مايو 19, 2024

نور أحمد: كلنا شركاء
مضايا ومن منّا بات لا يعرف تلك البلدة في ريف دمشق الغربي والتي حوّلها حزب الله المجرم لسجن كبير مكتظ بمئات العائلات وعمد لوضع خطة للنيل ممن وقف بوجه النظام وثار عليه بعد محاولات الأخير باقتحامه؛ فجاءت فكرة مليشيا حزب الله اللبناني بالحصار.
أطبق الحصار شهره الثالث بعد العام، حاملاً معه أرواح 189 محاصراً بينهم أطفال لم تتحمل أجسادهم الغضة الجوع والبرد والمرض فقضوا بصمت. تخلل الحصار دخول ثلاث شحنات غذائية ومساعدات أممية كان آخرها في الحادي والثلاثين من نيسان/أبريل الماضي.
تلك المساعدات لم تلبِّ احتياجات المحاصرين حيث اقتصرت في كل مرة على البقول والمعكرونة والطحين ولا تكفي سوى لأيام معدودة.
يعود اليوم شبح الجوع يلقي بظلاله على المحاصرين، فبدأت المواد الغذائية بالنفاد وأعلنت بعض الأسر عن نفاد الطعام من منازلها فلا طحين ولا سكر في منازلهم بينما يمعن القناص بقتلهم على مهل ويشلّ حركتهم داخل الحصار.
هويدا (32 عاماً ) سيدة من الزبداني وأم لطفلتين هجرها النظام مع طفلتيها إلى مضايا تقول في حديثها لـ “كلنا شركاء”: الطعام بدأ ينفد ..لا أعرف ماذا أفعل ؟ …أحياناً اتنازل عن طعامي لأطفالي، لا اقدم لهم سوى وجبتين في اليوم أجسادهما هزيلة ضعيفة.
تردف هويدا “أتمنى أن يكسر الحصار بشحنة مواد غذائية .. قبل ان يعود شبح الجوع من جديد”.
“أم محمد” هي أيضاً امرأة مسنة من الزبداني مهجرة مع زوجها إلى مضايا تقوم بتجهيز بعض الخضار وتجفيفها وتخزينها خوفاً من عودة المجاعة وفقدان الغذاء وتقول “في كل مرة تسنح لي الفرصة اشتري بعض الحبات من الكوسا أو البندورة وأجففها تحت اشعة الشمس بانتظار الشتاء، وقد جففت أيضاً بعض المشمش والكرز، أخاف ان يعود الشتاء ونحن لا نزال تحت الحصار”، تخشى ام محمد أن يعود الشتاء قاسياً عليهم كما العام الماضي وتسبب بوفاة الكثيرين.
يقول الناشط عمر محمد في حديث لـ “كلنا شركاء” إن الوضع في مضايا بات مأساوياً وأن الطحين والسكر وحليب الأطفال نفدا من مضايا، والأهالي يتخوفون من العودة لأكل أوراق الشجر، والحالة النفسية للمحاصرين سيئة للغاية”.
الوضع الطبي.. كارثي!
أما الوضع الطبي فهو من سيء لأسوء فالأدوية وبعض الضمادات التي يستخدمها الطبيب ومساعده في المستشفى الميداني باتت على وشك النفاد في حين يعاني المحاصرون من الحمّى وارتفاع الحرارة لدى بعض الأطفال وامراض جلدية تظهر على شكل بقع داكنة وحبوب حمراء تنتشر لدى الأطفال خاصة.
أما الرضع فمهددون بالأمراض المصاحبة لسوء التغذية ونقص الفيتامينات وحليب الأطفال ونقص اللقاحات التي تحميهم، بينما في كل فترة يموت طفل حديث الولادة بسبب نقص بالحاضنات وسوء التغذية للأم أثناء فترة الحمل كالطفلة شام خريطة التي قاومت لعدة ساعات ولم يستطع المستشفى الميداني تقديم العون لها كونه غير مجهز لهذه الحالات ويعاني نقصاً حاداً بالأدوية والسيرومات المغذية.
الزبداني على المحك
الزبداني أيضاً شهدت الأسبوع الماضي استشهاد شاب (ماهر التيناوي) برصاص قناص حاجز الحكمة أثناء بحثه عن بعض الفواكه فكان هدفاً للقناص المتربص بهم. ولا امكانية في المشفى الميداني المتهالك لإسعاف جريح او مداواة مريض ويعاني من نقص الكوادر فلا طبيب مختص او ممرض يقوم بأعمال المشفى بعد استشهاد آخر طبيب في الزبداني د.محمد الخوص بداية هذا العام.
في حين نفذت المواد الغذائية من الزبداني أيضاً ويعتمد المقاتلون المحاصرون على بعض الخضار التي زرعوها ويأكلون من ثمارها بكميات قليلة في حدائق بعض المنازل وأحواض الورود.
ويتربص القناصة بالمحاصرين في الزبداني ومضايا ويزيدان من حالة المحاصرين بؤساً وخوفاً حث استهدف قناص بعد اخراج الحالات الحرجة شابٌ من اهالي الزبداني وتم اجلاؤه لاحقاً. واليوم عاد القناص ليتشفى من المحاصرين وقتل شاباً اخر أردته قتيلاً على الفور فحالته الحرجة لم تنتظر اجلاءه.

اقرأ:
3 أطفالٍ وامرأة ضحايا قصفٍ جويٍ استهدف دوما بالغوطة الشرقية



المصدر: مضايا المجوّعة والزبداني المحاصرة تنتظران كسر الطوق

انشر الموضوع