطاليا، وسيكون حضورنا في اجتماع أستانة المقبل حضوراً هامشياً بسبب مشاركة الولايات المتحدة والأردن، وينبغي علينا أن نستعد للصدمة».

وأوضح «حينما ربطنا تواجدنا في سوريا بالتواجد الروسي، فرضت موسكو ما تريده علينا، وحينما أعطينا قواعدنا للروس، تحول ذلك إلى تهديد لنا، لأن العالم اعتبر ذلك تحولاً في موازين القوى.

وأكد الموقع: «اقتربت الصدمة.. يجب علينا أن نبحث عن طرق وآليات لتقليل تدعياتها علينا».

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك