أبريل 24, 2024

نصر القاسم: كلنا شركاء
وجّه النازحون من مدينة دير الزور في مدينة الحسكة نداء استغاثة، وناشدوا القائمين على النزاع في مدينة الحسكة لإيقاف القتال حماية للمدنيين.
وتشهد مدينة الحسكة اشتباكات متواصلة منذ يوم الثلاثاء 16 آب/أغسطس بين قوات النظام وميليشياته من جهة، وقوات وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الأسايش من جهة أخرى، وُصفت بالأعنف بين الطرفين منذ اندلاع الثورة السورية.
وشهدت المدينة أيضاً قصفاً عنيفاً بمدفعية النظام من جبل كوكب في ريف الحسكة، وقذائف الهاون التي تساقطت على أحياء المدنية من كلا الطرفين المتنازعين، ودخلت المقاتلات الحربية ولأول مرة المواجهات، فقصفت مواقع كردية في مدينة الحسكة، والتي يقطنها أكثر من 20 ألف عائلة نازحة من أهالي دير الزور الذين هربوا من الصراع في مدينتهم.
ومع اشتداد وتيرة المعارك نزح الآلاف من مدينة الحسكة، حيث توجه الأكراد إلى بلدات عامودا والدرباسية والمالكية ورأس العين ومدينة القامشلي، بينما نزح عرب الحسكة إلى مناطق تل براك والهول وتل حميس والجوادية والقحطانية، ليبقى القليل من أهالي المدينة يرفضون مغادرتها.
ولم يجد النازحون من مدينة دير الزور سبيلاً للهروب والخروج من دائرة القتال، ليبقوا رهن منازلهم تحت وطأة نيران الاشتباكات والقذائف المدفعية، مع انقطاع الكهرباء والمياه منذ خمسة أيام على التوالي، وخلو الأسواق من المواد الغذائية، وتوقف أغلب الأفران عن العمل، ليكون نازحو دير الزور بين خيارين، إما الموت جوعاً أو الموت بقذائف الاقتتال.
ومع مناشدات كثيرة لإخراج هؤلاء المحاصرين وتأمين ملاذ أمن لهم، لم تجد صرخاتهم من مجيب، ومع تمرد البندقية وعصيانها تستمر المعارك رغم محاولات التهدئة الأخيرة بحضور وفد النظام ممثلاً بعلي مملوك وجنرال روسي من قاعدة حميميم العسكرية وبعض ضباط النظام، ووفد الاتحاد الديمقراطي ممثلاً برئيس اللجنة التنفيذية آلدار خليل والناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب ريدور خليل، والتي بآت بالفشل.
وتواصلت “كلنا شركاء” مع عدد من نازح دير الزور في مدينة الحسكة، فأكد “عبد الجبار” أنهم باتوا بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء منذ عدة أيام، وأن أطفالهم سيموتون جوعاً بسبب توقف الأفران عن العمل وإغلاق أكثر المحلات لأبوابها.
وأشار إلى مقتل عدد من النازحين من أبناء دير الزور في منطقة غويران والنشوة وهم: (عباس بشار صفيف، ومنال عكلة العجاج)، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح.
وناشد “عبد الجبار” القائمين على النزاع وقف الاقتتال لحماية المدنيين، وعبر عن قلقه من استمرار تلك الاشتباكات، مضيفاً “إلى أين سننزح مجددا، فلم يعد لنا مكان نتوجه إليه، ومصير أكثر من 20 ألف عائلة ديرية في خطر جديد إن لم تتم التهدئة ووقف الاقتتال، فلن يستضيفنا أبناء أي مدينة، فلقد أثبتت لنا سنوات الثورة أن أهالي دير الزور من المغضوب عليهم في سوريا، فالجميع لا يريدنا في مدينته، وكأننا قادمون من مجرة بعيدة عن الأرض، فنحن أهل كرم وضيافة ونخوة، واليوم نموت جوعاً وقتلاً ولا نجد من يستقبلنا”.
اقرأ:
أطفالٌ مكتومو القيد… معضلةٌ تؤرق مئات الأسر في دير الزور



المصدر: نازحو دير الزور في الحسكة يستغيثون

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك