أبريل 20, 2024

مضر الزعبي: كلنا شركاء
في سوريا يسعى الشعب للحياة بشتى الطرق، ولكن كل الدروب تؤدي للموت، فالموت يأخذ في سوريا ألف شكل ولون، فمرة يأتي على شكل برميل متفجر أو صاروخ فراغي، وأخرى على شكل عربة مفخخة، وأخيراً على شكل مدفئة، ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول المدافئ في سوريا إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.
10 قتلى بثلاثة حرائق
وثق ناشطو محافظة درعا مقتل عشرة مدنيين نتيجة ثلاثة حرائق اندلعت هذا الأسبوع، بسبب استخدام ما بات يعرف بمازوت (داعش).
وقال الناشط هاني العمري لـ “كلنا شركاء” إن آخر ضحايا استخدام مازوت (داعش) أو الأنباري، كانت عائلة بمدينة (داعل) غرب درعا مساء يوم أمسٍ الأول الأربعاء (11 كانون الثاني/يناير)، ما تسبب بمقتل سيدة مسنة وهي (اثنبة الشحادات) وإصابة أفراد عائلتها نتيجة احتراق منزلهم.
وأضاف بأن حريقاً أخر نشب صباح أمسٍ الخميس في منزل لعائلة نازحة من ريف محافظة القنيطرة إلى مدينة (جاسم) شرق درعا، تسبب بمقتل 7 أشخاص من عائلة واحدة، وهم من عائلة (الخطيب)، عقب اشتعال منزلهم نتيجة استخدام مازوت (داعش)، بينما قتل مساء يوم الإثنين الماضي، اثنين من الطاقم الطبي في مستشفى بلدة (تل شهاب) غرب درعا، وهما (ابراهيم الشيخ تايه – رفعت الجهماني)، جراء حريق مماثل أدى لخروج المستشفى عن الخدمة واحتراق معظم المعدات والأدوية فيه.
كما أشار العمري إلى أن عدد المنازل التي تعرضت للحرق وصل إلى ستة منازل، والسبب كان استخدام المازوت القادم من الشمال السوري.
ما هو مازوت (داعش)
بدأ مازوت (داعش) بالظهور في محافظة درعا وبأسعار منافسة للمازوت القادم من مناطق سيطرة قوات النظام بعد منتصف العام 2015، بحسب تاجر المحروقات سعيد عبد الرحمن الذي قال لـ “كلنا شركاء”، إن المازوت الأنباري (داعش) يأتي من مناطق سيطرة التنظيم في البادية السورية باتجاه نقطة شمال شرق محافظة السويداء تسمى (رجم البقر)، وعندها يتم استلامه من قبل مجموعات تهريب تتبع لميلشيا الدفاع الوطني في محافظة السويداء، بسعر يصل إلى قرابة 125 ليرة للتر الواحد، وبعدها يتولى عناصر هذه الميلشيا إدخاله باتجاه مناطق الجنوب السوري مروراً بالحواجز التابعة لقوات النظام والأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من ريع هذه التجارة تذهب إلى رؤساء الأفرع الأمنية في السويداء/ ومنهم رئيس فرع الأمن العسكري (وفيق الناصر).
وأوضح التاجر أن سعر اللتر عقب تجاوز حواجز قوات النظام في محافظة السويداء يصل إلى 225 ليرة سورية، ليتم بيعة بالتعاون مع مجموعات تهريب في محافظة درعا بسعر 230 ليرة للتجار و250 للأهالي.
وأشار عبد الرحمن أيضاً إلى أن معظم الأهالي يفضلون شراء مازوت (داعش)، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، فثمنه لا يتجاوز نصف ثمن المازوت القادم من مناطق سيطرة قوات النظام، والذي يصل سعره إلى 450 ليرة، ولكن عقب الحوادث الأخيرة انخفض الطلب على المادة بشكل كبير.
حملات توعية
مؤسسة (يقين) الإعلامية بثت تسجيلاً مصوراً يوضح أنواع المازوت المتوفرة في أسواق محافظة درعا، وهي أربعة أنواع (المازوت النظامي – مازوت داعش/لون عسلي – مازوت داعش/أصفر ليموني – مازوت داعش/الأبيض)، وبالنسبة للخطورة فإن الخطورة هي بشكل خاص يتركز في نوعين وهي (مازوت داعش/أصفر ليموني) حيث يتواجد فيه غازات شديدة الانفجار، وأخطر هذه الأنواع هو (مازوت داعش/الأبيض)، هو سريع الاشتعال وفي غاية الخطورة، يتم خلطة بباقي الأنواع من قبل التجار، فاذا تم خلطة بنسبة 10 في المئة فهذا يكفي لاشتعاله بشكل فوري.
ولمعرفة مدى خطورة المادة يتم سكب كمية من المازوت في الماء، فاذا اشتعل فإنه من الأنواع الخطرة والتي تتسبب بالانفجارات، ويجب عدم شراء المادة في حال اشتعلت عقب تجريبها.



المصدر: نفط (داعش) يعبر مناطق النظام ليقتل مستخدميه في درعا

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك