تشهد مشتقات الحليب ارتفاعاً كبيراً في أسعارها، والملاحظ ومنذ عدة أشهر أن بورصة تلك المشتقات لا تقف عند سعر مستقر ..فهناك زيادات متتالية وغير منطقية في أسعار تلك المشتقات، فإذا ما قارناها مع الفترة ذاتها من العام الفائت نلاحظ أن نسبة تلك الزيادة تتجاوز 100 في المئة، لتصبح تلك المشتقات مجرد حلم ثقيل على موائد ذوي الدخل المحدود.
«تشرين» جالت على عدد من محال بيع مشتقات الحليب واستطلعت الأسعار..
ولاحظنا خلال جولتنا أن سعر كيلو اللبن وصل إلى 1000 ليرة، في حين يباع «سطل» اللبن الصغير والذي لا يتجاوز النصف كيلو بسعر مابين 800- 900 ليرة، والجبنة البيضاء وصل سعرها إلى 5500 ليرة، وتخطت الجبنة الشلل الـ 8000 ليرة، ووصل سعر كيلو اللبنة مابين إلى 4000- 4500 ليرة.
المواطن محمد يقول: خلال الأشهر الثلاثة الماضية شهدت مشتقات الحليب ارتفاعاً غير معقول في أسعارها وباتت تلك المشتقات حلم كل مواطن، ولاسيما ذوي الدخل المحدود، وأمام ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية وغيرها حاولنا الاستغناء عن سلعٍ كثيرة لكن في المقابل لا يمكننا الاستغناء عن الحليب ومشتقاته، ولاسيما للأسر التي يوجد فيها أطفال، بدورها أشارت المواطنة سامية إلى أنه في كل مرة تذهب فيها إلى السوق لشراء منتجات الألبان والأجبان تلحظ زيادة على أسعارها بشكل أرهق كاهل الموظف ذي الدخل المحدود الذي لم يعد قادراً على مجاراة تواصل ارتفاع الأسعار المتسارع.
من جهته، أشار المواطن يوسف محمد إلى أن بعض ضعاف النفوس ممن يسوق وينتج هذه المشتقات لم يكتف برفع أسعارها وإنما لجأ إلى الغش فيها لتوسيع هوامش ربحه.
بدوره، قال رئيس الجمعية الحرفية للأجبان والألبان في دمشق وريف دمشق -عبد الرحمن الصعيدي : توجد عدة عوامل لارتفاع أسعار الألبان والأجبان؛ أولها: رفع سعر الحليب الناتج عن غلاء الأعلاف وعدم توافرها بشكل كافٍ في الأسواق، مضيفاً: إن السبب الثاني هو التصدير وطالبت المؤسسة الجهات المعنية عدة مرات بإيقافه لأنه من المفترض قبل الإقدام على هذه الخطوة أن يكون هناك اكتفاء ذاتي.
وأشار الصعيدي إلى أن مؤسسة الأعلاف يجب أن تؤمن كميات كافية من العلف بشكل سلس ويومي، حيث لا يضطر المربي لأن يشتري من السوق السوداء.
أما عن البدائل فقد بيّن رئيس الجمعية أن حليب بودرة الأطفال كان رديفاً بالصناعة لكنه اليوم أغلى من الحليب الطبيعي، إضافة إلى أن هناك عدداً كبيراً من المنشآت ستتوقف عن العمل لأنها لا تستطيع تأمين مازوت التدفئة، وبسبب الانقطاع الكبير للكهرباء، فيضطر المربون إلى تشغيل المولدات وهذه تكلفة إضافية تضاف إلى التكاليف الأخرى، كما إننا طرحنا موضوع زراعة علف الأزولا، لأنه قابل للتطبيق في سورية، كتجربة مشابهة لمصر، ونأمل تطبيقها في بلدنا لأنها الحل الأفضل لخفض الأسعار.
في حين أكد بسام شاكر- معاون مدير التجارة الداخلية في مديرية التجارة بريف دمشق أن المديرية لم تصدر أي نشرة أسعار جديدة فيما يخص الحليب والألبان والأجبان، وإنما هناك رقابة يومية ومشددة على الأسواق فيما يخص الالتزام بالأسعار القديمة التي صدرت من المديرية، وفي حال ورود أي شكوى من قبل أي مواطن لتقاضي أسعار زائدة عن السعر المحدد تنظم بحقهم ضبوط فورية، إضافة إلى تنظيم المديرية لعدد كبير من الضبوط بسبب عدم الإعلان عن السعر، ولاسيما أن المديرية لم تقم بتعديل أي سعر لذلك نتمنى من أي مواطن يحصل على هذه المنتجات بأسعار زائدة تقديم شكوى للمديرية وستتم معالجتها على الفور.

طباعة