أبريل 19, 2024

كلنا شركاء: وكالة آكي الإيطالية للأنباء

قدمت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وثيقة جديدة تتحدث عن مقاربة الاتحاد لهذا الصراع ورؤيته لمستقبل سورية في المرحلة اللاحقة.

وأشارت موغيريني، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في ستراسبورغ، لعرض هذه الاستراتيجية، إلى أن هذه الوثيقة ستشكل أساساً للعمل خلال المؤتمر الدولي القادم حول سورية الذي دعا إليه الاتحاد في بروكسل في 5 نيسان/أبريل القادم، بالعاصمة البلجيكية.

وتعرض الوثيقة المكونة من 18 صفحة بإسهاب شديد وتفصيل، كل “الجهود” التي بذلها الاتحاد خلال سنوات الصراع السوري لمساعدة السوريين من الناحيتين الإنسانية والسياسية.

وركزت موغيريني على أن الاتحاد الأوروبي ينطلق من مبدأ العمل تحت راية الأمم المتحدة لدعم عملية المفاوضات السياسية بين السوريين في جنيف، وكذلك ضمن مبادرة إقليمية مشتركة لجمع كافة الأطراف حول أرضيات مشتركة تساهم في الدفع باتجاه الحل.

ومضت موغيريني تقول “نحن بإمكاننا المساعدة والدعم، لكن على السوريين أنفسهم إيجاد الحل واتخاذ القرار حول مستقبل بلدهم”.

وينطلق الاتحاد الأوروبي، حسب ما ظهر من الوثيقة، من مبدأ ضرورة البدء بالتحضير لمرحلة ما بعد الصراع، حتى قبل انتهائه، لتفادي حصول فراغ وفوضى وتراجع في الأوضاع بعد التوصل إلى اتفاقيات سلام، كما حصل سابقا في بلدان مختلفة.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي نفسه، طرفاً يستحق الثقة ومحاوراً يتمتع بالمصداقية في المنطقة، فهو بحسب مسؤوليه، ليس طرفاً في الصراع العسكري في سورية، بل باستطاعته أن يكون طرفاً داعماً للسلام والاستقرار ووحدة البلاد.

وتتضمن الوثيقة الأوروبية مقترحات للتعامل مع المؤسسات المالية الدولية والأوروبية من أجل إعادة اعمار سورية، وكذلك التعاون مع كافة أطياف المجتمع المدني والأوساط النسوية والدينية السورية لتعزيز المصالحة والاستقرار وإرساء الديمقراطية، عبر عملية سياسية شاملة.

وفي هذا الإطار، أعادت موغيريني التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية والحفاظ على التنوع العرقي والديني في المجتمع، قائلة إن “الأمر يتجاوز مسألة حماية الأقليات، بل علينا العمل بشكل يشعر فيه كل سوري بأنه في بلده مهما كان انتماءه”.

وتفرد الوثيقة الأوروبية فقرات متعددة للحديث عن التعاون المتنوع مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، وعن النتائج الإيجابية التي أتى بها هذا العمل حتى الآن، وحسب المسؤولة الأوروبية، فإن هذا هو “الأمر الذي يمكن البناء عليه مستقبلاً”.

وفي معرض ردها على سؤال يتعلق بأثر الأزمة الحالية بين تركيا والاتحاد على الملف السوري، بدت موغيريني شديدة الحذر، مؤكدة أن المسؤولين في بروكسل سبق ودعوا أنقرة إلى التهدئة وأن التعاون بين الطرفين في الملف السوري يبقى بناء.

ولم تعلق موغيريني على طلب البرلمان الأوروبي اليوم تعليق مفاوضات الانضمام مع تركيا، على خلفية الأزمة الحاصلة بين أنقرة وبعض العواصم الأوروبية.

وعبرت المسؤولة الأوروبية، في ختام مؤتمرها الصحفي، عن أملها بانتهاء الصراع السوري، الأمر الذي سيسمح ببدء تنفيذ استراتيجية مرحلة ما بعد الصراع.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعد قبل عامين وثيقة سماها: “الاستراتيجية العامة للعراق وسورية ومحاربة داعش”.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك