وفد للهلال الأحمر يدخل مضايا لتقييم الوضع الصحي للمصابين بالتهاب السحايا

عبد الوهاب أحمد: كلنا شركاء
بعد أن أعلنت الهيئة الطبية بالأمس بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق موبوءة بمرض السحايا، وفد تابع لمنظمة الهلال الأحمر مؤلف من ستة أطباء ومرافقين لهم قادم من دمشق دخل إلى البلدة، لتقييم وضع المصابين البالغ عددهم 18 من بينهم عائلة كاملة مؤلفة من خمسة أشخاص.
وقال مدير الهيئة الطبية في بلدتي مضايا وبقين الطبيب محمد يوسف لـ “كلنا شركاء”: “نحن لم يعد بوسعنا السيطرة على المرض بعد تفشيه وتحوله إلى وباء بكل ما تحويه الكلمة من معنى، فهو يهدد حياة 40 ألف مدني محاصرين منذ ما يقارب السنة وثلاثة أشهر، فبعد انهيار الهرم الغذائي لدى غالبية المحاصرين أصبحوا عرضة للإصابة بأي مرض مع ضعف جهاز مناعتهم”.
وأضاف بأن “المخزون الدوائي المتبقي لدينا شارف على الانتهاء، وأغلب الكميات الموجودة تقتصر على أدوية الجرب والقمل”.
ومن جهته، قال أحد أطباء بعثة الهلال الأحمر (طلب عدم الإفصاح عن اسمه) لـ “كلنا شركاء”: “الوضع في البلدة يحتاج إلى حل جذري، وإن إخراج المصابين بمرض التهاب السحايا لن يكون ناجعاً في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية داخلها”.
وعن مشاهداته داخل البلدة، أضاف: “رائحة المرض منتشرة في أرجائها، هياكل عظمية تتحرك في الشوارع، ويبدو على وجوه الجميع مشاكل سوء التغذية، أطفال يترنحون يجوبون الشوارع، نتيجة حاجة اجسادهم للغذاء الغني بالبروتينات والفيتامينات الأساسية لنموهم، والمدنيون يستخدمون أثاث منازلهم والبطانيات لطهي طعامهم”.
وقالت والدة “غادة” الشابة المصابة بالتهاب السحايا، في حديث لـ “كلنا شركاء”: “إنه اليوم الثامن الذي يمر على غادة من دون تناول الطعام، تغذيتها تتم عن طريق أنبوب التغذية القسرية، حيث يتم طحن الأرز أو البرغل بعد طهيه وتمريره عن طريق أنبوب إلى معدتها، الأمر الذي يزيد من حالتها سوءا”.
وأشارت “نور أحمد” مراسلة “كلنا شركاء” إلى أن كافة الحواجز المحيطة ببلدة مضايا استنفرت تزامناً مع دخول وفد الهلال الأحمر، وأطلقت النار باتجاه المحاصرين، كما فجرت أحد الأبنية على الطريق العام الواصل بين مضايا ودمشق، وشنّت حملة مداهمات واعتقالات في سهل مضايا الواقع تحت سيطرة قوات النظام لتخويف الأهالي.
ويشار إلى أن مضايا دخلت شهرها الرابع من دون مساعدات طبية أو غذائية، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في عودة المعاناة من جديد إلى البلدة، مع غلاء كبير في الأسعار وشح في المواد الغذائية والطبية، حيث وصل ثمن كيلو الحليب المجفف إلى أكثر من 110 دولارات أمريكية.
اقرأ:
الهيئة الطبية في مضايا تعلن البلدة منطقة موبوءة بمرض التهاب السحايا 

المصدر: وفد للهلال الأحمر يدخل مضايا لتقييم الوضع الصحي للمصابين بالتهاب السحايا