أبريل 19, 2024

بقلم: راما سلمون 

بنهاية كل سنة, لابد أن أعود لقراءة ما نشرته في العام السابق من تجارب , وأفكار, لأستنتج كم من النضج اكتسبته لهذا العام .سنودّع عام آخر, بكثير من التجارب , الآمال والآلام التي مررنا بها خلال هذه السنة .

أوقاتٌ مضت, بحلوها ومرها , أعطتنا الكثير, ومازلنا نتعطش للمزيد من الخبرات ….

عاماً صدمني بالبعض , وأسعدني بالبعض الآخر, وكأنّ الناس نوعان منهم السم , ومنهم الآخر هو الدواء والشفاء لا يكون إلا بهم .

مواقف مضت, لكنّها لم تمضِ من قلوبنا, فبعض الجراح تؤذي ,لأن الرّامي على مقربة كبيرة منا, وهنا الكارثة, فبتنا نرى تعّري الوجوه من الأقنعة, فهذه السنة ,انتهى زمن المجاملات عند البعض, ليظهروا لنا حقيقتهم بكل وضوح, لكن تيقنت أيضاً أنّ الله لايضع إنسان بموقف إلا وله القدرة على تجاوزه ,سواء بسرقة مال أو خسارة أو نميمة أو تجريح متعمّد …

عامٌ بدأته بكل إيجابية وتخطيط مستمر لإيجاد حلول لكل المشكلات العالقة أمام تطوري المهني ,وطموحاتي التي لم أحقق منها الكثير كما أردت ,ففي هذا العام أيقنت أننا كسوريين باتت جنسيتنا من أكبر المشكلات التي تواجهنا في البلاد العربية ,فهي كالسّد بيني وبين الوصول لأهدافي ,فمع بداية العام بدأت فكرة الهجرة والسعي لتحقيقها مع نهاية هذا العام ,وهذا ما حصل في النهاية ..

من أصعب الدروس على الإنسان أن يقول وداعاً ,لكن حان الوقت بعد مضي مايقارب الأربع سنوات أن أقولها لأرض ( الإمارات ) التي أقمت فيها طويلاً ,ونقشت فيها أجمل الذكريات والتجارب الرائعة ,ففيها تنوع الجنسيات الكبير ,والتعايش الجميل, والطقوس المتنوعة ,والفعاليات المبهرة .. ودعتها ,وأنا على يقين بأن القادم سيكون مبهر أكثر إن شاء الله ,وهذا ما حدث بالفعل …

فما أن بدأت الطائرة بالهبوط ,حتى رأيت الثّلوج ,ومعالم الأرض الجديدة التي طال انتظارها ,وهاهي بالفعل كما تمنيت أن تكون, وكأنها عروس ,ارتدت بدلتها البيضاء لاستقبالي ,فكانت الفرحة تسبقني لأغادر الطائرة وأكتشف روعة المكان …

كندا كانت بالفعل كما توقعت لها أن تكون, فمنذ اللحظة التي غادرت فيها الطائرة ,وكأنني قد وصلت لوطني الجديد ,فلا أجمل من رقي التعامل بإجراءات الدخول ,ولا أروع من موظفي الإستقبال , يخففوا عنّا عناء السفر بودّهم ,وابتساماتهم المبهرة التي بدأنا بها أولى اللحظات في هذه الأرض الجديدة ….

وهنا بدأت رحلة البحث عن مستقبل أفضل, والوصول للعديد من الفرص التي حلمت بها يوماً, فالحياة إما مغامرة جريئة ,أو لاشيء فلا أجمل من اكتشاف البلدان الجديدة والأماكن والشعوب الجديدة في كل بقاع الأرض ,فكلّ البلاد هي وطني وكلّ الناس هم أخوتي هذا ما تعلمته منذ لحظة مغادرتي لأرض بلادي سورية الحبيبة .

وأخيراً أتوجّه برسالة لكل شابّة سوريّة على أرض الوطن أو خارجها ,إسعي لتحقيق ذاتك, لتكوني على أرض صلبة ,تقيك غدر الآخرين وأذاهم , احلمي ,انجحي ,تعلمي, واسعي وراء أهدافك مهما كانت الصعوبات, فبالنهاية لا أحد سيعيش عنكِ ,فحياتك ملكك أنتِ ,اختاريها كما يجب أن تكون ,ولا تدعيها أماني ,فربما ظروف الحرب أجبرتكِ لتكوني تلك المرأة التي تتجاوز كل الصعوبات بحكمتها لتصنع منك إنسانة ناضجة اليوم .

The post وداعاً سنة 2016 appeared first on Canada Alyoum.




المصدر: وداعاً سنة 2016

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك