مايو 18, 2024


رزق العبي: كلنا شركاء
لم يكنْ قطعهم لآلاف الكيلو مترات، نزوحاً أو استقراراً بعيداً عن بلدهم، إنما كان بقصد العلم، هم مجموعة من الطلاب من أبناء مدينة كفرنبل بريف إدلب، الذين قصدوا تركيا، لمتابعة دراستهم، بعدما أُغلقت عليهم أبواب الفرص في سوريا، فقصدوا مدينة مرسين التركية، وانتسبوا لمدرسة تدرّس بالعربية.
وبعد فصل شاق من الدراسة والغربة، حققوا المراكز الثلاثة الأولى على أقرانهم من الطلاب، لتتكلل جهودهم بالفرح.
ووقوفاً عند تلك الحالات التقت (كلنا شركاء) بهم للحديث عن رحلة العلم التي أفضت إلى نجاح وتفوق.
وقال “خالد جهاد الموسى” وهو الحاصل على المركز الأول: “إن الأحداث السورية لا يجب أن تمنعنا من متابعة تعليمنا، بل على العكس تماماً يجب أن تكون حافزاً لنتعلم أكثر، فهمها مرّ على بلدنا في النهاية سيأتي وقت البناء، فكيف إذا كان البناء من الصفر، سوريا بحاجة لكلّ أبنائها، وهذا واجبنا تجاه أنفسنا وتجاهها”.
وحول الظروف التي عاشوها قال “الموسى”: “نحن ندرس مواداً حسب المنهاج السوري، في مدرسة (أجيال الغد) وموضوع الدراسة لمن يحبها، أمر ممتع، ولكن كانت الأمور صعبة علينا، لكوننا نازحين إلى تركيا، وكنّا نلاقي صعوبة في الطعام واللباس، وفي أمور السكن، لكن كلّ شيء نسيناه عندما تفوقنا”.
تابع “خالد عماد الإسماعيل” وهو الحاصل على المركز الثاني: “الفحص المعياري كان صعباً جداً، لأنه يعتمد على سرعة البديهة، وهو على شكل (160 سؤال، تتطلب الإجابة خلال 180 دقيقة، وتتضمن الأسئلة 40 سؤالاً أدبياً، ومثلها رياضيات، ومثلها فيزياء وكيمياء، و40 سؤالاً في اللغات الفرنسية والإنكليزية)، طبعاً فوجئنا بالأسئلة الأدبية، لأننا لم نكن نتوقعها أبداً، عدا عن جو الامتحان الذي كان دقيقاً جداً، ولكن الحمد الله استطعنا تحقيق المراكز الأولى على المدرسة”.
وحول الدراسة والتدريس يقول صاحب المركز الثالث “عبد الرحمن الخطيب”: “المدرسة تضمّ قرابة ألف طالب، وكلهم سوريون، بإدارة تركية، خلال السنة الأمور جيدة، ونحن جئنا إلى تركيا للدراسة وبالتالي يجب أن نتحمل كل شيء، ولكن كما تحدث صديقي لكم، الموضوع كان صعباً من حيث المعيشة، فنحن كنا في بيت كلنا شباب، لا يوجد من يطبخ لنا ويغسل، وهذه معاناة كبيرة”.
في إحدى أحياء مرسين استأجر الطلاب منزلاً وبدأوا حياةً جديدة، فكانوا يدرسون ويطبخون ويغسلون، وينظفون، حيث ينظمون الأعمال البيتية، ويقسموها فيما بينهم، ولا تخلو تلك الأمور من المشاكل التي غالباً ما كانت تنتهي بالضحك، وانطلاقة يومٍ جديد.
ومن الأمور التي كانوا يعانون منها مسألة الذهاب إلى سوريا لقضاء الإجازة، لأن الحدود مغلقة، فغالباً ما كانوا يقطعون الحدود بطريقة غير شرعية، وتكلفهم مبالغ مالية كبيرة عدا عن التعرض للخطر.
وكعادة أغلب طلاب الشهادة العلمية يطمح هؤلاء بالتسجيل في فرع الطب، لتبدأ رحلة جديدة أكثر إشراقاً وأملاً بمستقبل مشرق، كما وصفوه.
يذكر أن أصحاب المراكز الأولى أغلبهم من كفرنبل، حيث يدرس في تلك المدرسة حوالي 11 طالباً من أصحاب الشهادات العلمية.
اقرأ:
تماشياً مع الفوضى… سوق سيارات (لفّة رسن) يزدهر بريف إدلب




الخبر كاملا هنا: من (كفرنبل) إلى (مرسين)… رحلةٌ تعليميةٌ تنتهي بالتفوق

انشر الموضوع