مايو 16, 2024

كلنا شركاء: رويترز
في أوائل نوفمبر تشرين الثاني ركب 34 لاجئا سوريا وعراقيا حافلات متجهة إلى ألمانيا من ليتوانيا التي تم توطينهم فيها. ولا أحد يتوقع عودتهم.
ولم يتم إرسال سوى عدد ضئيل من اللاجئين من الحرب في الشرق الأوسط إلى ليتوانيا ولاتفيا واستونيا وهي من بين أفقر دول الاتحاد الأوروبي. ولم يكن أي من دول البلطيق قط الخيار الأول لأحد من اللاجئين.
وقال محمد كمال الحاج علي (52 عاما) الذي كان صاحب متجر في سوريا ويعيش حاليا في روكلا بليتوانيا “عندما غادرنا تركيا إلى اليونان كان هدفنا النهائي ألمانيا أو هولندا.”
وأضاف “لكن الطريق البري من اليونان كان مغلقا ولذا لم يكن أمامنا خيار سوى دخول برنامج إعادة التوطين وهو ما جاء بنا إلى هنا.”
وتوضح أرقام رسمية أن 72 لاجئا غادروا البلاد من بين 90 سوريا وعراقيا أعيد توطينهم في ليتوانيا من اليونان أو تركيا وحصلوا على وضع اللاجئ بمقتضى نظام الحصص في الاتحاد الأوروبي.
وقال الحاج علي “من رحلوا (إلى ألمانيا) قالوا إنهم غادروا سوريا خوفا من الموت من القنابل لكنهم خافوا هنا من الموت من الجوع… ولذلك غامروا ورحلوا.”

وتمنع قواعد الاتحاد الأوروبي اللاجئين من العمل أو طلب اللجوء في الدول الأخرى الأعضاء. ويتلف البعض وثائق الهوية بعد مغادرة دول البلطيق على أمل طلب وضع اللاجئ من جديد في دول أغنى مثل ألمانيا.

غير أن الحاج علي يقول من خلال اتصاله ببعض اللاجئين الذين سافروا إلى ألمانيا إن الأوضاع هناك أفضل.
ويقدر الصليب الأحمر في لاتفيا أن أكثر من نصف 63 لاجئا حصلوا على اللجوء في البلاد بمقتضى حصص الاتحاد الأوروبي رحلوا عنها.
ويكافح الاتحاد الأوروبي لتنفيذ اتفاق أبرم عام 2015 لتوزيع 160 ألف لاجئ على الدول الأعضاء وعددها 28 دولة.
وبلغ عدد من تم توطينهم الآن حوالي 7500 فقط. ورفضت بولندا قبول حصة تبلغ 7000 لاجئ وطالبت سلوفاكيا بإلغاء الخطة.
وقال ريهاردز كوزلوفسكيس وزير داخلية لاتفيا “لا نستطيع احتجازهم هنا بالقوة.”
* إعانة ضعيفة ووظائف قليلة
والإعانات محدودة في دول البلطيق. فليتوانيا تدفع لكل أسرة لاجئة مكونة من زوجين وطفلين 450 يورو شهريا لمدة ستة أشهر. وبعد ذلك يقل المبلغ إلى النصف.
وقال إلمارز لاتكوفسكيس رئيس لجنة المواطنة والهجرة والترابط الاجتماعي في برلمان لاتفيا إنه لإغراء اللاجئين بالبقاء يجب زيادة ما يحصلون عليه من إعانات “إلى مستوى لن يرضي شعبنا وهو ليس من الشعوب ميسورة الحال.”
وقالت وزارة الداخلية في استونيا إن السلطات توفر إقامة مجانية لمدة عامين بالإضافة إلى مساعدات مالية. ولم يختف أي من اللاجئين المخصصين لها البالغ عددهم 77 لاجئا.
وتساءل سوري يدعى قاسم عمره 37 عاما ويعمل مترجما في مركز استقبال اللاجئين في موسينيكي بلاتفيا “لماذا تقبلوننا لإعادة التوطين إذا لم يكن لنا مكان؟”
وقال قاسم أنه لا يعرف سوى لاجئ آخر يعمل.
وقال الحاج علي الذي حصل لتوه على وضع اللاجئ إنه ينوي الرحيل إلى ألمانيا مع زوجته وابنيه البالغين ما لم يستطع العثور على عمل وسكن ملائم في ليتوانيا قبل انتهاء مهلة الأشهر الستة التي تنخفض بعدها مخصصاته المالية.
ورغم عودة اللاجئين ترى المفوضية الأوروبية أن خطة إعادة التوطين ناجحة على حد قول جيدريوس سوديكاس المتحدث باسم مكتب المفوضية في ليتوانيا.
وقال “إذا انتقلوا لبلد آخر لن يمكنهم التقدم لعمل ولا يمكنهم الإقامة فيه ولا يمكنهم الحصول على إعانات.
“وإذا اعتقلوا في دولة أخرى عضو سيعادون إلى دولة التوطين. وهذه ضوابط مهمة.”
اقرا:
سوريون بالعراق.. محن اللجوء والفقر والمرض



المصدر: مهاجرون يفرون من موطنهم الجديد في دول البلطيق

انشر الموضوع