أبريل 29, 2024

كلنا شركاء: Le Nouvel Observateur- ترجمة ياسمينة الشام- السوري الجديد

اختار الرئيس الأمريكي أن يوجه ضربات لسوريا لثمانية أسباب على الأقل، داخلية وخارجية.

بتسميمه الأطفال بالكيماوي يوم الثلاثاء الماضي، لم يقم بشار الأسد بارتكاب جريمة شنيعة فحسب، لا بل إنه أقدم أيضاً على ارتكاب خطأ استراتيجي هائل بمنح دونالد ترامب الفرصة لإظهار قوته وإلزام العالم أجمع بها، في الوقت الذي كان به في أشد الحاجة إلى ذلك.

في الحقيقة، قرار الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربة لسوريا ليلاً من خلال إطلاقه تسعة وخمسين صاروخاً من طراز توماهوك استهدفت قاعدة عسكرية، أتى لأجل ثمانية أسباب على أقل تقدير، خارجية وداخلية في آنٍ واحد:

  1.  عقاباً على الخروقات الجسيمة للقانون الدولي (في الاستخدام للأسلحة الكيماوية)، وبذلك يكون قد أخذ دور الشرطي للعالم، الدور الذي لم يود باراك أوباما ممارسته أثناء الهجوم الكيماوي الأول في شهر آب من سنة 2013. فلدى قيامه بذلك، يكون دونالد ترامب قد أعاد  المصداقية له ولأميركا.
  2.  الضغط على بشار الأسد وعلى حلفائه لإجبارهم على التخفيض من سقف مطالبهم وإعادة النظر بها خلال المفاوضات بشأن مستقبل البلاد.
  3.  الاستيلاء على قيادة فلاديمير بوتين العسكرية في سوريا، وبذلك يكون لدى ترامب موقف أفضل يتيح له أن يفرض عليه حلاً ديبلوماسياً.
  4.  الإثبات لكيم يونغ أون، الحاكم الديكتاتوري المستبد لبيونغ يانغ أن التهديدات الأمريكية الجديدة بتوجيه ضربات على المواقع النووية لكوريا الشمالية يجب اتخاذها بشكل جدي أكثر، وبأن هذا الوقت هو الوقت المناسب كي يتم التفاوض حول تنازل جزئي أو كلي عن ترسانته.
  5.  إطلاع ضيفه الصيني، الرئيس شي جين بينغ، والذي هو الآن موجود في ولاية فلوريدا، على أن أمريكا على استعداد من الآن فصاعداً لحل مسألة كوريا الشمالية بمفردها، وذلك تماماً ما سيتناقش ترامب وشي حوله، وأن البيت الأبيض بصفةٍ عامة، سوف لن يتردد في التدخل عسكرياً في حال واصلت الصين تهديد جيرانها في بحر الصين الجنوبي واليابان.
  6.  الإثبات لفلاديمير بوتين – عبر وزير الخارجية ريكس تيلرسون في زيارته الأولى الأسبوع القادم – بأنه أياً كانت التدخلات والتدابير التي قامت بها روسيا لدعم دونالد ترامب أثناء حملة الانتخابات الرئاسية واحتمالات مشاركتها في هذا الأمر الذي يصب في مصلحة الكرملين، فإن الرئيس الأمريكي الجديد سوف لن يتردد في التصدي للرئيس الروسي بما في ذلك بشكل عسكري إذا لزم الأمر.
  7.  لدى إقدامه على هذا، يكون رئيس البيت الأبيض قد أعاد الطمأنينة مجدداً لحلفاء أمريكا كافة، بما فيها دول البلطيق وأعضاء حلف الناتو – الذين بدأوا يشكون في أن يتردد ترامب في الدفاع عنهم في حال تعرضهم لهجوم روسي – ويكون قد جعل الآخرين يرون بأنه كان عكس كل التوقعات والاحتمالات وبأنه سيكون أيضاً خير قائدٍ لعالمٍ حر.
  8.  أن يبرهن لشعبه أنه وبالرغم من إخفاق أوباما في فترة حكمه من التمكن من تنفيذ وعوده الكثيرة أثناء حملته الانتخابية، لن يكون رئيساً متردداً وضعيفاً، وأنه بالرغم من السخرية منه لمرات كثيرة والتي غالباً ما كان يضع لها تبريرات، إلى أنه كان من الجيد أن يتولى مسؤولية رئاسة البيت الأبيض.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك