أبريل 27, 2024

منير الربيع: المدن
بموازاة التقدم العسكري الذي يسعى حزب الله إلى تحقيقه في حلب، وتحديداً في المناطق التي خسرها قبل فترة، لا تزال المفاوضات جارية بين الدول لإيجاد مخرج للأزمة السورية من البوابة الحلبية. الجميع على قناعة بأنه من غير الممكن الحسم العسكري في حلب. المعارك التي تُخاض فيها أثبتت أنها غير ثابتة ومتحركة، وممنوع على أحد الأطراف أن يسيطر على كامل المدينة. لذلك، لا بد من حلّ سياسي لها على أن ينسحب لحلّ الأزمة السورية ككل.
وفق هذه القاعدة كانت تجري المفاوضات الروسية الأميركية لتسوية الوضع الحلبي. الحلّ أو الهدنة أو وقف إطلاق النار الذي سيجري في ثاني أكبر المحافظات السورية سيكون على شاكلة الحلّ الكلّي للأزمة السورية، أي على قاعدة تقاسم النفوذ والمناطق والممرات. ففيما كان حزب الله يتقدّم في حلب وتحديداً عند معبر الراموسة وكلية التسليح، كان الإتفاق الروسي الأميركي برضى إيراني قد أصبح شبه جاهز، وفق ما يقول مصدر قريب من حزب الله لـ”المدن”.
الإتفاق الميداني السياسي على مراحل، يبدأ بوقف العمليات العسكرية في المدينة وريفها، على أن تحتفظ تركيا بما حققته في الشمال وينسحب الجيش السوري من ريف حلب الشمالي. ويتم نزع السلاح من بعض المناطق، ولاسيما في حلب المدينة وأحيائها الشرقية والغربية. وفيما تبقى سيطرة الجيش السوري على مداخل المدينة، تحتفظ المعارضة بالمعبر الشمالي، وتسيطر المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن، على الاحياء الشرقية. أما منطقة الريف الجنوبي الموصول بإدلب فمازالت خارج الإتفاق، مع ضمان عدم توجيه الطائرات الروسية والسورية أي ضربات ضد المعارضة، الامر الذي ترفضه موسكو التي تريد الإحتفاظ بهذا الخيار ضد التنظيمات التي تعتبرها إرهابية.
وبموجب الإتفاق، إذا ما طبّق، ستنسحب إيران من حلب وتحتفظ ببعض المستشارين، فيما سيتم سحب قوات حزب الله من هناك في اتجاه القلمون، ويحتفظ الحزب ببعض الوجود العسكري في محيط الراموسة، العامرية وخان طومان، إلى فترة لاحقة وفق المصادر.
وتعتبر المصادر أن هذا الإتفاق الميداني يعتبر حاجة لكل القوى المقاتلة والتي أصبحت منهكة، لافتة إلى أن احتمال بروز صعوبات قد تؤخره، منها وجود قوى قد تحاول عرقلته. وفي موازاة ذلك، تستمر “المصالحات” التي تعمل روسيا على إبرامها في مركز حميميم، التي تعتبرها مصادر أخرى عمليات تهجير ممنهج وإعادة فرز، كاشفة عن اتفاقات مشابهة لما حصل في داريا ستُنفّذ في الوعر ووادي بردى والزبداني وإحدى المناطق في اللاذقية. وتلفت المصادر إلى أن ذلك قد يكون قابلاً للتبدّل إذا ما حصل أي طارئ. وفي موازاة ذلك تكشف المصادر عن أن المفاوضات تتجه إلى الإتفاق في شأن الوضع السياسي في سوريا، والذي يتركز عنوانه الأبرز على عدم ترشّح بشار الأسد لولاية ثانية وتشكيل الحكومة وتوزع الوزارات. وتقول المصادر إن الأطراف كافة، بما في ذلك إيران، تبدي موافقة على عدم ترشح الأسد. فيما ستكون المراحل اللاحقة من الإتفاق حول البحث بالدور الميداني لتركيا وإيران وحزب الله، ولاسيما مع توجيه أسئلة أميركية وعربية إلى موسكو عن أماكن وجود الحزب.
وتعتبر المصادر أنهناك إصراراً من الجميع على إنجاز الإتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، كي لا تعود الأمور إلى الوراء .



المصدر: منير الربيع: الاتفاق الأميركي- الروسي… أسئلة حول حزب الله وبشار الأسد

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك