أبريل 26, 2024

كلنا شركاء: رصد

كشفت صحيفةٌ روسية الروسية الى أن الجيش الروسي وضع ميليشيات حزب الله اللبناني تحت المراقبة، لافتة إلى أن انسحاب الحزب من المناطق السورية كان من بين المواضيع التي نوقشت في مباحثات إستانة-3 يومي 14 و15 آذار/ مارس الجاري. في وقتٍ أشارت فيه صحيفةٌ أخرى إلى توتر نسبي في العلاقة بين روسيا وإسرائيل بسبب الحزب اللبناني.

وأكدت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية بأن مراكز المصالحة الروسية في سوريا ستقوم بمراقبة انسحاب التشكيلات الشيعية، التي تحارب إلى جانب نظام بشار الأسد، من العديد من المناطق. ونوقشت هذه المسألة البالغة الحساسية بنشاط حثيث من قبل الأطراف المشاركة في لقاء أستانة.

وتحدث أعضاء الوفود المشاركة في مباحثات أستانة (روسيا و إيران و تركيا) في المقام الأول عن “حزب الله” اللبناني، وإمكانية تخصيص منطقة محددة لـ “حزب الله” تكون تحت سيطرته في سوريا، ويتبع ذلك انسحاب تدريجي لوحداته من المناطق الأخرى، وقبل كل شيء من شمال البلاد.

من جانبه، قال البروفسور في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا، ليونيد إيسايف، إن “تركيا والمعارضة السورية تريان أن انسحاب وحدات “حزب الله” وغيره من الحركات الشيعية غير السورية (مثل العراقية والأفغانية) – هو إحدى القضايا الرئيسة للتسوية”، مشيرا الى أن “الإيرانيين وافقوا شفهيا على ذلك، و”حزب الله” أيضا لا يمانع، كون مهمة إنقاذ نظام الأسد أصبحت منجزة، لاسيما أن “حزب الله” يحتاج إلى قواته في لبنان”.

وأشار الخبير إلى أن “هناك دلائل عديدة تشير إلى أن وحدات “حزب الله” قد انسحبت بشكل أساس إلى الحدود اللبنانية. أما في مناطق الشمال السوري وعند تدمر، فإن السوريين هم من يقاتلون بشكل أساس”.

حربٌ إعلاميةُ

في المقابل، اعتبرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أيضاً بأن هو استدعاء الخارجية الروسية سفير إسرائيل المعتمد لدى موسكو إثر قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع قوات النظام وحلفائها في منطقة تدمر؛ مؤشرٌ على توتر في العلاقات بين روسيا وإسرائيل، تمكنهما من تطوير علاقات التعاون بينهما، رغم اختلاف موقفيهما من حكومة بشار الأسد و”حزب الله”.

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحافيين يوم أمس الاثنين 20 مارس/آذار أن الخارجية الروسية استدعت نهاية الأسبوع الماضي سفير إسرائيل لدى موسكو غاري كورين، وذلك لتوضيح سبب الغارة الجوية، التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في منطقة تدمر. وبحسب المعطيات السورية، فقد اشتركت في هذه الهجمة أربع طائرات إسرائيلية تصدت لها وسائل الدفاع الجوي السورية. وبينما أكد ممثل نظام بشار الأسد إسقاط إحدى الطائرات وإصابة أخرى، فإن الجانب الإسرائيلي نفى هذه المعلومات، التي لم تؤكدها مصادر أخرى.

ووصلت الحرب الإعلامية بين نظام بشار الأسد وإسرائيل إلى أوجها بعد هذه الحادثة، حيث هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الجانب السوري بقوله: “إذا هاجمت منظومات الدفاع الجوي السورية الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى، فسوف ندمرها، ولن يكون هناك أي حل وسط في هذه المسألة”.

الحرب خيارٌ مرفوضٌ كلياً

ولفتت “كوميرسانت” إلى أنه بالنسبة إلى موسكو، فالحرب بين سوريا وإسرائيل خيار مرفوض كليا. فقد كانت موسكو حتى الآن على الرغم من ضلوعها في النزاع السوري، تتجنب توتير العلاقات مع إسرائيل. بل وكانت الاتصالات بين الرئيس بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو مستمرة، حتى أن العديد من الخبراء وصفوا هذه العلاقة بالودية.

وفي الوقت نفسه لم يُخف أحد في موسكو وتل أبيب أن الخلاف الرئيس بينهما بشأن المسألة السورية ليس نظام بشار الأسد، بل “حزب الله” اللبناني الذي يقاتل إلى جانبه. فإسرائيل تعدُّ هذا الحزب عدوا لها وعميلا لإيران الشيعية. كما أن غالبية الهجمات الجوية، التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية في سوريا، كانت ضد مسلحي الحزب. وإسرائيل متخوفة من أن يستغل هذا الحزب الأزمة السورية للحصول على أسلحة حديثة بما فيها الروسية، ويستخدمها مستقبلا ضد إسرائيل.

أما موسكو فوجهة نظرها مختلفة تماما. فلقد بينت العمليات القتالية، في تدمر وقبلها في حلب، أن وحدات “حزب الله” هي، التي تتمتع بقدرة قتالية عالية، مقارنة بجميع التشكيلات الأخرى في “التحالف الموالي لبشار الأسد”.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك