أبريل 28, 2024

عندما تبدئين في الشعور بالانتفاخ وتقلُّب المزاج بلا سبب حقيقي، وربما القلق والتوتر دون أي تفسير، تقولين لنفسك: “إنها تقترب”؛ أي الدورة الشهرية. إذ يعرف هذا الشعور باسم اضطراب القلق قبل موعد الدورة الشهرية، لكن عندما يزيد هذا القلق ويصبح مرضياً فرما تكونين تعانين من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية. ويبدو أن علينا أن نأخذ الأمر على محمل جدي أكثر.

إذ تبيّن أنّ جميع أنواع التغيرات المزاجية يمكن أن تحدث في ذلك الوقت من الشهر، بما فيها الشعور بالقلق أكثر من المعتاد. وفي حين أن الشعور ببعض القلق قبل دورتك الشهرية يمكن أن يكون أمراً طبيعياً، لكن الإحساس بأنك على وشك المرور بنوبة قلق في تاريخ محدد من كل شهر ليس طبيعياً بكل تأكيد.

إذن كيف يمكن التمييز بين التقلبات المزاجية التقليدية لفترة ما قبل الدورة الشهرية وبين القلق الذي قد يكون أكثر خطورة؟ والأهم من ذلك، ما الذي يمكنك فعله للسيطرة على تلك المشاعر وعدم الشعور بالقلق الشديد.

لماذا أشعر باضطراب القلق قبل موعد الدورة الشهرية؟

تعتبر تغيرات الحالة المزاجية، بما فيها الشعور بالقلق أكثر من المعتاد، أمراً تقليدياً للغاية قبل الدورة الشهرية. إذ يرجع كل ذلك في الأساس إلى التحولات الهرمونية التي تحدث كجزءٍ من دورتك الشهرية.

ويمكن للتغيرات التي تحدث في مستويات هرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون قبل الدورة الشهرية أن يكون لها تأثير على هرمونات الإحساس بالرضا، مثل السيروتونين والدوبامين، وهذه الهرمونات مسؤولة عن الحالة المزاجية، وهذا ما يفسر ما قد نشعر به من انجراف سيلٍ من المشاعر السيئة فجأة.

لكن هذا لا يعني أن جميعنا نتحول إلى كتلة من القلق قبل الدورة الشهرية، إذ يمكن أن تأتي التغيرات المزاجية لفترة ما قبل الدورة الشهرية في مجموعةٍ من الأشكال المختلفة، فبعض النساء قد يصبحن سريعات الانفعال، بينما تشعر الأخريات بالحزن أو الغضب لسببٍ غير مفهوم، وبالنسبة لأخريات، قد يصبح القلق هو مشكلتهن، ويصبن باضطراب القلق قبل موعد الدورة الشهرية.

ضعي في اعتبارك أيضاً أن بعض النساء أقل حساسية للتغيرات الهرمونية من غيرهن. وكلما كنت أكثر حساسية، زادت احتمالية تأثرك بكل المشاعر المتضاربة قبيل الدورة الشهرية، كما شرح  موقع Greatist الأمريكي.

الفرق بين التوتر العادي واضطراب القلق قبل موعد الدورة الشهرية

هناك فرقٌ بين الشعور بالتوتر أو القلق قبل الدورة الشهرية، وبين الإحساس بالقلق الشديد لدرجة تجعلكِ تشعرين بالاختناق العاطفي أو الدوار أو الغثيان في معدتك.

وإذا كنت تتعاملين مع الإحساس السابق ذكره، فربما تكونين مصابةً بالاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD)، وهو أكثر خطورة من الحالة الأساسية لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية PMS.

ما هي متلازمة ما قبل الدورة الشهرية؟ حتى وقتٍ قريب، كان الناس يتحدثون عن متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، وهي غيمةٌ نمطية من الأعراض الخانقة التي تخيّم على معظم النساء قبل الدورة الشهرية.

وتشتهر بأعراضها البدنية، مثل الإحساس بالانتفاخ والصداع وآلام الثدي، بالإضافة إلى الأعراض الشعورية مثل الإحساس بالحزن أو القلق أو الانفعال أو الانعزال أو الانطواء.

ومع ذلك، أدرك الأطباء والباحثون أنّ متلازمة ما قبل الدورة الشهرية لا تشتمل على كافة المشاعر التي تختبرها بعض النساء عندما تشعر باقتراب دورتهن الشهرية، وقرروا في النهاية الانتقال من مصطلح متلازمة ما قبل الدورة الشهرية PMS إلى اعتماد مصطلح الاضطراب المزعج السابق للحيض PMDD.

ولكن، ما هو الفرق بين متلازمة ما قبل الدورة الشهرية ومتلازمة الاضطراب المزعج السابق للحيض؟ تقنياً، لم يعُد لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية وجود باعتبارها تشخيصاً طبياً. ولكنها تستخدم بشكلٍ شائع لوصف المشاعر الأقل حدة مثل، الذبول والاستياء والانفعال، والتي تخيم في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية.

أما بالنسبة للاضطراب المزعج السابق للحيض، فهو المصطلح الأشمل والأكثر دقة لوصف مشاكل ما قبل الدورة الشهرية، على الرغم من أنه غالباً ما يستخدم في حالة ظهور الأعراض الأكثر حدة.

وتشمل هذه الأعراض جميع أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية المعتادة، ولكن يمكن أيضاً تمييزها بالقلق الشديد أو الانفعال أو الاكتئاب الذي يندلع في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية ويتبدد بعد أيام قليلة من بدئها.

ويمكن للاضطراب المزعج السابق للحيض كذلك أن يجعل من الصعب عليكِ التركيز في أمر ما، أو يُبدِّد الاهتمام بالأشياء التي تستمتعين بها عادةً، كما قد يسبب مشاكل في النوم، أو يمنحكِ شعوراً بأنّ الأمور خارجةٌ عن السيطرة تماماً.

باختصار، تعتمد حدة الاضطراب المزعج السابق للحيض على الشخص المصاب به. وإذا عصفت الأعراض بحياتك، فلا تعاني في صمت. ويمكن للطبيب مساعدتك في التوصل إلى خطة علاج تجعل دورتك الشهرية أقل إزعاجاً.

هناك أيضاً مصطلح يعرف باسم اضطراب القلق المُعمّم، وهو شكلٌ شائع من أشكال اضطراب القلق الذي يتميّز بالقلق المستمر والمفرط حيال أمور لا تستدعي القلق حقاً، أو أمور لا يمكنك التحكم بمآلاتها ببساطة.

ويبلغ القلق حداً يصعب عليكِ معه تأدية الوظائف، ومن المحتمل أن يتسبّب في أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة.

ويختلف اضطراب القلق المُعمّم عن متلازمة ما قبل الدورة الشهرية والاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD)، لأنه لا يرتبط بدورة الطمث. وإذا كنتِ تعانين من ذلك فسوف تشعرين بالتوتر طوال الوقت (والذي يظهر بدون سببٍ محدد على ما يبدو)، وليس فقط في الأسبوع أو الأسبوعين اللذين يسبقان الدورة الشهرية.

كيف تتخلصين من اضطراب القلق قبل موعد الدورة الشهرية؟

قطعاً، إنّ الشعور بالقلق قبل دورتك الشهرية ليس بالأمر الممتع أو الهين، ولحسن الحظ هناك الكثير من الأمور التي يمكنكِ القيام بها لإحاطة نفسك بمشاعر أكثر إيجابية ومحاولة تقليل التوتر والقلق. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات المُدعمة علمياً والتي تستحق أن تجربيها:

  • ممارسة بعض التمارين

حددي 30 دقيقة على الأقل يومياً للتمرين في معظم أيام الأسبوع، وليس قبل دورتك الشهرية فقط. إذ تُعزز ممارسة التمارين من طاقتك وسلامتك النفسية بشكل عام، وتكون أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية أكثر اعتدالاً بالنسبة للنساء اللائي يمارسن التمارين الرياضية طوال الشهر -مقارنةً بأولئك اللواتي لا يمارسن الرياضة.

  • الخلود إلى الفراش في الوقت المحدد

يمكن للحرمان من النوم أن يُفسد مزاجك، ولا تتضخم هذه التأثيرات إلا خلال فترة الدورة الشهرية عندما تكونين عرضة لكل المشاعر السيئة. وصحيحٌ أنّ النوم لفترة تمتد من سبع إلى تسع ساعات لن يضمن لك الاستيقاظ بإحساسٍ مشرق كل يوم، ولكنه على الأقل سيضعك على المسار الصحيح لليوم.

  • جربي تقنيات الاسترخاء

واظبي على حضور درس يوغا منتظم، أو خصصي وقتاً للتأمل، أو مارسي تمارين التنفس، أو حددي موعداً للخضوع لجلسة تدليك. إذ ستساعدك كل هذه الأمور على الاسترخاء، سواءً قبل دورتك الشهرية أو طوال الشهر.

  • ركزي على تناول الكربوهيدرات والكالسيوم

جربي تناول دقيق الشوفان مع الحليب على الإفطار، أو تناولي البطاطا الحلوة المخبوزة بالجبن على الغداء. فمن المعروف أن الكربوهيدرات المركبة تقلل المزاجية والقلق المرتبطين بمتلازمة ما قبل الحيض، في حين يُعتقد أن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم يساعد في التغلّب على مشاعر الاكتئاب.

 قد يُهمك أيضاً: كيف أحسب أيام التبويض؟ معرفة أعلى فرصة للحمل أو منعه بهذه الطريقة السهلة

تكيّس المبايض يمنع الحمل.. ما رأي العلم؟ وهل هناك علاج؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك