أبريل 26, 2024

تستبق دعوة البرلمان المصري لعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية القمة المقرر انعقادها أواخر مارس/آذار المقبل بالأردن للضغط على الجامعة في هذا الإطار، بينما نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن مقعد سوريا سيظل شاغرا خلال القمة المقبلة.

كلنا شركاء: الجزيرة
أثار بيان صادر عن لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري تضمن دعوة “غير صريحة” إلى عودة نظام بشار الأسد لشغل مقعد سوريا بجامعة الدول العربية جدلا في الأوساط السياسية والإعلامية المصرية، وفيما اعتبره مؤيدوه أنه جاء متأخرا رأى فيه آخرون استمرارا لدعم النظام المصري لنظيره السوري.

وقال البيان الذي صدر عقب اجتماع اللجنة لمناقشة تطورات الأزمة السورية إن استمرار المقعد الشاغر لسوريا في الجامعة العربية لم يعد مقبولا، مشددا على أن ما يربط مصر بسوريا من “علاقات إستراتيجية وكفاح مشترك عبر التاريخ” يفرض عليها ضرورة التدخل بإيجابية وفاعلية في هذا الملف.
وحسب مراقبين، فإن موقف لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري يعضد موقف النظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حمل حديثه أكثر من مرة أثناء الفترة الماضية تأييدا واضحا للنظام السوري أثناء تناوله الأوضاع بسوريا.
وبينما تستبق هذه الدعوة القمة العربية المقرر انعقادها أواخر مارس/ آذار المقبل بالأردن للضغط على الجامعة في هذا الإطار نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر دبلوماسية مصرية وعربية تأكيدها أن مقعد سوريا سيظل شاغرا أثناء القمة المقبلة، وأن إلغاء قرار تعليق عضويتها لا بد أن يتخذ على مستوى القمة.

توزيع أدوار
واعتبر البرلماني السابق جمال حشمت أن هذا الموقف هو نتاج توزيع أدوار بين “مؤسسات الانقلاب” لتنفيذ مصالح روسية وإيرانية يتم التوجه لها بكل قوة لتخفيف الضغوط على نظام الأسد من أطراف دولية أخرى.
وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن النظام المصري قدم سابقا الدعم بالسلاح والخبرات الحربية، وهو يود الآن أن يرسل رسالة مفادها أن الشعب المصري يدعم النظام السوري ويرغب في كسر عزلته “عن طريق عملائه البرلمانيين” الذين يمثلونه بعيدا عن الشعب وموقفه الرافض لانتهاكاته ضد الشعب السوري.
في مقابل ذلك، يرى القيادي في تحالف العدالة الاجتماعية أسعد هيكل أن قرار جامعة الدول العربية بجعل مقعد سوريا شاغرا كان قرارا خاطئا، وأن دعوة البرلمان المصري للجامعة العربية بإعلان عودة دولة سوريا الشقيقة لشغل مقعدها جاء متأخرا.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن معظم الأطراف الدولية المتصلة والمؤثرة في الأحداث السورية تراجعت عن مواقفها السابقة، “وللأسف ما زالت الجامعة العربية تتخذ قراراتها متأخرة”، متوقعا أن يكون لهذا الموقف تأثير إيجابي في عودة سوريا إلى مقعدها.
نظام حليف
من جهته، ذهب رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير إلى أن النظام المصري يعتبر نظام الأسد حليفا إستراتيجيا، ويرى في إسقاطه خطورة على بقائه، “ويخشى إذا ما سقطت الدولة العسكرية بسوريا أن يحفز ذلك الشعب المصري لإسقاط دولة العسكر”.
وتابع في حديثه للجزيرة نت أن النظام المصري بمؤسساته ليس له وزن إقليميا بخصوص سوريا، فهو لا يملك أي أوراق للفعل بهذا الملف، ودعمه للأسد محاولة للضغط على السعودية لتستمر في دعمه، مستبعدا أن تلبى هذه الرغبة بفعل النفوذ السعودي داخل الجامعة العربية.
بدوره، لم يستبعد المتحدث باسم المجلس الثوري المصري أحمد الشرقاوي أن يؤدي دفع النظام المصري وبرلمانه لعودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، معتبرا أن “المؤشرات الموجودة على الساحة تؤكد ذلك”.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن مرحلة التسويات النهائية للأزمة السورية بدأت بالفعل، والهدف هو الوصول إلى صيغة تشبه اتفاق دايتون في البوسنة والهرسك، والغرب يدرك أن الضغط على الأسد ونظامه بسوريا بات شديدا، وبالتالي يدفع عملاءه للمساعدة في تعويمه قبل الوصول إلى مرحلة الاتفاق النهائي.




المصدر: مطالب مصرية بعودة نظام بشار الأسد للجامعة العربية

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك