مارس 28, 2024

كلنا شركاء: منى أبو صبح- الغد
بهدف مساعدة اللاجئين ودعمهم، لا سيما اليافعين منهم، أطلق شابان فرنسيان من أصل سوري مبادرة “وميض”، هما مغني الهيب هوب طرافة سهلول “liqid”، وريمي داهي وهو يعمل في مجال الأعمال الخيرية.
وهذه المبادرة تسعى لإيصال صوت اللاجئين في سن المراهقة من خلال موسيقى الهيب هوب المعروفة بأنها تحاكي لغة الشارع وكلماتها تعبر عما يدور في المجتمع، وعما يعانيه الشباب من مشكلات. الى ذلك، تعليم الشباب 3 أشكال مختلفة من الفن التي تأتي جنبا إلى جنب: كتابة كلمات الاغاني، وإنتاج الموسيقى من خلال استخدام جهاز الكمبيوتر، وتصوير مقاطع الفيديو بطريقة متقنة، وأخيرا إخراج القطعة الفنية (المنتج النهائي) على أرض الواقع بعد 10 أيام من التدريب ليظهر بشكل متقن”.
وجاءت مبادرة “وميض” نتيجة الحروب الأزمات والكوارث التي تمر بها الأمم والشعوب، وأثارها الكبيرة والأليمة والتي ربما تدوم لفترة من الزمن، والأسر التي تتواجد في مناطق الحروب أو تلك التي أجبرت على النزوح، ومعاناتها القاسية، إذ تبحث الأسر عن التعايش والأمن والأمان، خصوصا أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثراً بالأوضاع الصعبة للحرب والنزوح، في ظل عدم تلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، وما ينتج عن ذلك من مخاطر وأضرار جسدية ونفسية.
وفي حوار “الغد” مع الشاب طرافة ومعرفة كيفية تفاعل الشباب اللاجئين مع هذه المبادرة قال: “إن زيارة جمعية كير قبل 6 أشهر من مشروع وميض ساهم بالتعرف على دور الجمعية التي تسعى لتلبية ومساعدة الشباب التي تأتي في كثير من الأحيان إلى هذا المكان. وكان اختيار هذا المركز الكائن في الهاشمي الشمالي لاهتمامه بالأنشطة الثقافية”.
وتأتي هذه المبادرة بعد نجاح العمل الفني “Amal” وهو أسطوانة أطلقها طرافة تضمنت مجموعة أغاني هيب هوب، ولقد ذهب رعيها لمساعدة اللاجئين السوريين. هذه المرة أراد طرافة عبر مبادرة “وميض” أن يذهب أبعد من ذلك، من خلال إتاحة الفرصة أمام الشباب (فتيات وفتيان) لتقديم وإنتاج عمل هيب هوب خاص بهم يروون من خلاله قصتهم.
ويشير طرافة الى أنهم قاموا بتوفير المعدات بالتعاون مع مكتبات بلا حدود وبدعم من شركة تويوتا الاردن التي كان لها دور رئيسي في دعم تنفيذ هذا المشروع. وكان هنالك إقبالاً كبيرا من لحظة إعلان المشروع حيث تهافت العديد من الشباب والشابات من أصحاب المواهب؛ الأمر الذي انعكس بشكل ملحوظ على تفاعلهم اثناء ورشات العمل، فقد كان هناك التزام كبير بمواعيد الورشات اليومية ومواظبة عليها هذا بالإضافة إلى التفاعل الذي اضاف اجواء من المرح للمشاركين.
وحول مشاريعهم المستقبلية واستمرارية لهذا المشروع يقول: “سيتم استكمال هذا المشروع من ذات المركز “جمعية كير” بعد أن لاقى ما تم انجازه رواجاً كبيراً للمجتمع المحلي، لافتا إلى انهم سيقوموا بعد العودة إلى بلادهم بعمل فيلم وثائقي فيه كل ما تم إنجازه في مشروع وميض ونشره في وسائل الإعلام العالمية لإيصال صوت هؤلاء الشباب للعالم وتسليط الضوء على إنجازاتهم”.
ويبين أن استكمال هذا المشروع سيكون بالعودة للأردن، وتطبيق مشاريع مماثلة بعديد من اللغات المحلية الأخرى، في سياقات مختلفة إذا تم إعدادها بشكل صحيح وتم تكييفها مع احتياجات وخصوصيات المجتمعات المحلية”.
وتستضيف “وميض” 30 شاباً من اللاجئين السوريين في الأردن وذلك في المركز الاجتماعي في الهاشمي الشمالي في عمان، حيث يخضع هؤلاء للتدريب ولورشات عمل من قبل فريق من الموسيقيين المتخصصين.
بدأ توزيع المشاركين على ثلاث فرق كل فرقة تتألف من عشرة شبان، يعملون على مدى أسبوعين من 22 كانون الأول (يناير) وحتى الثاني من شباط (فبراير).
الفريق الأول يضم مختصين في مجال الراب “مختص أردني مع آخر فرنسي من أصول سورية يعملون مع عشرة شبان مشاركين، كيف يعبّرون عن أفكارهم وينجحون في إيصال رسالتهم بفاعلية”.
الفريق الثاني يضم مختصين بالإيقاع والموسيقى “مختص أردني مع آخر فرنسي يقومون بمساعدة عشرة شبان حول كيفية تقديم معزوفات مميزة”.
الفريق الثالث يضم مختصين في مجال صناعة الأفلام “مختص أردني مع آخر فرنسي لمساعدة الشباب كيف يقومون بتصوير فيديو كليب جميل يفسر الأغنية ووثائقي حول المشروع”.
وستختتم الدورات بحفل فني مباشر من تقديم المشاركين، كما سيتم نشر هذه المشروع عبر الانترنت، وكل الإيرادات المتوقعة ستعود الى تمويل مشاريع إنتاجية جديدة في أماكن أخرى.
نديم حداد نائب المدير العام للشركة المركزية يقول: “تأتي رعاية المركزية لهذا الحدث في إطار برنامجها للمسؤولية الإجتماعية “تويوتا لايف” الذي يهدف الى تقديم الدعم والرعاية للنشاطات الموسيقية المحلية والعالمية التي تستضيفها المملكة، والعمل على نشر الثقافة الموسيقية بين الشباب وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا على تواصل مع العالم والانفتاح على التنوع الموسيقي والثقافي والفني العالمي”.
ويلفت إلى أن هنالك دعم مادي لهذا المشروع من خلال توفير كافة المعدات اللازمة لإنجاحه، والمشاركة في نشر فكرة المشروع وايصاله للمجتمع المحلي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة التي كان لها الدور الأكبر في نشر الفكرة.
 ويأتي الدعم والرعاية لهذا المشروع الموسيقي المتنوع، لأنه يساهم في نشر الفرح بين الشباب والشابات المشاركين، الامر الذي يسهم في الإرتقاء بالمشهد الفني في المملكة. وهذه الرعاية لمشروع وميض تتناغم مع إستراتيجية المركزية وبرامجها للمسؤولية الاجتماعية التي تتمحور حول دعم المجتمع المحلي والمواهب الشابة والأعمال الناشئة المبدعة في كافة المجالات.
ومنصة # Toyotalive تدعم الأفكار المبدعة في الموسيقى والفنون على أنواعها وإتاحة المجال للشباب للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، والتواصل مع العالم واكتشاف تطور الفنون وتنوعها. ويؤكد حداد على أن السوريين جزء من العائلة الاردنية، ومن حقهم إعادة الانخراط بالحياة بعد معاناة الحرب التي مروا بها وهذه فرصة لهم ليفجروا طاقاتهم وإبداعاتهم وطريقة لإيصال صوتهم للعالم.
ومشروع “وميض” يأتي بالتعاون مع المركز الطبي في الهاشمي الشمالي في عمان ومع وlibraries without borders، والمركزية الوكيل الحصري لسيارات تويوتا في الأردن هي الراعي الرسمي لهذه المبادرة.



المصدر: (وميض).. ايصال صوت اللاجئين السوريين من خلال الموسيقى

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك