فرضت الأحوال الجوية السائدة وموجة البرد الحالية نفسها على حياة العديد من الأسر في محافظة درعا ممن ضاقت بهم سبل ووسائل التدفئة التي تنوعت بين مادة المازوت تارة والحطب تارة أخرى، وهما خياران بدا أن أحلاهما أمرّ من الآخر.
عدد من المواطنين أشاروا في حديثهم لـ “تشرين” إلى المعاناة من عدم كفاية الكميات المخصصة من مازوت التدفئة والبالغة 100 ليتر لكل بطاقة أسرية والتي لا تكفي في أحسن الأحوال سوى لـ20 يوماً، ما اضطر كثيرين لشراء المادة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة تجاوزت 1000 ليرة لليتر الواحد، فيما لجأ آخرون إلى خيار التدفئة بالحطب والذي لم تكن أسعاره أرحم. إذ وصل سعر الطن الواحد إلى 300 ألف ليرة، لافتين إلى استبعاد الكهرباء كخيار للتدفئة نظراً لطول ساعات التقنين التي وصلت إلى أربع ساعات ونصف قطع مقابل ساعة ونصف وصل، فضلاً عن عدم انتظامها حتى خلال أوقات التغذية.
بالمقابل وفي استجابة للظروف الجوية الراهنة سلكت الجهات المعنية في المحافظة نمطاً جديداً يقضي بإعطاء الأولوية في توزيع مادة المازوت للتدفئة وتسريع وتيرة التوزيع لسد حاجة أكبر عدد من المواطنين من المادة ضمن الإمكانيات المتاحة.
مدير محروقات درعا المهندس نعيم الجبر أشار خلال اجتماع لجنتي المحروقات والتموين الفرعيتين إلى أن الأولوية لتوزيع مادة المازوت توجهت باتجاه التدفئة تزامناً مع ما تشهده المنطقة من أحوال جوية وموجة برد، ما يسهم في تسريع حصول أكبر عدد من المواطنين على مخصصاتهم من المازوت، لافتاً إلى أن نسبة توزيع مازوت التدفئة عبر البطاقة الإلكترونية في المحافظة وصلت حتى الآن إلى 75% على أساس 100 ليتر لكل بطاقة أسرية.
وبيّن الجبر أن توزيع مادة المحروقات في المحافظة يتم حسب المتاح وحسب الوارد، إذ وصل عدد الطلبات الواردة إلى المحافظة من المحروقات إلى 15 طلب مازوت و6 طلبات من مادة البنزين وطلب واحد بنزين أوكتان 95، لافتاً إلى أن إنتاج مادة الغاز المنزلي في المحافظة وصل إلى 5000 أسطوانة يومياً, ما أسهم في تقليص مدة استلام المواطنين لمادة الغاز إلى ما يقارب 50 يوماً, ما انعكس إيجابياً على تأمين المادة للمواطن.

طباعة