مايو 3, 2024

منى علي: بلدي نيوز
استثمر دي مستورا وبشار الجعفري تفجيري حمص اللذين استهدفا أفرعاً أمنية أمس السبت،  للتأثير والضغط على وفد المعارضة ومحاصرته في مفاوضات جنيف، فما كان من المعارضة إلا أن أدانت وشككت بالهجومين مصرحة أنهما يخدمان النظام وحسب.. حيث قال “نصر الحريري” رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف4، إن هذه التفجيرات “محاولات تخريب للمفاوضات”، مضيفا أنه “لا يمكن تنفيذ عملية حمص دون تسهيلات أمنية من قبل النظام”. 
معرباً عن اعتقاده بأن “عملية حمص قد تكون تصفية لعدد من المطلوبين دوليا في اغتيال الحريري”.
وهنا طرح ناشطون ثوريون ومتابعون أسئلة كثيرة حول استثمار العملية سياسياً وموقف المعارضة، وأبرز تلك الأسئلة: هل يُعتبر الهجوم على فرعي مخابرات ضالعين بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب عملاً (إرهابياً)؟.. وهل استهدف الهجوم مدرسة أطفال؟.. أليس طبيعياً في الحروب أن يتم استهداف العسكريين؟ ولماذا قبلت المعارضة بإدانة الهجوم؟..
وفي الإجابة عن السؤال الأخير، رأى الكاتب السوري البروفسور “نجيب عوض” أن المعارضة “قد فعلت حسناً بإدانة العملية التفجيرية وهي فعلت هذا انسجاماً مع فهمها لماهية ما تقوم به على أنه “ثورة” والثورة كما قلت لا تعمل على استرخاص دماء البشر وحياتهم ولا تسمح لنفسها بالانتقام منهم بل تعمل على جعل القانون والعدالة تقوم بهذا. من جهة أخرى، من الواضح أن من قام بهذه العملية هدفه عرقلة المسار السياسي ودفع المتفاوضين لإيقاف العملية السياسية ولوضع المعارضة والثورة في زاوية الاتهام والتشكيك وتشويه الصورة. من هنا كان لابد، بالمنطق السياسي، من إدانة تلك العملية كي لا تفقد المعارضة ومعها الثورة مصداقيتها وصورتها أمام الرأي العام”.
وأضاف د. “عوض” في حديث لبلدي نيوز: “في السياسة لا مكان للمشاعر والوجدانيات والكربلائيات. السياسة لعبة التوازنات والاتفاقات ومعادلات تحاصص. الناطق السياسي ليس بالمنظر الشعبي الذي يردد صدى آلام الناس ومشاعرهم. السياسي عليه أن يفكر استراتيجياً بمصالح الناس من زوايا قد لا تكون مُدركة من قبل هؤلاء الناس بسبب مشاعرهم. من جهة أخرى، كيف لنا أن نختزل الشارع المتنوع والواسع الثوري ومشاعره بموقف واحد. الشارع الثوري متعدد الأطياف والرؤى ومتنوع المشاعر وفيه أيضاً ثوريون سيؤيدون المعارضة في إدانتها للعمل التفجيري. أم أننا نعتقد أن السياسية بطبيعتها لعبة شعبوية؟.. هي ليست كذلك”.
المقدم المنشق “محمد حمادو” رأى في العملية خرقاً أمنياً كبيراً ومكسباً عسكرياً مهما، وطاولة المفاوضات مسنودة بالانتصارات ومرهونة بها كما هو معلوم، يقول المقدم “حمادو” لبلدي نيوز: “لاشك إن استهداف معاقل النظام في عمقه الاستراتيجي وعقر داره يعتبر عملاً عسكرياً نوعياً بامتياز، فكيف إذا كان الأمر يتعلق باستهداف المنظومة الأمنية التي يعتمد عليها النظام في تثبيت أركان حكمه وإطباق قبضته على الشعب السوري والنيل من ثورته.  
وفي هذا الإطار جاءت العملية النوعية التي نفذتها “هيئة تحرير الشام” والتي استهدفت الأفرع الأمنية في مدينة حمص والتي قتل فيها اثنان من كبار ضباط المخابرات السورية.  
ويضيف المقدم المنشق والقائد الميداني في الجيش الحر: “وبالرغم من موقفنا من (هيئة تحرير الشام) ورفضنا نهجها المتشدد، إلا أن هذا العمل النوعي إن تم بدون تنسيق مع النظام يحتاج لجهد ووقت كبيرين ولاسيما في اختراق مناطق سيطرة النظام والاعتماد على أشخاص من داخل النظام من خلال الرشاوى للوصول للمعلومات المطلوبة عن الهدف”.
وختم المقدم حمادو حديثه بالقول: “أعتقد أن على الجيش الحر الاعتماد على حرب العصابات والتفكير بالوصول إلى عمق مناطق سيطرة النظام واستهداف مواقعه العسكرية والأمنية”.
 أما على المسار السياسي، فيميل الأكاديمي الدكتور “نجيب عوض” للنظر إلى العملية بشكل سلبي، يقول: “من حيث المبدأ وبالمنطق الثوري الصرف أقول إنها عملية غير مفيدة إطلاقاً للمسار السياسي ولا لمصلحة هيئة التفاوض باسم الثورة، فهي عملية تقدم للنظام حجة جاهزة وسهلة للتهرب من التفاوض وتأجيل البدء بالمسار السياسي. وهي أيضاً عملية تشوه صورة الثورة أكثر بكثير مما هي مشوهة أصلاً في الإعلام وأمام الرأي العام العالمي والمحلي…. هي عملية لا تخدم التفاوض ولا حسابات المعارضة أبداً وليس لها أي فائدة استراتيجية أو سياسية في حسابات المشهد السوري العام سوى لجهات يبدو أن من بنود أجندتها تأجيل وعرقلة المسار السياسي انطلاقاً من اعتقاد بأن ما سينتج عنه لا يخدم التوازنات الضيقة والواسعة. وهذا قد يكون أمراً يعني الكثير لا للنظام فقط، بل وأيضاً لبعض أطياف المعارضة.. العملية سيئة وغير مفيدة حتى وإن أودت بحياة مجرمين.. هذه قناعتي”.  
وبالفعل فإن العملية قد أودت بحياة مجرمين، مجرمين ليسوا عاديين أبداً، قتلوا وأمروا بالقتل وعذبوا وانتهكوا كل الحرمات، ليس لمقاتلين مثلهم، بل لمدنيين كثير منهم ضعفاء ونساء وأطفال.
على رأس أولئك المجرمين الذي قضوا في عمليتي التفجير، اللواء حسن دعبول الذي يعتبر من المقربين من بشار الأسد شخصيا، سمي بـ”آمر فرع الموت” بسبب دوره في قتل السوريين داخل أقبية النظام خلال ترأسه الفرع 2155 التابع للأمن العسكري بحمص.
عين النظام دعبول مطلع 2016 رئيسا لفرع الأمن العسكري في حمص، وجاء ذلك لإخماد غضب الموالين للسلطة على خلفية التفجيرات التي شهدتها أحياء موالية للنظام في المدينة، خاصة في حي الزهراء، وتعهد وقتها بإعادة “الأمن والأمان” إلى الأحياء، وأقسم بكبح جماح التفجيرات في حي “الزهراء”.
كما تولى دعبول قيادة فرق أمنية في الغوطتين الشرقية والغربية، وقاد بنفسه عمليات عسكرية في مدينة داريا، بحسب الإعلام الموالي للنظام.
وقاد دعبول الفرع 215 التابع للمخابرات العسكرية في دمشق، وهو سرية المداهمة التابعة للمخابرات العسكرية بالعاصمة، ويوصف بأنه الفرع الأكثر وحشية ودموية، حيث لقيت أعداد كبيرة من المعارضين السوريين نحبها فيه.
المصدر: منى علي: تفجيرات حمص.. هل يُعتبر قتل الإرهابيين إرهاباً؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك